أحمد.. خفير نظامي صلى الفجر وقرأ القرآن ثم استشهد بطلقة خاطئة من سلاحه الميري
حوادث | صدى البلد
٥٢:
٠٤
م +02:00 EET
الاربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨
واقعة مريرة شهدها مركز منوف بمحافظة المنوفية، حيث استيقظ الأهالي صباحا علي خبر وفاة الشاب "أحمد .ع"، صاحب الـ 32 عاما، والذي يعمل خفير نظامي والذي وافته المنية بعد إصابته بطلقة خاطئة من سلاحه الميري أثناء تواجده في الخدمة، ولكن الطلقة لم تصبه وحده فقد أصابت الطلقة قلب كل من تعامل معه وعرفه، فقد اشتهر أحمد في قريته بحسن أخلاقه وأدبه الذي جذب إليه قلوب الناس من حوله.
فقد اعتاد أحمد علي أن لا يراه الناس سوي في المسجد أو في أداء عمله فلم يكن شابا من أصحاب السهرات أو الاجتماعيات التي ليس منها فائدة، وكان همه في الحياة المواظبة علي صلاته بالمسجد والمحافظة علي ورد القرآن الذي يقرأه كل يوم والمحافظة علي عمله الميري ومراعاة أرضه الزراعية التي كان يقتات منها هو وأسرته وأبناء شقيقته بعد طلاقها وانتقالها للعيش في كنف أخيها.
بدأت الواقعة يوم الأحد الماضي فقد استيقظ احمد في الخامسة فجرا وصلي الفجر في جماعة بالمسجد ثم عاد لحقله وقام بتحضير الطعام للماشية ثم أيقظ أهل بيته ليتناولوا الفطور معا ثم انطلق بابنائه وأبناء شقيقته في طريقه لمدرستهم كما اعتاد أن يذهب بهم كل يوم ثم يأتي ليرجعهم للمنزل وقت انتهاء اليوم الدراسي.
ثم عاد لمنزله وارتدي ملابس عمله الميري وحمل سلاحه وانصرف لمكان الخدمة المخصص له أمام الوحدة الصحية بقريته متبسما بوجهه البشوش يضاحك كل من قابله كما اعتاد الناس علي وجهه البشوش وصوته الخافت الذي يحمل بين طياته أدب جم واحترام كبير تربى عليه.
وما إن وصل مكان عمله حتي اخذ الكرسي الخاص به ووضعه في مكانه وأحضر مصحفه وأخذ يتلو القرآن حتي اذن لصلاة الظهر فقام وتوضا وأدي صلاة الظهر مع العمال المتواجدين في الوحدة الصحية والذي اعتادوا تواجده معهم، ثم قام وتناول الغداء الذي كان قد أحضره معه منذ الصباح ثم قام بتجهيز الشاي لكل المتواجدين بالوحدة معه وشربوا جميعا ، ثم عاد لمكان خدمته ومع مرور الوقت باغته النوم وأخذ خفوة سريعة وهو جالس علي الكرسي مكانه ، ولكن كانت العبوة الأخيرة في حياته والتي بسببها لن يعود لمنزله مرة أخري ولكن سيكون مستقرة في قبره هذه الليلة فقد سقطت يده سهوا علي زناد بندقيته الذي يحتضنها خوفا عليها لأنها عهدته فانطلقت منها طلقة استقرت في قلبه فأردته شهيدا لعمله، ومع انفجار صوت الطلقة سادت حالة من الذعر وحملوه بداخل الوحدة الصحية سريعا ولكن القدر كان أسرع منهم وصعدت روحه الطاهرة لربها تزفها دعوات أهالي قريته بأكملها الذين بكوا عليه بشدة وبكوا فيه أدبه وأخلاقه وتدينه الذي عرفه الجميع به.
ثم اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة وشيعت جنازته في الواحدة صباحا في مشهد مهيب حضره اهل القرية بأكملها وشيع جسده لمثواه الأخير وسط بكاء ونحيب أصدقائه، ووسط صراخ زوجته ووالدته الذي شق سكون الليل ليملا الجو بحالة من الرعب وعدم الطمأنينة.
الكلمات المتعلقة