الأقباط متحدون - اغتصب.. وانحر
  • ١٨:٢١
  • الخميس , ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨
English version

اغتصب.. وانحر

مقالات مختارة | عادل نعمان

٢٨: ٠٨ ص +02:00 EET

الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨

السائحتين
السائحتين

«لويسا جيسبرسن» طالبة دنماركية، وزميلتها «مارين يولاند» نرويجية، من بنات «الصفر»، ومن ذوات اللحم الأبيض اللدن الطرى الناعم، اغتصبهن ثلاثة من فحول السلفية فى المغرب، ونحروهن وفصلوا رؤسهن وقطعوهن أحياء، الواقعة كانت الإثنين الماضى فى منطقة قرب بلدة «إمليل» بضواحى «مراكش»، وكانتا فى رحلة تسلق جبل «توقبال» بإقليم الحوز، وهو أعلى قمة فى شمال أفريقيا، نامتا الاثنتان فى خيمة، وأمنا فى بلاد الخلافة الآمنة العامرة، وظنا خيرا فيما زعموا، أن خراف المدينة فى حراسة الذئاب الوديعة، فاغتصبن وقتلن وقطعن، فيلم الاغتصاب والنحر والتقطيع أرسله لى صديق لم أتحمل منه ثانية أو آهة واحدة. لم أسمع يوما أن مجاهدا سلفيا ملتحيا اغتصب امراة واحدة من بنات السمر، ثم ذبحها قربى إلى الله، وترك لنا بنات الصفر، كا لم يلتفت أجداده حين غزوا العالم أن يتجهوا إلى القارة السمراء الجميلة، بل اتجهوا إلى كفار الشمال أصحاب اللحم الأبيض والشعر الأصفر والعيون الزرقاء، وكان الدافع للغزو حتى «يفزن ببنات الصفر» ثم يجروهن جرا إلى الخلفاء والأمراء للمتعة والمضاجعة والوطء ثم البيع، وكان حلالا ومباحا وشرعا، ولنا الله.

إياك أن تظن أن هؤلاء من أهل الكتاب أو وثنيين مشركين، بل مسلمون حتى النخاع، من بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا ومساجدنا ومعاهدنا، وهم خير خلف لخير سلف، درسوا وتفقهوا على أيديهم، ويصلون جماعة فى صفوف متراصة خلفهم، يكبرون ويقاتلون ويقتلون، وعاشوا معهم رحلات الغزو والسبى والنهب والأسر ووطء المسبيات على قارعة الطريق، ولم يهدأ المجاهدون حتى يجف دم الأب أو الزوج أو الابن حتى تتهيأ المسكينة لمن يضاجعها، وتقدم له جسدها هدية الانتصار، أو تقسم لمن كانت من نصيبه منهم، أو تجر كالبهيمة بالحبال حتى مخادع الأمراء والخلفاء، بل كانت المضاجعة والاغتصاب تتم ولم تضع الحرب أوزارها، ولم تجف الدمعات بعد، ولم تلتئم جراح القلوب، وكأن هؤلاء البشر الراكب كالوحش الكاسر، والمركوب كالحمل المسكين. السلطات المغربية تصرح أن هذه الوحوش من الذئاب المنفردة، وهو الفارق التكتيكى الجوهرى بين تنظيم داعش وتنظيم القاعدة، ولنوضح الأمر لحضراتكم. الذئاب المنفردة هم أشخاص مؤمنون بفكرة الجهاد والخلافة ومنهج تنظيم داعش ودوافعه، يبايعونه، ويقومون بأعمال إرهابية بشكل انفرادى «لحسابهم دون تعليمات أو أوامر من التنظيم، طابعها الإفراط فى القتل والإثخان والبشاعة والعنف والقسوة، وتنسب هذه الأعمال الإرهابية للتنظيم فور وقوعها وتصويرها وبثها والإعلان عنها، ويتلقاها التنظيم بالتبنى والرضا والقبول، والهدف انتشار الأعمال الإرهابية وتنوعها،

وبث الرعب والخوف فى كل البلاد مجتمعة، حتى تنهك هذه البلاد، ويشتت مجهودها هنا وهناك، وتخور قواها، وتصل إلى مرحلة إدارة التوحش، بعكس القاعدة فهو تنظيم هرمى وقواعده منتشرة ومحددة ومسجلة، وتتلقى كوادره الأوامر والتكليفات، ولا يستطيع أحد من هذه الكوادر القيام بأى عملية دون الرجوع للتنظيم، وكان لعمليات الذئاب المنفردة هذه الفضل فى انتشار وتمدد التنظيم بسرعة فائقة، وتفشى حالة الرعب والفزع والهلع لمجرد ذكره، والتنظيم لا يهتم بغرابة وشراسة هذه العمليات، بل يبارك كل غريب وشاذ ومخيف حتى لو تنافى مع القيم والمثل الإنسانية، بل هو يدعو أن تكون كذلك، وكان هذا حاكما وفاصلا فى كثير من المعارك التى انتهت لصالحه، وهم كمن قالوا نصرنا بالرعب قبل المسير بشهر، وهو أسلوب فى القتال معروف عند الأجداد، وعند الوهابيين، فقد كانوا يحرقون البيوت على من فيها، ويقتلون الأسرى بعد استسلامهم، وحدث هذا فى غزو الطائف، وكانت القرى التى تعرف أن الوهابيين فى الطريق إليهم يخرجون على قارعة الطريق يحملون صغارهم ويتركون لهم الديار والمال، ويرفعون الراية البيضاء حتى ينجون من الموت، ولم يتحقق لهم ما أرادوا أيضا. فلا غرابة فيما صنعه هؤلاء القتلة، فتاريخنا زاخر وعامر، ووسائل التعذيب يستحقون عليها الجوائز.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع