بقلم/ االشيخ الدكتور مصطفى راشد
ورد لنا سؤال عبر موقعنا من الٲميرة / فاتيما الحسن من المغرب تقول فيه ان الإرهابين الذين قتلوا السائحتين الدنماركية والنرويجية بالمغرب بهذا الشكل البشع إستندوا فى اعترافهم لقوله تعالى: ”قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ.”. فهل هذه الآية القرآنية تعطي الحق لهؤلاء الملتحين المتأسلمين لقتل سائحتين أوروبيتين وما الحكم القضائى الشرعى الذى يستحقه الجناه ؟ كما ٲن سيادتكم تعلم ان هذا سيزيد من أعداء الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض ليصبح مرادف كلمة مسلم هي الإرهاب أو القتل والعالم اصبح قرية صغيرة الكل يشاهد مايحدث فى الحال مما جعل باقى الشعوب والآديان تنظر لنا بالريبة .
وللإجابة على هذا السؤال نقول :- بدايةً بتوفيقً مِن اللهِ وإرشاده وسَعياً للحق ورِضوَانه وطلباً للدعم من رُسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله –، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ——– اما بعد
فما فعله هؤلاء الإرهابين بقتلهم لهاتين الشهيدتين إستنادا لهذه الآية رقم 29 من سورة التوبة لهو قمة الجهل والكذب على شرع الله الصحيح وفهم خاطىء تماما للآية وإيجاد تبرير دينى كاذب لاجرامهم المتٲصل والمكتسب من مشايخهم فٲولا الآية تتكلم عن حالة خاصة بالحرب اثناء الغزوات وايضا الآية عندما تكلمت عن الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر لم تكن تقصد المسيحيين واليهود لٲنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر والآية وضحت ذلك عندما قالت من الذين أوتوا الكتاب ومن للتبعيض اى بعض الذين خرجوا عن ايمان اهل الكتاب مثل النصارى والنسطورين والٲبيونين فاليهود والمسيحيين لديهم طوائف يعتبرونا مهرطقة وخارجة عن الإيمان مثلما ينظر المسلمين لبعض طوائفهم وعتبروهم خارجين عن الإيمان مثل الاحمدية والدروز — ولٲن الشهيدتين على علمى لم يكونا فى حرب مع المجرمين القتلة وهما مسيحيتان من اهل الكتاب وليستا من النصارى او النسطورين فلا تنطبق عليهم الآية مطلقا كما ان الإرهابين من الفيديو المنشور لهم قد فهموا قوله تعالى دين الحق بٲنه دين الإسلام فقط وهذا الفهم اهانة كبيرة لشرع الله لٲن دين الحق هى كل الرسالات السماوية لٲن كل كلام الله ورسائله حق وليس البعض منها وايضا الدليل القوى على ان الآية تتكلم عن المشركين الكفار فى زمن الحرب وليس أهل الكتاب الآية رقم 28 من نفس السورة السابقة على هذه الآية والتى تقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ) وسيدنا النبى ٲستقبل مسيحيو نجران بالمسجد النبوى ووقف الكاهن على منبر سيدنا النبى ص يقول وعظته المسيحية فى حضور سيدنا النبى وصلوا الصلاة المسيحية داخل المسجد النبوى وقدم لهم العشاء بالمسجد وناموا بالمسجد واوصلهم سيدنا النبى تانى يوم لٲطراف المدينة بكل ادب واحترام لعلمه بٲن هؤلاء اهل كتاب يؤمنون بالله واليوم الاخر كما ٲن الجزية الموجودة بالآية تكون لمن تحت حماية المسلمين من الضيوف المستأمنين ولا يريدون المشاركة فى الحرب والدفاع عن الوطن لكن هذا لا ينطبق على المسيحى او اليهودى صاحب الأصل والارض والذى يشارك مع بنى وطنه ويدفع الضرائب مثل غيره
اما بالنسبة للشق الاخير من السؤال بخصوص الحكم الشرعى لهؤلاء الجناه فهو الإعدام تطبيقا لقوله تعالى فى سورة البقرة ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) ومن يتحجج بحديث لا يقتل مسلم بغير المسلم والذى قد ورد بعدة نصوص مختلفة فهو حديث مزور موضوع مقطوع السند وبلا مصدر ثابت موثق على سيدنا النبى ، قد وضعه نصاب قاتل مجرم ليعفى جماعته الإرهابية من العقاب فيقتلون باسم الله وهو الكفر بعينه بقوله تعالى ( أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ) ص ق مما يعنى ان هؤلاء الإرهابين ومن يحزو حزوهم مثل داعش والإخوان والسلفيين قد كفروا بشرع الله
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه