الأقباط متحدون - مشروع الرئيس!
  • ٠٢:٣٣
  • الاربعاء , ٢٦ ديسمبر ٢٠١٨
English version

مشروع الرئيس!

مقالات مختارة | محمد أمين

٠٧: ٠٣ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٨

الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

 محمد أمين

لم أجد فى قاموس الرئيس حتى الآن أى إشارة لمشروع ثقافى.. المهتمون بالأمر يقولون لابد أن يُعنى الرئيس بمشروع ثقافى يليق به، ويليق بمكانة مصر العظيمة.. فربما كان لديه مشروع اقتصادى، وربما كان لديه مشروع سياسى.. وأيضاً قد يكون لديه مشروع تعليمى حقيقى.. لكن سيبقى هناك شىء لم يفعله الرئيس، وهو تدشين «مشروع ثقافى» على قدر مصر!

 
فحين تحدث الفنان فاروق حسنى لـ«اليوم السابع» طالب الرئيس بضرورة تدشين مشروعه الثقافى.. وطالب الرئيس بأن يتقدم الصفوف الآن بعد استقرار الدولة.. فقد اهتم بضرورة تطوير الخطاب الدينى، واهتم بالتعليم، ولو أنه اهتم بالثقافة لكان فيه الاستغناء عن أى شىء.. المشروع الثقافى أشمل.. ولو تم تطوير الثقافة فعلاً ينصلح حال الدين والتعليم والسلوك العام!
 
وقد اتفقتُ مع الوزير فاروق حسنى على ضرورة أن تُعد الدولة من الآن لاحتفالية مهيبة تليق بمصر، بمناسبة اليوبيل الذهبى لمعرض الكتاب، فتكون هناك فعاليات وندوات ولقاءات مع كبار كتاب مصر.. فاليوبيل الذهبى لا يأتى إلا مرة واحدة.. ولابد أن يتصدر الرئيس المشهد.. خاصة أنه لم يفتتح معرض الكتاب حتى الآن، وترك الأمر لرئيس الوزراء أو وزير الثقافة فقط!
 
من المهم أيضاً أن يخصص الرئيس عاماً للثقافة، على غرار أعوام الشباب والمرأة والتعليم وذوى الاحتياجات الخاصة أو القدرات الخاصة.. ويكون عاما لتطوير قصور الثقافة والنشر والترجمات، على غرار الألف كتاب وغيرها.. فالثقافة ليست رفاهية.. وأنا أتفهم أن الرئيس كان لديه مشروع لتثبيت الدولة وتوفير الطعام أولاً.. لكن أول خطوة بعده ينبغى أن تكون الثقافة!
 
وقد عثرتُ على برقية من وزراء الثقافة العرب، يوجهونها للرئيس شخصياً عقب المؤتمر الذى انعقد مؤخراً.. وكانوا يشكرون الرئيس على رعاية المؤتمر، ويطالبونه بدعم المشروع الثقافى العربى فى مواجهة التحديات الراهنة.. فلماذا اختاروا الرئيس؟.. ولماذا اختاروا مصر؟.. الإجابة مفهومة طبعاً لأن مصر إذا تحركت سيكون هناك مشروع يليق بمصر والوطن الكبير!
 
ولاشك أنه نفس «النداء» الذى وجهه فاروق حسنى للرئيس.. فالثقافة ليست رفاهية، ودعونى أفكر بصوت عال.. أليس عام 2020 قد أصبح عام افتتاح المتحف المصرى الكبير؟.. وأليس هو العام الذى يصح أن يكون عام الثقافة؟.. إذن فلنجتمع معا على الفكرة.. وعلى وزيرة الثقافة أن تقدم مشروعاً متكاملاً للرئيس.. وعليها أن تقدم رؤية ثقافية ليصبح عام الثقافة فعلاً!
 
السياسة والاقتصاد لا يكتملان إلا بالثقافة.. سيظل هناك شىء ناقص.. وأكرر أننى أتفهم الظروف التى جاء فيها الرئيس.. فكان أمامه تأكيد الدولة وتثبيتها.. وكانت أمامه قضيتا الأمن والاقتصاد.. انشغل بهما جداً.. الآن عليه أن ينشغل بالثقافة، ليغير نمط الحياة فى مصر.. فالثقافة هى الحياة!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع