مايكل سند واضطهاد إلى الأبد
بقلم: فادي يوسف
منذ شهر جاءتني مكالمة بعد منتصف الليل من "مارك" أخو "مايكل نبيل سند" المسجون من المحاكم العسكرية بتهمة إهانة المؤسسة العسكرية، ونشر أخبار كاذبة عنها، وأبلغني فيها أنه يرغب في حل لوضع مايكل المهين في سجن المرج، والذي يزداد سوءً كل يوم، وكانت بداية لمفاجات اكتشفتها بعد ذلك.
كانت أولى المفاجات هي تسجيل قمت بتصويره مع مارك أوضح فيه الكثير والكثير من الإهانات التي يتعرض لها مايكل بسجنه في المرج، بداية من سبب الاعتقال الذي إذا قارناه مع سبب التحقيق مع الناشطة السياسية "أسماء محفوظ" سيبقى هين جدًا، فهو مقالة كتبها مايكل سند على مدونته الشخصية باسم "الجيش والشعب عمرهم ما هيكونوا إيد واحدة" وتلك المقولة التي انتشرت في الآونة الاخيرة بين صفوف الشعب بعد الأفعال التي خرجت من المجلس العسكري، والتي لم تكن مرضية لنا جميعًا.
"مايكل سند" لم يحرض على الجيش، ولم يهدد بعمليات اغتيالية، ولم يسافر إلى إسرائيل كما أشيع بأحد الصحف هو فقط وبحرية شخصية قال رأيه وموقفه من التجنيد.
مايكل كان له موقف حدث بعد الثورة من ضرب وإهانة واعتداء جنسي جعله يرسل طلب فتح تحقيق في تلك الواقعة، وكان ذلك يوم 22 مارس الماضي وعندما عرض الأمر بدلًا من أن يحقق في الطلب تم استخراج قرار بمراقبة مايكل سند، وكانت تلك ثاني مفاجأة، وفعلًا تمت المراقبة وبالأخص على مدونته، وخلال ثلاثة أيام تم استخراج قرار باعتقال مايكل، وتم تحديد يوم 28 مارس محاكمة عسكرية عاجلة له ولماذا لا أدري!!!؟؟؟ هل مايكل إرهابي؟ هل جاسوس؟ هل مكدر للأمن العام؟
الشخص فقط عبر عن رأيه وعن حريته التي من أجل تلك الكلمة، وهي الحرية قامت الثورة المصرية العظيمة.
وهل في تلك الأيام تم القبض على من قاموا بتكدير الأمن العام وإصدار الفتن الطائفية، مثل أهالي صول بأطفيح الذين ظلوا يهدوا في كنيسة 22 ساعة ولم يقبض على أحد منهم، أم هولاء الذين أحرقوا كنيسة إمبابة وقتلوا أشخاص وأحرقوا جثثهم أحياء، أم متطرفي أبو قرقاص وإليكم قائمة طويلة من المتهمين لم يفعل معهم الجيش مثلما فعل مع مايكل سند.
وتتوالى المفاجآت والخدعة تستمر بشكل أكبر، فتحدد ميعاد الجلسة الأولى للمحاكمة وعندما قرر القاضى التأجيل وانصرف أهل مايكل والإعلام عن مكان المحاكمة، يكتشف الجميع مساء نفس اليوم أن مايكل حكم عليه بثلاث سنوات سجن!!!
وقيل أنه تم ايداعه سجن طره والحقيقة أنه أودع بسجن المرج !!!!
والمفاجاة الرابعة عندما أبلغني أخوه مارك أنه قيل لمايكل بعد الحكم الجائر، أن تلك الفترة هي بالتحديد الفترة التي يراها الجيش مناسبة له بديلًا عن التجنيد، وكأن الحكم صدر قبل أي تحقيق أو حتى قرار الاعتقال.
و مفاجآت أخرى منها قرار عدم الزيارة إلا بعد شهر من السجن، رغم أن قانونيًا تتم الزيارة بعد 11 يومًا فقط، وحتى الزيارات بدأت تقل ومن أربع مرات شهريًا صارت مرتين، وصارت بمزاج مامور السجن كما يحلو له، وبالتالي الإهانة لم تقتصر على مايكل فقط بل طالت أهله الذين يرغبون في زيارته وإذلالهم، وكثيرًا ما يتم إرجاعهم بدون زيارة.
حتى الأكل وهو أقل حقوق الإنسان في المعيشة يتم تقديمه بمواد مخدرة لتهدئة المساجين، وعندما تبنى أهله تقديم وجبات تكفيه لمدة أسبوع يقوم المسئولون بالسجن بسكبه وخلطه على بعضه حتى لا يتمكن أي فرد من تناوله.
وآخر المفاجآت حتى الآن هي عندما أعطيت لمارك سند قائمة بأسماء وأرقام هواتف إعلاميين وقنوات فضائية وصحف وجرائد قومية ومستقلة لكي تتم تدويل قضية مايكل إعلاميا بشكل صحيح، وكسب الرأي العام فيى صالح شخص مظلوم في السجون المصرية، حينها فوجئنا أن قليلون جدًا هم من استجابوا للقضية، وأما الباقي فرفض حتى عرض مظلمة مايكل بشكل موجز، ليس لشيء سوء أن مايكل يحمل الهوية القبطية رغم ما تحمله قضيته من مفاجات واضطهاد وظلم فائق.
لماذا التمييز بين مايكل سند وأسماء محفوظ ولؤي نجاتي وغيرهم من المعفي عنهم؟
لماذا التمييز بين مايكل وزملائه في السجن؟
لماذا من الأساس تمت كل تلك الأحداث؟ هل بسبب حرية الرأي؟
كل ما ذكره مارك الأخ الأصغر لمايكل سند ليس فيه تهويل، فقد قام ناشط قبطي وصديق شخصي وهو الأستاذ هاني نظير بزيارة لمايكل بسجن المرج، وتاكد من تلك المعلومات ومن الحالة النفسية السيئة لمايكل، إضافة لبعض الأمراض التي يعاني منها قبل دخوله السجن والتي أثرت عليه بالسلب في محبسه.
أخيرًا منذ أسبوع اتصل بي والد مايكل الأستاذ نبيل سند، وأبلغنى عن قرار مايكل بالإضراب عن الطعام حتى يستجاب للتظلم المقدم بخصوص معاملته في محبسه، وأيضًا بخصوص العفو عنه مساواة بمن تم العفو عنهم موخرًا.
مايكل سند ليس زميل في النشاط القبطي والحقوقي، أو حتى لم تكن بنا سابق معرفة من قبل، وهذا حال الكثير منكم تجاه هذا السجين المكلوم، ولكن واجب عليَّ وعلينا جميعًا مساندته في الإفراج عنه، ليس إلا للتأكيد على مبادئ الثورة، وهي الحرية الكاملة لجميع أبناء مصر، سواء مسلمين أو مسيحيين، ورفض أي تمييز أو قمع أو اضطهاد مستمر للأبد في الحياة بكل أشكالها، وحتى في السجن، وسنظل متضامنين مع صاحب لقب أول سجين للرأي تحت حكم المجلس العسكري.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :