الأقباط متحدون - مجلة العربى.. كل سنة وأنتِ طيبة
  • ١٦:٣٧
  • الاربعاء , ١٩ ديسمبر ٢٠١٨
English version

مجلة العربى.. كل سنة وأنتِ طيبة

مقالات مختارة | أحمد إبراهيم الشريف

٠٤: ٠٨ م +02:00 EET

الاربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨

غلاف المجلة
غلاف المجلة

 أحمد إبراهيم الشريف

كان من حسن حظى أن تواجدت فى احتفالية سفارة الكويت فى مصر بمرور 60 عاما على انطلاق مجلة العربى الشهيرة، وسعدت جدا لكون الاحتفالية كانت فى القاهرة، وكانت عامرة بالمحبة، وكان المشاركون فيها يشيدون طوال الوقت بالدور المصرى المتمثل فى الدكتور أحمد زكى، أول رئيس تحرير للمجلة والأستاذ أحمد بهاء الدين الذى رأس تحريرها خلفا لأحمد زكى، وهى إشادة تتجاوز شخصيهما وتصب فى دور مصر الثقافى. 
 
وأنا من جانبى أشيد بمجلة «العربى» بعمرها الطويل- حيث كان إصدارها الأول -1958، ومن يومها وهى تتميز عن كثير من المجلات الأخرى بأنها تملك مقومات نجاحها فى داخلها، وربما يأتى ذلك انطلاقًا من تعريفها بنفسها «مجلة شهرية ثقافية مصورة يكتبها عرب ليقرأها كل العرب»، ومن هذا التعريف حرصت المجلة أن تكون مناسبة لجميع الثقافات العربية المتغايرة والمختلفة، وليست مقصورة على ثقافة الكويت أو منطقة الخليج، فالمتابع لأبوابها المتنوعة عبر سنواتها الطويلة، والتى كان على رأسها «مرفأ الذاكرة، وجهًا لوجه، جمال العربية، مكتبة العربى، البيت العربى، الاستطلاعات والتحقيقات، علوم»، والمتأمل لاهتمامات المجلة البصرية والتربوية والنفسية والأدبية والحوارات، يعرف هذا التنوع الذى تحرص هذه المجلة على إيجاده فى الثقافة العربية، وذلك انطلاقًا من كون مفهوم الثقافة لديها متسعًا، ويشمل جوانب متعددة، وليس مقصورًا أو نخبويًا.
 
وهذا الاتساع المعرفى فى أبواب المجلة صنع قارئًا متنوعًا على مستوى الوطن العربى، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المشاركات الشعرية، أو مسابقات التصوير، أو تعليقات التصويب التى ترد للمجلة من قرائها، كذلك فإن موضوعات المجلة ومطبوعاتها الأخرى تكشف تنوع عمر متابعيها، فبجانب التنوع المكانى والثقافى هناك أيضًا التنوع العمرى، فللأطفال نصيب، وللشيوخ أيضًا ما يمكن أن يقرأوه فى هذه المجلة الحافلة بالإفادة، والإمتاع فى الوقت نفسه.
 
أتمنى أن تواصل العربى صدورها متحدية كل الظروف التى يتعرض لها النشر عربيا وعالميا، وأن تجد لنفسها متنفسا جديدا فى ظل وسائل الاتصال الحديثة التى تعتمد على الرؤية البصرية والسرعة والإبهار وفى ظنى أن «العربى» قادرة على فعل ذلك، فهى إضافة لقيمتها المعرفية تحمل طاقة قوية من القدرة على التواصل، بما يمثل نوعا من «التحدى» المهم والضرورى للعرب أجمعين، وبما يؤكد قدرتهم على الصمود والمواجهة وتحقيق أحلامهم والسعى لتكريسها على مدى هذه السنوات الطويلة.
 نقلا عن اليوم السابع

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع