تعيين المحافظيين ، والعمد ... لماذا لايكون بالأنتخاب

عبد المنعم بدوى
أنشىء نظام الحكم المحلى فى أكتوبر عام 1960 ، وتولى المحافظون هذه المناصب، وكانوا يختارون من ... القضاء ، الجيش ، الشرطه ، أساتذة الجامعات .

فى نظرى عمل المحافظ يختلف عن عمل الوزير ، لأن المحافظ عباره عن " عمده " للأقليم ... وفى الخارج يستخدمون لفظ العمده وليس لفظ المحافظ ... مثال عمدة باريس ، عمدة لندن . ولأنه عمده فمكانه الشارع والميادين للألتقاء بالناس ، حتى يسمع بأذنه ، ويرى بعينيه ، ثم يحكم .. وهى مهمة أن كانت يسيره فى بعض المحافظات ، فما أشقاها فى مدينه كالقاهره وعدد سكانها يعادل عدد سكان الدول الكبرى

أيام النظام الملكى كان عمدة القريه يختار بالأنتخاب ، وكان يتم فى مكتب مدير المديريه ، والمنتخبون هم كل من يملك عشرة أفدنه فأكثر ، أما أهل القريه التى سيصبح لها عمده فلا شأن لهم بما يجرى ، ويجلسون فى دورهم ينتظرون نتيجة الأنتخابات التى تجرى فى مبنى المديريه على يد ألأغنياء فى بلدهم فقط .

بعد ثورة يوليو تغير نظام العمد جزريا ، وأصبح من حق كل فلاح أو فلاحه تحمل بطاقة أنتخاب أن يكون لها رأى فى أختيار عمدة القريه ... وبعد ذلك جرى تعديل هذا النظام وأصبح العمد ــ جمع عمده ــ يتم بالتعيين وليس بالأنتخاب ، ولعل فكرة الغاء الأنتخابات للعمد مستمده من أن أى عمليه أنتخابيه يصاحبها مشاحنات بالضرب والقتل وحزازات فى النفوس ، تظل كامنه فى الصدور ، فالقرى مهما صغرت هناك التنافس والتناحر بين العائلات ، حتى مع وجود صلات القربى ووشائج المصاهره .

لكن من المؤكد أن نظام الأنتخابات يظل أفضل الأساليب حتى اليوم فى ألأختيار ، حتى لو لم يفرز عن أفضل العناصر وأحسنها ، لذلك يفضل أن يتم تعيين المحافظين والعمد ورؤساء المدن بالأنتخاب وليس بالتعيين ، مهما شابهه من تجاوزات .

المناسبه
فضيحة الحوار الذى تم بين السيسى واللواء محافظ القاهره ، والبعيد كل البعد عن الموائمه السياسيه ، والذى شابه الكثير من التجاوزات .