وطني تستهل العقد السابع في مسيرتها
يوسف سيدهم
٥٢:
١٠
ص +02:00 EET
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٨
كتب : يوسف سيدهم
منذ عام مضي, ونحن نودع عام 2017 ونتأهب لاستقبال هذا العام 2018 كتبت مسجلا انقضاء 59 عاما من عمر وطني وبدء عامها الستين, وكان أمس السبت 22 ديسمبر هو المتمم لانقضاء ستين عاما علي بدء إصدار وطني في 21 ديسمبر 1958, وبذلك يكون هذا العدد هو باكورة إصداراتها في عامها الواحد والستين.
ستون عاما هي عمر وطني ورسالتها الصحفية والإعلامية والوطنية التي تزخر بالعمل والكفاح والتحديات والتي حفرت بصمة واضحة أصيلة في بلاط الصحافة المصرية علي أيدي أجيال متعاقبة ممن حملوا رسالتها بدءا من مؤسسها المصري القبطي الوطني الغيور الأستاذ أنطون سيدهم ومرورا بقامات شامخة عظيمة ماتزال تمثل الجذور الراسخة لشجرة مثمرة متجددة هي أسرة وطني من الصحفيين والصحفيات والعاملين والعاملات الذين حملوا شعلتها وخدموا رسالتها عبر ستة عقود.. جيل يعلم جيلا ويسلمه الأمانة… أوراق عزيزة تسقط وأوراق يانعة خضراء تنمو.. تطوير يعقب تطويرا.. هكذا كانت مسيرة وطني وسوف تستمر بإذن الله وبعزيمة أبنائها وثباتها في خدمة رسالتها وإعلاء اسم مصر وطني التي تسمت وطني علي اسمها.
ومثلما سبق أن قدمت وطني لقرائها كشف حساب عن رسالتها الصحفية والوطنية عندما خصصت عام 2008 -عام الاحتفال باليوبيل الذهبي- للإبحار عبر إصداراتها في خمسين عاما (1958- 2007) فكان كل عدد يحمل صفحة توثق وتؤرخ لما حفل به عام كامل من عمرها من أحداث, الأمر الذي كان بمثابة وجبة ثرية شهية لكل من القراء ومن بعدهم الدارسون والباحثون, وكانت الحصيلة توثيق مشوار وطني, في خمسين عاما علاوة علي إنعاش ذاكرة أسرتها وبلورة رؤي جديدة للمستقبل.. أقول مثلما قدمت وطني ذلك عام 2008, عادت عام 2018 لتقدم مرة أخري طوال أسابيع العام صفحة خاصة تحمل عنوان ذاكرة وطني من الـ50 إلي الـ60 لتضيف عشرة أعوام جديدة بعد الخمسين عاما السابقة لاستكمال توثيق وتأريخ رسالتها الصحفية والوطنية.. وكما كتبت منذ عام مضي لم تقتصر الرسالة علي الجوانب الصحفية والوطنية بل تجاوزتها إلي الجوانب الخدمية والتنويرية, علاوة علي مواكبتها للتطوير بإصداراتها باللغتين الإنجليزية والفرنسية ودخولها عالم الصحافة الإلكترونية وتواجدها علي وسائط التواصل التي باتت لا غني عنها في هذا العصر.
ولعل المحطات الزمنية في عمر أي مؤسسة لها من المعاني والمدلولات المهمة التي تدفع العاملين فيها والمتعاملين معها إلي تأمل الفترات المنقضية وما تم إنجازه خلالها لتقييم الأداء واستخلاص النتائج وإنعاش الذاكرة, فمن لا يرجع إلي ماضيه لا يتدبر حاضره ولا يحسن التخطيط لمستقبله.
وإذا كانت السمة التي غلبت علي إبحار وطني عام 2008 عبر الخمسين سنة الأولي من عمرها والتي أعطتها مسحة خاصة حملت عبق تلك السنين هي إعادة تقديم ما قدمته من مواد بنفس تقنيات الطباعة والجمع وكتابة العناوين ووضع الصور التي كانت سائدة في ذلك الوقت, أيضا قدمت وطني حصيلة إبحارها عبر السنوات العشر الأخيرة بأسلوب إخراجي جديد يتحرر من قيود المواد الصحفية الآنية -إخبارية كانت أو تقريرية أو تحقيقية أو غيرها- الأمر الذي أعطي مسحة تشويق اتسقت مع طبيعة التفتيش في الذاكرة وانتقاء عناوين ومواد مختصرة وصور تعكس ما قدمته لقرائها تبعا لمجريات الأحداث والقضايا المعاشة في ذاك الوقت.
الأسبوع المقبل ونحن نودع عام 2018 تودع صفحة ذاكرة وطني من الـ50 إلي الـ60 قراءها بعدما أتمت مهمتها علي خير وجه وعلي وعد باللقاء بإذن الله بعد عشر سنوات لاستدعاء ذاكرة وطني من الـ60 إلي الـ70… لكن هذه الصفحة لن تترك فراغا فالتطوير مستمر والرؤي الجديدة لا تنضب وحماس المجموعات التحريرية لا يخفت, فمنذ نحو شهرين يجري العمل بهمة لقياس نبض القارئ ورصد تطلعاته, الأمر الذي أفرز استدعاء أبواب سابقة وإعداد أبواب جديدة لتظهر وطني في ثوب جديد وهي تبدأ عقدها السابع.. لكن هذا سيكون موضوع لقائنا هنا الأسبوع المقبل بإذن الله.