جورجي بك صبحي عالم اللغة القبطية الشهير وعضو مجلس ادراة جمعية الآثار القبطية منذ تأسيسها
ماجد كامل
السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٨
( 1884- 1964 )
إعداد/ ماجد كامل
يعتبر الدكتور جورجي صبحي ( 1884- 1964) واحدا من أشهر الاساتذة الذين نبغوا في أكثر من مجال منها مجال الامراض الباطنية والمستوطنة ؛ ومجال الدراسات القبطية والديموطيقية ؛ ومجال دراسة وتحقيق التراث . أما عن جورجي صبحي نفسه . فلقد ولد في عام 1884 من أسرة متوسطة ببلدة الميمون محافظة بني سويف ( مسقط رأس القديس العظيم الأنبا انطونيوس ) ؛ وبعد ولادته باسبوع توفيت والدته ؛ فـاحتار والده فيمن يقوم بتربيته بعد وفاة والدته ؛فعرض عليه الطبيب الانجليزي ويدعي "هاربور Harbor " ليكون أخا لابنه الصغير الرضيع ؛فتعهده الطبيب بالرعاية والاهتمام مما أدي إلي إتقانه التام للغة الإنجليزية من قبل حتي التحاقه بالمدرسة ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛ فحصل علي الشهادة الابتدائية من المدرسة الناصرية ؛ ثم التحق بمدرسة التوفيقية وحصل منها علي شهادة البكالوريا ( ما يعادل الثانوية العامة حاليا ) .والتحق بالدراسة بكلية الطب بالرغم من صغر سنه نسبيا ؛ وحصل علي دبلومة الطب ( ما يعادل البكالوريوس حاليا ) عام 1904 . ثم عين طبيب امتياز بالقصر العيني ؛ ثم مدير لمستشفي الحميات بالعباسية لمدة عام واحد ؛وبعد ذلك عين استاذا لعلم التشريح حيث عمل مع عالم الأجناس الشهير أليوت سميث ( 1871- 1937 ) وبحث معه حوالي 3000 جثة من مختلف عصور التاريخ ؛ ثم جاءته فرصة للدراسة في جامعة لندن ؛ وكان ذلك خلال عام 1909 ؛ ولكنه اضطر للعودة الي القاهرة قبل استكمال دراسته بسبب وفاة والده ؛إذ صار هو العائل الوحيد للأسرة بعدها ؛ وعاد الي عمله بكلبة الطب كأستاذ ورئيس قسم الأمراض الباطنية ؛ وظل بها حتي عام 1952 . ويعتبر الدكتور جورجي صبحي هو أول من أدخل تخصص "علم تاريخ الطب " في كليات الطب ؛ ؛ ولقد نشرت له الجامعة محاضراته بالجامعة عن تاريخ علم الطب باللغة الإنجليزية ؛ وكان ذلك عام 1949 .
ولكن كانت توجد للدكتور جورجي صبحي اهتمات أخري غير الطب كما ذكرنا في المقدمة ؛ ومن أهمها اللغة القبطية وتاريخها ؛ لقد كان الأنبا مكاريوس أسقف الخرطوم قد غادر السودان أثناء الثورة المهدية ؛ واقام بدير الشهيد العظيم أبو سيفين بالقاهرة ؛ ولقد تعرف عليه الدكتور جورجي صبحي خلال تلك الفترة ؛ ودفعه الي التعمق في دراسة اللغة القبطية ؛ وبالفعل عكف الدكتور جورجي علي التعمق في دراسة اللغة القبطية حتي اتقنها تماما ؛ كما أتقن معها اللهجات الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية ؛ ونتيجة لذلك النبوغ كلفه سعد باشا زغلول بإعداد مرجع علمي كبير في اللغة القبطية ؛ فأصدر بالفعل كتابه الشهير " قواعد اللغة المصرية القبطية " عام 1925 ؛ واهتمت وزارة المعارف العمومية بطبعه علي نفقتها الخاصة بمطبعة المعهد العلمي للآثار الفرنسية الشرقية بالقاهرة ( ولقد أعاد الأستاذ شاكر باسيليوس إعادة طبعه وقدم له في طبعة خاصة عام 1987 ) ولقد ذكر جورجي صبحي في مقدمة كتابه هذا "يحتوي الكتاب علي قواعد اللغة القبطية البحيرية مع مقارنتها مع اللهجة الصعيدية أتبعت في كتابته نسق الأجروميات الأفرنجية ...... واني اراني مقرا بالاعتراف بالجميل لاجرومية الكسيس مالون البحيرية المكتوبة باللغة الفرنسية ( والجدير بالذكر ان كتاب السكيس مالون قد قام البابا القديس كيرلس السادس بتشكيل لجنة خاصة لترجمته إلي اللغة العربية برئاسة وعضوية كل من الدكتور حبيب الشاروني والأستاذ ملاك ميخائيل بالترجمة عن اللغة الفرنسية ؛ وحقق النصوص القبطية كل من المرحوم معوض داود وبسنتي رزق الله ومرقس بطرس ؛ وصدر عن جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية في طبعة خاصة خلال عام 1969 ) . وقد استعنت بعدة كتب في تاليف هذه الاجرومية ومنها اجرومية اشترن وستيندروف ومؤلفات شبيلببرج وزيتي وجريفث ومري وكرام " ؛ وتذكر المؤرخة الأستاذة إيريس حبيبي المصري أن الملك فؤاد قد منحه رتبة البكوية مكافاة له علي هذا الكتاب . ومن فرط نبوغه في اللغة الديموطيقية ؛ أختارته كلية الآداب لكي يقوم بتدريسها ؛ كما اختارته الكلية الإكليركية ومعهد الدراسات القبطية لتدريس اللغة القبطية والتاريخ المصري القديم . ولقد كان سيادته عضوا مؤسسا في جمعية الآثار القبطية منذ تاسيسها في عام 1934 . ولقد تبرع بجزء كبير من مكتبته الشخصية لها ؛ كما القي بها محاضرة شهيرة بعنوان " نمو اللغة المصرية وتطورها " وكان تاريخ المحاضرة هو 9 فبراير 1939 .
أما عن اشهر مؤلفاته الأخري ؛ نشر كتاب سفر الأمثال باللغة القبطية اللهجة الصعيدية ؛ ونشرتها له الجامعة المصرية عام 1927 ؛ كما نشر كتاب "التقويم القبطي وحساب الأبقطي الذي وضعه البابا ديمتريوس البابا الثاني عشر من باباوات الكرسي المرقسي ؛ ولقد قامت بنشره جمعية الآثار القبطية عام 1943 ؛ كما قام بتاليف كتاب بعنوان"الكلمات العامية التي نتكلم بها باللغة العربية مع أصولها اليونانية والقبطية Common Words in the Spoken Arabic of Egypt , of Greek or Coptic Origin ولقد تم نشر هذا الكتاب باللغة الانجليزية عام 1950 ؛ (ولقد أعاد الأستاذ شاكر باسيليوس نشر هذا الكتاب عام 1989 ) . و التعليم في مصر خلال العصر المسيحي – وبين الاقباط ؛ ولقد نشر في المجلة عام 1943 . كما اثري سيادته مجلة الآثار المصرية بسلسلة من المقالات نذكر منها نطق اللغة القبطية في الكنيسة المصرية ولقد نشر بالمجلة عام 1915 ؛
كما خص مجلة جمعية الآثار القبطية بسلسلة من المقالات القيمة نذكر منها :-
1- انتساب الأقباط لقدماء المصريين ؛ العدد الاول الصادر عام 1935 .
2- استمرار حياة مصر القديمة ؛ العدد الثالث 1937 .
3- متنوعات ؛ العدد الخامس 1939 .
4- مكاتبات ؛ العدد السادس 1940 .
5-التعليم في مصر في العصر القبطي وبين الأقباط ؛ العدد التاسع 1943 .
6- ملخص لحياة القبطولوجي الانجليزي كروم ؛ العدد العاشر 1944 .
وكل هذه المقالات المنشورة في مجلة الجمعية منشورة باللغة الإنجليزية ؛ ويا ليت لو عكفت الجمعية علي تجميع كل هذه المقالات وترجمتها إلي اللغة العربية وإعادة طبعها اتماما للفائدة المرجوة .
كما ألقي محاضرة في نادي جمعية الشبان المسيحين بتاريخ 4 مارس 1942 عنوانها " علاقة المصريين القدماء بمصر الحديثة " أكد فيها أن المصري الموجود حاليا لا يختلف عن المصري الذي كان موجودا بها منذ سبعة آلاف سنة في الشكل والعادات والأخلاق ؛ ولا يختلف في ذلك المسيحي عن المسلم فكلاهما عنصر واحد . ولقد أهتمت مجلة الكرمة بنشر هذه المحاضرة .
ولقد استمر الدكتور جورجي صبحي في العمل والخدمة سواء في عيادته الخاصة أو المستشقي القبطي أو التدريس في الجامعات المصرية والكلية الإكليركية ومعهد الدراسات القبطية حتي توفي خلال عام 1964 عن عمر يناهز 80 عاما قضاها كلها في خدمة العلم والمعرفة سواء في مجال الطب او في مجال الدراسات المصرية والقبطية .
مراجع مختارة للمقال :_
1- ميريت غالي :_ جورجي صبحي ؛ دراسة منشورة باللغة الفرنسية في مجلة الجمعية عام 1970 .
2- مينا بديع عبد الملك :- أعلام مضيئة في تاريخ مصر ؛ بيت مدارس الأحد ؛ الطبعة الأولي نوفمبر 2002 .
3- أعداد متفرقة من مجلة جمعية الآثار القبطية .
4- بعض المواقع علي الانترنت .