الأقباط متحدون - هل قمت بواجبك تجاه المكتبات؟
  • ١١:٢٨
  • الجمعة , ٢١ ديسمبر ٢٠١٨
English version

هل قمت بواجبك تجاه المكتبات؟

مقالات مختارة | أحمد إبراهيم الشريف

٤٢: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٨

ارشيفية - المكتبات
ارشيفية - المكتبات

 أحمد إبراهيم الشريف

فى أبحاثنا العلمية وكتاباتنا الإبداعية نذهب للعديد من المكتبات بحثا عن معلومة نضيفها أو جملة نوثقها أو أفكار جديدة نبدأ بها أو ننهى من خلالها أعمالنا، ثم ننسى أمر هذه المكتبات، ربما نتذكرها بعد مرور السنين نكون نحن قد هرمنا وتكون هى قد اندثرت، فنحكى عن الماضى وكيف أن هذه المكتبة كانت مهمة وأنها كانت تفعل كذا وتقدم كذا، ولا نتنبه إلى أننا لم نقم بدورنا ناحيتها ولم نقف بجانبها حتى ولو بالقليل، لكن الكاتب الأمريكى دان براون انتبه إلى ذلك وقام برد الجميل إلى مكتبة هولندية.
 
الكاتب الأمريكى دان براون صاحب الرواية الشهيرة شفرة دافنشى لجأ بحثا عن معلومة موثقة إلى مكتبة اسمها «ريتمان» توجد فى أمستردام بهولندا، استعان بها فى أبحاث كان يجريها متعلقة ببعض رواياته، لذا عندما منّ الله عليه، قام بالتبرع لهذه المكتبة بمبلغ 300 ألف يورو، وحدد أن تبرعه جاء بغرض الحفاظ على الوثائق القديمة، وسيوجه إلى عملية الحفظ الإلكترونى لجزء من مجموعة الكتب والمخطوطات النادرة بالمكتبة عن طقوس العقيدة الهرمسية التى أشار إليها عند كتابة روايتيه «ذا لوست سيمبول» و«إنفيرنو»، وبناء على ما فعله دان براون فإن نحو 4600 عمل يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 1800 صارت متوفرة عبر الإنترنت للاطلاع.
والمعلوم أن المحافظة على التراث أصبح ضمن معانيها العرض على الناس حتى يعرفوا هذا التراث ويستفيدوا منه، والمعروف أيضا أن الزمن الآن أصبح لصالح التكنولوجيا التى هى بالطبع تحتاج إلى ميزانية لفعل ذلك، خاصة المكتبات الخاصة التى تقبل التبرعات، وفى مصر لنا أن نتخيل أن المبدعين والباحثين الذين حصلوا على جوائز، حتى ولو قيمتها المادية بسيطة، ثم فكروا فى المكتبات التى استفادوا منها التى وفرت لهم أبحاثا معينة أو استضافتهم ليناقشوا إبداعهم أو حتى كونها تقع فى منطقتهم السكنية وتحتاج للمساعدة حتى لو كانت رمزية وفعلوا ذلك، سوف يصبح هذا الأمر بعد ذلك عادة لا تنقطع وسلوكا سوف تكتسبه الشخصية المصرية.
 
ومن الممكن أن تكون البداية مع الحاصلين على جوائز الدولة بكل أشكالها، النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية، خاصة أبناء القرى، فقط كل المطلوب منهم أن يتبرعوا بجزء يسير كنوع من رد الجميل لمكتبات مدارسهم وبلداتهم الصغيرة، وأن يراقبوا هذا التبرع، ومن الممكن أن يكون ذلك علنيا وواضحا حتى يصبحوا قدوة لتلاميذ هذه المدارس، الذين سيعرفون أن المكتبات كانت جزءا من صنع النجاح، وأن العودة لإعطائها جزءا من حقها بالتبرع اليسير هو جانب من الأخلاقيات التى تليق بالشعب المصرى.
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع