ياميت وكسه على الرجاله
عبد المنعم بدوي
الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨
عبد المنعم بدوى
صمتت القاعة ... نظر أعضاء هيئة المحكمه فى دهشه الى رجل طاعن فى السن يدخل من باب المحكمه متكأ على عصاه ، بصفته الشاهد ... هذا الرجل رئيس مصر السابق لمدة 30 سنه ... حسنى مبارك
حان وقت الأدلاء بشهادته ... سمحت له المحكمه بالكلام ... لكنه تردد وقال " أنه لم يحصل على تصريح من الجهات المعنيه للأدلاء بشهادته لأن ماسيقوله معلومات تمس الأمن القومى للبلاد .
لقد أهان مبارك نفسه مرتين ، وضيع فرصه كان يدخل من خلالها التاريخ حين يقول الحق ويسرد الحقائق كامله أمام الناس .
المره الأولى : عندما كان يدخل المحكمه مستلقيا على ظهره ، مدعيا المرض والوهن ، ولم يقف منصوب القامه فى شموخ الرجال كرجل عسكرى ، رمز للقوات المسلحه 30 سنه ، ومن بعدها رمز لمصر لمدة 30 سنه أخرى ... قارن بينه وبين صدام حسين فى أثناء محاكمته وحتى وهو ذاهب الى حبل المشنقه .
المره الثانيه : التى أهان فيها نفسه عندما أمتنع عن الرد على بعض الأسئله بحجة عدم الحصول على تصريح ، هناك نوع من الرجال فى اللحظات الحرجه التى يكون فيها الصراع بين الخوف من الوقوع فى الخطأ وبين قول الحق ، لايترددون فى قول الحق مهما كان الثمن ، ما الذى يخافه حسنى مبارك ويمنعه من قول الحق أمام الله وأمام الناس ، قارن بينه وبين الزعيم مصطفى النحاس ... لقد عرفه الناس وطنيا صلبا فى الحق ، لايميل مع الهوى ، مستقيما كالألف ، حاد كحد السيف ، مالان ولاأستكان ولا ضعف ... بل كان حتى أخر أيامه , قوى الشكيمه ، فولاذى الأراده ، معتمدا دائما على الله وعلى الشعب ... كان يقول : كلمة الحق هى التى معى على الدوام ، هى قوام ضميرى ، ومعول علمى ، ونبراس طريقى .
لاأدرى ماالذى دفعنى الى تذكر مقولة " حفيظه " زوجة العمده " عتمان " ، فى فيلم " الزوجه الثانيه ، وهى تقول " ياميت وكسه على الرجاله "