الأقباط متحدون - شورت وفانلة وتعليمات كنسية
  • ١٥:٣٨
  • السبت , ٢٢ ديسمبر ٢٠١٨
English version

شورت وفانلة وتعليمات كنسية

إيهاب رشدي

مساحة رأي

٢٦: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٨

الكنيسة الأرثوذكسية
الكنيسة الأرثوذكسية
كتب – ايهاب رشدى 
دخلت إحدى السيدات الكنيسة لتحضر مدرسة الكتاب المقدس التى تواظب عليها كل اسبوع ، فاستوقفها أحد الشباب المعينين للأمن من جانب كهنة الكنيسة وقال لها " يا تاصونى لو سمحتى لا ترتدى هذه البلوزة فى المرة القادمة " ثم أشار بيده إلى لافتة معلقة على جدران مدخل الكنيسة تحمل صورا للملابس المسموح بارتدائها فى الكنيسة وقد وضعت عليها علامة ( صح ) ، وأخرى للملابس المرفوضة وعليها علامة ( خطأ ) ، اندهشت السيدة وجف الكلام فى فمها ، فلم تعرف بماذا ترد وكان صمتها بمثابة جرح لكرامتها التى انتهكت ، فهى تعلم جيدا ماذا ترتدى وما هى الملابس التى تليق ببيت الرب وليست فى حاجة لتعليمات او لوائح تضعها الكنيسة وينفذها شخص أوكلوا له مهمة فحص ملابس النساء وقياسها بالمازورة ليعطى سماحا للدخول أو يمنعه ، أبهذه الطريقة يتعامل كهنة الكنيسة مع شعبها ؟ 
 
لا يختلف اثنان على أن دخول الكنيسة يستلزم ارتداء الملابس المناسبة التى تليق ببيت الله فتلك قاعدة مستقرة فى ضمير ووجدان الاقباط يطبقونها بالفطرة ، بالاضافة لكونها من تعاليم الكتاب المقدس التى تدعو لاحترام بيت الله وإلى الحشمة فى الملبس سواء فى داخل الكنيسة أو خارجها ، وإن وجدت استثناءات من تلك القاعدة فدور الكنيسة ان تعلم ابنائها وترشدهم إلى الحق بالتعليم الصحيح وليس بالتعليمات .
 
مشهد آخر فى كنيسة أخرى ، ويبدو ان هذه اللافتات قد انتشرت فى كنائس كثيرة ، أب وطفله فى أحد أيام شهر سبتمبر يدخلان الكنيسة للصلاة والطفل ذو الاثنى عشر ربيعا يرتدى بنطال قصير بعض الشئ يطلقون عليه ( بانتاكور ) وإذا بحارس البوابة المعين من الكنيسة يستوقف الابن ويمنعه من دخول الكنيسة ، قائلا لأبيه : - " ممكن حضرتك تدخل تصلى وهو ينتظرك هنا على البوابة " ، دُهش الأب " : - كيف ادخل واترك ابنى على الباب ؟ - دى تعليمات ابونا وممكن تكلمه لو اردت ولكن من فضلك لا تسبب لى مشاكل فى عملى فأنا أنفذ الأوامر . 
 
أدار الاب ظهره وغادر الكنيسة التى أغلقت أبوابها لأول مرة فى وجهه ، وفى عقله تساؤلات وأفكار كثيرة أراد أن يبوح بها للكاهن صاحب التعليمات الذى لم يكلف نفسه الرد عليه حينما طلبه على الهاتف . 
 
وكانت هذه الرسالة التى كتبها له لعله يرد عليه بشئ يريح عقله المُتعبْ من التعليمات ... 
ابونا القس ( ...... ) سلام ونعمة .. لى بعض ملاحظات على اللافتة الموضوعة على جدار الكنيسة بمنع الدخول بالشورت أرجو ان يتسع صدرك لقراءتها ...
 
1- إن تغيير سلوكيات خاطئة صعب أن يتم من خلال لافتة يقوم على تنفيذها موظف الأمن الذى ينفذ أوامرًا حرصا على أكل عيشه وليس لديه قدرة على اتخاذ قرار بشأن طفل أتى مع أسرته مرتديا شورت فطلب احتجازه على الباب حتى تدخل الأسرة لتصلى وتعود اليه .
 
2- كان من الممكن ان يتم علاج السلوكيات الخاطئة بالوعظ والتوعية بوقار الكنيسة من خلال كهنتها وخدامها وليس بهذه الطريقة التى تمنع طفل من دخول الكنيسة لأنه انحرف عن السلوك المستقيم وارتدى شورتا ، أليس هؤلاء هم الذين قال عنهم السيد المسيح " دعوا الأولاد يأتون الىّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات " أم أن الدعوة كانت مشروطة بعدم ارتداء الشورت . 
 
3- هل يتحقق وقار الكنيسة بمنع الدخول بالشورت للاطفال والشباب بينما هناك فتيات وسيدات يدخلن بالسواريه والمينى جيب فى الاعياد والافراح ؟ فهل تستطيع منع احداهن من دخول الكنيسة ؟!
 
4- طوال عهد البابا شنودة الثالث كثيرا ما كانت ترد إليه اسئلة من الشباب حول الملابس الغير لائقة لبعض النساء فى الكنيسة والعثرة منها ، وكان رده دائما ( خليك فى حالك ، وأنا شايف البنات لابسين كويس ) .
 
5- السيد المسيح علمنا درسا مهما فى الحياة الروحية أن ننقى أولا داخل الكأس ثم بعد ذلك خارجها ولكننا للأسف أصبحنا نهتم فى الكنيسة القبطية بالمظاهر لإرضاء المجتمع من حولنا ولا نهتم بالجوهر فهل يمكن أن يؤدى بنا هذا الاتجاه لاصلاح الأخطاء التى تفشت فى الكنائس ومحبة المال التى ضغت على بعض رجالها ؟
 
6- وما رأيك أبى الكاهن فى تربية الذقن التى أصبحت علامة لشباب الكنيسة بل وخدامها وشمامستها وتسريحات الشعر التى تتماشى مع استايلات الفنانين ولاعبى الكرة ، هل يتفق هذا مع وقار الخادم والشماس الذى يتعلم منه الاطفال فى مدارس الأحد ويصبح قدوة لهم ، فاذا اردتم اصلاحا فليكن فى كل شئ وليس فى الشورت فقط .
 
وأخيرا أرجو ألا يُفهم من كلامى أننى ضد الحشمة وقدسية الكنيسة ولكنى ضد الأسلوب الذى تتبعونه لتحقيق ذلك والذى أراه غريبا على روح الكنيسة وطريقتها فى تعليم ابنائها .
 
مر يوما واثنان وانتظر صاحب الرسالة أن يتلق ردا من جانب الأب الكاهن ، ولكن هيهات يا أخى الساذج ، هل تعتقد انك أعلم من الأب الكاهن فى إدارة أمور الكنيسة .. انت علمانى .. كيف تحسب نفسك مؤهلا لمناقشة رجال الاكليروس والاعتراض على التعليمات والأوامر الكنسية . عليك فقط بالطاعة لتحل عليك البركة .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع