ماهر فرغلي: "داعش" يستدل بأحاديث القتال لذلك يقتل السياح ويغتصب السائحات
رومانى صبري
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٨
كتب – رومان صبري
تساءل الكاتب ماهر فرغلي قائلا : " لماذا اغتصب وقتل الدواعش السائحتين ؟ هل النص القرآني والنبوي هما السبب؟ .
وتابع فرغلي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" : نعم هناك مشكلة حقيقية لدينا أولا في فهمنا للنص القرآني ، فنحن دائما ما نستنكر على "الدواعش" أفعالهم وأنهم أخرجوا النص عن سياقه الواقعي، وعادوا به إلى سياقه التاريخي القديم وحين يطالب البعض بثبات اللفظ وتحول المعنى وفق الواقع وجدنا من يقول إن القرآن صالح لكل زمان ومكان وأصبحت لدينا مشكلة كبيرة جداً، وهي ليست وليدة اليوم، فانظروا إلى تفسير الطبري أو القرطبي الخ ، ستجد مئات المجلدات، رغم أن الله يقول: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" إشكاليات كثيرة حول أسباب النزول، والمعاني، والألفاظ.
وأضاف ، وهل يجوز صلاحية القياس على "نموذج السلف" أم نعيد قراءة القرآن من منظور مغاير؟ هل النص القرآني جزء من التراث أم منفصل عنه؟ هل يتغير المعنى اللغوي وفق الزمن أم لا؟ هل نربط القرآن بشروطه التاريخية واللغوية والثقافية أم هو نص مفتوح لا نهاية له ولا يمكن لأي تأويل أو تفسير أن يغلقه ويدعي الحقيقة فيما أوله؟ هل نفرق بين الظاهرة الإسلامية والقرآنية؟ هل هناك اختلاف بين النص في المرحلة الشفوية للرسول حين تلقى الوحي والنص الآن المكتوب؟ .
وأكد قائلا ، إشكالات كثيرة ولا حل بكل تأكيد ومن ثمّ بكل سهولة يرى "الداعشي" أن آية وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) فاصلة، وأن آية "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" جازمة بضرورة قتال الكفار والمرتدين ، أما الحديث النبوي فليست مشكلته في كتابته بعد وفاة النبي بقرنين من الزمان ، ووجود 7 ملايين حديث نبوي، لكن المشكلة فيمن حولوا الحديث لمصطلح وعلم، ومن يوجد العلات ويصحح ويضعف كيف جعلوه محدثا يشار له بالبنان .
وأشار إلى أن المشكلة المركزية هي فيما يسمى "السبر" وببساطة فإن ما أقصده هو أن هناك رواة للأحاديث مجهولي الحال وضعوا وضعاً في سلسلة الرواة وعلى سبيل المثال حديث "أمرت أن أقاتل الناس" فبه محمد بن عبد الرحمن المعلول بمحمد ابن عبد الله الذي لم يوثقه غير ابن حبان ، لكن مع مرور الزمن وتوالي الكتابات في ما أسموه "علم الرجال" اصطلح على شخصيات كثيرة لم يستطيعوا توثيقها أنها صحيحة لأن من هم معروف عنهم الصحة وثقوا هؤلاء الرجال وبما يسمى "السبر" أصبح هناك رواة مجهولين في الواقع لكنهم صحاح بالواقع العملي، ما أوجد مئات الآلاف من الأحاديث بهذا الشكل، ومنها أحاديث القتال، التي يستدل بها الدواعش في اغتصاب وقتل السياح الأجانب.
كما أضاف قائلا ، ما يطلقون عليه تجديد الخطاب الديني هو مستحيل ، لأن الوصول لعمق المشكلة ووضع الحلول لها لا يستطيعه شخص أو مؤسسة واحدة خاصة أن هناك مستفيدين من بقاء الأوضاع على ما هي عليها ، وكل ما يجري في هذه المسألة عبث، ومضيعة للوقت.