تميم يساند البشير ضد الشعب السوداني
سليمان شفيق
الاربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٨
سليمان شفيق
في خطوة مفاجأة من الامير تميم ، قام بدعم الرئيس السوداني البشير في مواجهة الاحتجاجات التي تسود السودان الان وتدعو لاستقالتة وقال مكتب الرئيس السوداني عمر البشير، إن تميم بن حمد أمير دولة قطر اتصل هاتفيا بالرئيس عمر البشير للتعبير عن دعمه للسودان بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي جرت بعدة مدن سودانية خلال الأيام الماضية، وذكر البيان -الذي نقلته وكالة رويترز-، أن الشيخ تميم أعلن خلال الاتصال "وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان علي تجاوز هذه المحنة مؤكدا حرصه علي استقرار السودان وأمنه.
وكان الشعب السوداني منذ اسبوع مضي قد قام بانتفاضة شعبية في عدة مدن في السودان احتجاجات خرجت بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. كما دعا المحتجون إلى إنهاء حكم البشير المستمر من 29 عاما
وتقرر تعليق الدراسة اعتبارا من اليوم الأحد في ولايتي شمال دارفور، والولاية الشمالية بالسودان بسبب الاحتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا)
وبذلك يرتفع عدد الولايات التي يشملها قرار تعليق الدراسة إلى خمس ولايات،حيث كان قد تم اتخاذ نفس الاجراء في العاصمة السودانية الخرطوم، وولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، وشمال كردفان بسبب المظاهرات .
وأفاد تقرير لصحيفة "الراكوبة" السودانية، السبت، بسقوط 20 قتيلا على الأقل جراء تصاعد الأحداث والإحتجاجات في كل أنحاء السودان بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية،وطالب المحتجون بـ"إسقاط النظام".
من جهة أخرى، أعلن رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي اليوم السبت سقوط 22 قتيلا واعتقال العشرات جراء الاحتجاجات التي تجتاح عدة مدن سودانية منذ عدة أيام.
كانت الحكومة السودانية قالت إن المظاهرات.السلمية خرجت عن مسارها بفعل من وصفوا بـ"المندسين". وأضافت الحكومة السودانية ، في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء( سونا) ، أن "المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها، وتحولت بفعل المندسين إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة".
بدأت التظاهرات في مدينة سنار، افتتحها طلاب المدارس والجامعات، ولحقت بهم فئات ليست قليلة من المواطنين في مدن وجامعات السودان والتي كان آخرها بجامعة الخرطوم وكسلا، ونددت تلك التظاهرات في بداياتها بالسياسات الاقتصادية الأخيرة التي أقدمت عليها الحكومة السودانية من رفع سعر الدولار الجمركي أو بمعنى آخر تثبيت سعر الصرف الحكومى للدولار بواقع 18 جنيها سودانيا، وهو ما أشعل أسعار المواد المعيشية وكل ما يتعلق بحياة المواطن.
انطلقت الاحتجاجات وبدأت المعارضة السودانية تحركها بجانب عفوية المواطن نتيجة الضغوط المعيشية، أحدثت تلك التظاهرات زخما كبيرا في الحياة السياسية ودفعت الحكومة وحزب المؤتمر الحاكم إلى التفكير في تلك السياسات من جديد، حتى لا يفقد قاعدته الشعبية لصالح المعارضة، فأعلنت الحكومة عن إجراءات لمنع تفاقم الأزمات، وردت المعارضة بأن الحكومة تعيش أزمة حقيقية، وهى في أشد الاحتياج لمن ينتشلها من هذا الوحل، فكيف سيكون لها قدرة على معالجة الأزمات المتتالية و المتصاعدة والتي يعاني منها المواطن السوداني منذ سنوات.
حول تطورات الأوضاع على الأرض السودانية أجرت "سبوتنيك" عدد من المقابلات مع أطراف سودانية للتعرف على طبيعة الأوضاع الحالية.
قال عبد المتعال صابون، أحد قادة الحراك في الشارع السوداني لـ"سبوتنيك"، أن التظاهرات الحالية هي إضافة للمطالبات السابقة والحراك العام في السودان منذ سنوات، وقد تعاملت معها الحكومة بشكل بعيد عن كل أشكال الديموقراطية.
وتابع صابون: "الاحتجاجات بدأت في مدينة "سنار" بالتحديد، وكان في طليعتها طلاب المدارس والجامعات وانضم لها المواطنون، وبدأت في الانتقال إلى الجنينة، وكانت كثيفة جداً، كما خرج بالأمس طلاب جامعة كسلا على الحدود مع إريتريا واليوم بجامعة الخرطوم والمناطق التابعة للعاصمة".
ولفت صابون، إلى أن هناك تجاهل من جانب الإعلام المحلي والدولي، حيث يراهن البعض على خفوت حدة التظاهرات، وهذا غير منطقي لأن الأسباب التي قامت من أجلها باقية، بل وتزداد حدتها يوماً بعد يوم، من زيادة في الأسعار وغلاء في المعيشة وغيرها من مقومات الحياة.
وأكد صابون على أن الأحداث الأخيرة مختلفه تماماً عن الوقت السابق، وليس هناك حديث للناس سوى الغلاء والأسعار، واعتقال عدد من قيادات الأحزاب السودانية وطلاب الجامعات.
وفي السياق ذاته، أكد مدثر خميس، أحد مؤسسي الحزب الليبرالي السوداني لـ"سبوتنيك"، على تواصل المظاهرات في عدد كبير من المدن والجامعات السودانية بما فيها جامعة الخرطوم، وزادت حدتها بعد سقوط مواطن في شمال دارفور، وما زالت تعم التظاهرات كل المدن، وسوف تستمر لأن المبررات الحكومية لم تستطع إقناع الشعب بحل أزماته، ولأن الحكومة لديها أزمة كبيرة تحتاج من يقوم بحله،وتابع خميس: "هناك تذمر داخل عدد كبير من الكتل السياسية بعد إعلان البشير ترشحه لفترة رئاسة خامسة، لذا فإن شعارات التظاهرات ارتفعت من العيش والحرية إلى المطالبة باسقاط النظام"، على حد قوله.
وعلى الجانب الآخر، قال محمد حسن الأمين، رئيس اللجنة السياسية في هيئة المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان لـ "سبوتنيك"، أن التظاهرات تعبير سلمي نتيجة الزيادات في أسعار الخبز وهذا حق لكل مواطن، لكن إذا تخطت ذلك ولم تكن منظمة وفق الإجراءات القانونية والتي يجب أن تتم عبر الأجهزة المختصة، وأخذت التظاهرات غير هذه الطرق تكون قد خالفت النظم وخرجت عن إطار التعبير السلمي، وهنا يتم التعامل معها عن طريق الأجهزة الأمنية.
وتابع رئيس اللجنة السياسية، بأنه تم التعامل من جانب الشرطة مع المتظاهرين في هذا الإطار، مؤكداً أن السبب الرئيسي لتلك التظاهرات كان عملية ارتفاع الأسعار، والأوضاع الآن هادئة في معظم المحافظات وما يتم ترديده من زيادة واستمرارية التظاهرات وصولاً لثورة شعبية أو ثورة جياع كما يطلقون عليها، هو أحلام في خيالات المعارض.