بقلم: بهاء رمزي

بعد ما حدث يوم الجمعة 2-7-2011 والتى عرفت بجمعة وحدة الصف … وان كان ماحدث فيها لايمت للوحده فى شئ بأى صلة... فقد رأينا الأسلاميين سلافيين واخوان ينقضون اتفاقاتهم مع كل جموع الثورة من ائتلافات لشباب الثورة واحزاب مصرية ليبرالية فوجدنا الشعارات الاسلاميه تملأ ميدان التحرير والمطالبات بدولة اسلامية وبتطبيق الشريعة الأسلامية .بل وكان هناك اعلان واضح لما اعلنا عنه من قبل وكان سبب فى اننا فى شهر مايو الماضي نظمنا مظاهرة فى هولندا امام السفارة السعودية ,فكميه الاعلام السعودية التي رفعها الاسلاميين فى التحرير يوم الجمعة الماضي كان اكبر دليل علي ان ولائهم للسعودية وليس لمصر !!! وان السعودية هي ولي نعمتهم وهي التي تمولهم وتشجعهم لنشر فكرها الوهابي المتشدد العنيف .
وأنا أتسأل هنا بصفتي مصرى ليبرالى غير ناظراً لكوني قبطياً.. لآنني اريد اخراج فكرة المسلم والقبطي من تفكيرنا فى مستقبل مصر. و سؤالى هو ماذا لو حكم الأسلاميين مصر؟

 

و قد وضعت بعض التصورات لوضع مصر و المصريين فى ظل هذا الحكم:
اولاً- فلنترحم علي الديمقراطية التي هي من اسباب قيام ثورة 25 يناير لأن السلافيين والأخوان لايعرفون للديمقراطية معنى بل هم من قال قادتهم أنه لايجب الخروج علي الحاكم مادام لم يخالف شرع الله .فهم لايؤمنون بمخالفة الحاكم اومقاومته أذا اأخطأ فى حق الشعب أو اذا امتهن كرامتهم وحقوقهم وسرق مقدراتهم واحلامهم ومستقبلهم مادام هذا الحاكم يقول لااله الا الله ومحمد رسول الله .
 

 

ثانيا - يريدون تفعيل الشريعة الأسلامية حرفيا فستجد فى مصر مقطوعي الأيدي والمجلودين واللذين نحر السيف رقابهم وستكون هناك فى مصر كما فى السعودية جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعاقب من تسير بلا حجاب فى الشارع ومن يتخلف عن الصلاة فلن يكون للمرء حكم علي نفسه فى كل مايتعلق بعلاقته الشخصية مع الله ..ولن يستطيع أحد معارضتهم لأنهم يحكمون بأسم الله وبأسم الشرع والدين .. فالحاكم المدني يمكننا معارضته أما الحاكم الديني فمعارضته هي معارضة الله نفسه فيجب علي الجميع ان يصمتون .
 

 

ثالثا - منع البنوك بشكلها الحالي فى مصر لآنها حسب فكرهم تتعامل بالربا وهذا حرام شرعأ
رابعاً- لم ننسى بعد ما حدث فى افغانستان من جماعة طالبان حين كانت تحكم البلاد هناك من نسف الأثار والمنحوتات القديمة لانها كفر ..فماذا سيحدث لتاريخ مصر ولآهراماتنا ومعابدنا وتاريخ العالم القديم الذي صنعه اجدادنا ؟؟
خامساً- الأقليات فى مصر سوف تعاني الأمرين فالشيعه يجب هدم اضرحتهم ,البهائيه كفر و البهائيين كفرة وليس لهم مكان بيننا . أما الأقباط لآنهم الاقلية العددية الكبري في مصر فيجب أن يكون لهم وضع خاص فكما قال السلافيين أن الكنائس التي تهدم لايجب السماح بأعادة بنائها وبالطبع لن تعطي تصاريح لبناء كنائس جديدة .. ويجب معاملة المسيحين معامله سيئة وعدم بدأهم بالسلام وغيرها من الأمور التي تثبت أن المسيحيين كفرة وأن علي الجميع توصيل هذه الرساله لهم والتضييق عليهم حتي يعودوا الي رشدهم ويتركوا مسيحيتهم الكافرة .
 

 

سادساً- من يرتد عن الأسلام فليس له الأ حد الردة وتباً للمادة الأربعيين والماده السادسة والأربعيين من الدستور المصري وتباً لمواد حقوق الآنسان والمواثيق و التي وقعت عليها مصر والتي تؤكد علي حرية الدين والعقيدة .
وسنرى العنف ضد الأقباط وضد الكنائس واكبر دليل علي ذلك المظاهرات التي حدثت امام الكاتدرائية بالعباسيه وفى غيرها من الأماكن والتي تطالب بتفتيش الكنائس وفك اسر الأسيرات فى الكنائس والأديرة ككاميليا شحاته ونجلاء الأمام ووفاء قسطنطين واسماء الخولي وسهير فاروق وسحر السيد عبد الغني ورشا ماهر الجوهري وغيرهن من الأسماء التي روعوا بها أمن مصر وأمن الأقباط بأتهامات كاذبة وبأن الكنيسة تجبرهن على البقاء فى المسيحيية أو علي ترك الدين الأسلامي وكل هذا لانهم لايتقبلون فكرة أن يرتد أحد عن الأسلام .
سابعاً- عدم دخول غير المسلمين الجيش المصري لانهم كفرة فعليهم دفع الجزية لحمايتهم .
ثامناً- منع السياحة بشكلها الحالي فى مصر وكما قال أحد السلافيين فلنبحث عن وسيلة أخري للسياحة لاتخالف شرع الله كالسياحة الأسلامية وفكرته ان نشجع المسلميين علي مستوي العالم للقدوم الي مصر الأسلامية وضرب مثالا بالماليزيين المسلمين وكيف يمكن جذبهم الي مصر حين تكون مصر اسلامية خالصة .
تاسعاً- هدم مظاهر الحضارة المصرية القديمة من تماثيل و معابد و اهرامات كما حدث فى افغانستان حين كان يحكمها الأسلاميين او تغطية وجوه التمثيل بالشمع وبالطبع الغاء الحقبة الفرعونية من مناهج التعليم.
 

 

عاشراً- ستدخل مصر الحرب من جديد مع اسرائيل وما حدث فى سيناء فى الأسابيع الأخيرة هو اكبر دليل على ذلك فبعد اعلان الأمارة الأسلامية فى العريش والأحداث الحدودية بين مصر واسرائيل والتعاون الموجود و المرغوب فيه بين الأسلاميين فى مصر و الأسلاميين فى فلسطين سيعرضون امن مصر و المصريين للخطر مقابل عدة عمليات تفجبرية او انتحارية لن تساعد على الأطلاق فى تحرير فلسطين كما يرغبون.
و على من لا يصدق هذا الرجوع لرأى احد المراجع الرئيسية للسلفيين فى خطبته التى القاها بمسجد الجمعية الشرعية بأمبابه بالقاهرة وهو الشيخ عدنان الخضيرى الداعية الوهابى السعودى.
 

 

هذه بعض الأمثلة لما يمكن ان يحدث لمصرنا الغاليه فى ظل حكم ديني سلفي .فكم سيعود بنا مئات السنين للوراء قاتلاً احلام الثورة التي ضحي فيها شبابنا بدمائهم من أجل الحرية والمساواة والعدالة الأجتماعية والديمقراطية ومصر مدنية حديثة لها مكانتها التي تستحقها بين دول العالم .فليقف الجميع مسلمين وأقباط فهذا ليس صراعاً بين المسيحية والأسلام وليس صراعاً بين أبناء مصر من أقباط ومسلمين .. وليست غزوة كما قال السلفيين عن غزوة الصناديق فى الأستفتاء الأخير علي الدستور معطياً للبسطاء فكره أنه صراع أديان وأنه نعم للايمان ولا للكفر.
بل أنه صراع بين الجهل والعلم بين مصر متقدمة لها شئناً بين دول العالم ومصر متخلفة لن تكون لها أى مكانة .انها حرباً.. لاضد شخص أو جماعة بعينها ولكنها ضد كل من تسول له نفسه اللعب بمقدورات الشعب المصري وبمستقبل مصر وابنائها بأسم الدين .

هولندا