أذا الفتنه أضطرمت فى البلاد .....
عبد المنعم بدوي
الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٨
عبد المنعم بدوى
رغم أننا ندين فى بلادنا بمذهب أهل ــ السنه ــ فأن نفوسنا أو على ألأقل نفوس الكثيرين منا تهفوا الى أهل البيت ، والزائر لمصر يدرك بوضوح من الوهلة الأولى ، مدى حب المصريين لأهل البيت .
هل هذا طبع فينا ورثناه من وقت أن كانت مصر من الدوله الفاطميه ، والتى تدين بالمذهب الشيعى ؟
لذلك فأنه من الأماكن التى يسعى الناس الى زيارتها ضريح سيدنا الحسين ، سيد شباب أهل الجنه ، أبن الأمام على سبط سيدنا رسول الله ...
لكن حدث أثناء حكم معاويه أيام الدوله الأمويه ، أن فتحت النار على سيدنا على ، وكانت مصر تلعنه ليل نهار من على منابر المساجد ... حتى جاء الخليفه الخامس " عمر بن عبد العزيز " فأوقف هذه المهزله ، وألغى هذه البذاءات على سيدنا على ، وعلى آل البيت جميعا .
وفى هذا الصدد ، يقول شوقى :
أحب الحسين ، ولكن لسانى عليه وقلبى معه
أذا الفتنه أضرمت فى البلاد
ورمت النجاه فكن أمعه
المناسبه :
مع أقتراب ذكرى ثورة 25 يناير ، وأنقسام الناس حولها ... البعض يؤيدها ويعتبرها ثورة عظيمه ، والأخرون يهاجمونها ولا يطيقون سماع كلمة واحده عنها ، ويرون أنها لم تجلب سوى الخراب والشر ... وهؤلاء لديهم بعض العذر ، فقد عاشوا حقبة من الزمن يرضعون الذل والهوان ...
يقول الشاعر محمود درويش :
من رضع من ثدى الذل دهرا .... رأى فى الحرية خرابا وشرا
ويذكر أن معاويه طلب من أحد أنصار سيدنا على أن يصعد الى المنبر ــ غصبا ــ وأن يسب ــ الأمام على رضى الله عنه ــ وأمتثل الرجل من خوفه أمام أمر الخليفه ...
لكنه صعد على المنبر وقال :
ــ أيها الناس طلب منى أمير المؤمنين ـ معاويه ـ أن العن عليا ... فألعنوه معى !!
وظن الرجل أنه نجا ... فقد نفذ ماأمروه به ... ولكن لأن الأمر كان يحتمل لعن ـ معاويه ـ نفسه ، فما أن هبط من على المنبر حتى كان السيف فى أنتظار رقبته ... !!