الأقباط متحدون - رسالة الى الرئيس
  • ١٠:٣٠
  • الخميس , ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨
English version

رسالة الى الرئيس

د. نجيب جبرائيل

مساحة رأي

١٧: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨

الرئيس عبدالفتاح السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي

 بقلم المستشار نجيب جبرائيل

يأتى عيد الميلاد بأجواء مليئة بالحزن
سيادة الرئيس بادى ذى بدء لا شك لحظة واحدة وأعتقد ذلك أيضا فى ملايين الأقباط فى الداخل والخارج فى صدق نواياك الطيبة نحو شركاء الوطن من أبنائك الاقباط وما فعلتة مع أقباط لم يحدث منذ أكثر من ستون عاما منذ ان شارك الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بنفسه فى وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية مع مثلث الرحمات قداسة البابا القديس البابا كيرلس السادس .
 
فها أنت يا سيادة الرئيس اول من زار الكاتدرائية اكثر من مره فى العباسية ابان صلوات قداس عيد الميلاد وقدم التهنئة للأقباط وها انت يا سيادة الرئيس اول من اصدر اوامره بضرب اوكار داعش فى ليبيا بضربات جوية موجعه دكت اوكار داعش وعتادة أنتقاما لأرواح شهداء الأقباط فى ليبيا الذين ذبحوا بدم بارد من اجل شهادتهم لدينهم وعقيدتهم 
 
ها انت يا سيادة الرئيس الذى شاركت فى موكب عسكرى عظيم وحزين لتوديع شهداء البطرسية من الاقباط العام الماضى . ها انت يا سيادة الرئيس الذى أعلنت تبرعك لبناء اكبر كاتدرائية ومسجد فى العاصمة الجديدة وينفذ ذلك على ارض الواقع . ها انت سيادة الرئيس الذى أمرت واصدرت توجيهاتك بأن يشمل بناء المدن الجديدة الكنيسة بجوار المسجد وها أنت يا سيادة الرئيس من منتدى شباب شرم الشيخ العالمى يعلن للعالم كله انه لا يقبل ان يميز بسبب الدين وأنه مستعد لبناء دور عبادة لليهود ان وجدوا وانك تحترم حتى الذى لا يعتقد بأى دين ها أنت منذ يومين تحديدا تحضر حفل ذوى القدرات الخاصة لتستمع الى كورال النسيج للشباب الاقباط لأعياد الميلاد بفرح وسرور . ها انت نراك فرحا ومبتسما حين يلتقى قداسة البابا فى كل مناسبة . أليس كل ذلك يدعونا الى ان نتأكد تماما من صدق نواياك وأفعالك الصادقة تجاه أقباط مصر شركاء الوطن . ولعلكم يا سيادة الرئيس تدركون كم تحمل الأقباط من تضحيات من أجل بقاء الدولة المصرية لعل الاقباط رجالهم ونساءهم وأطفالهم وشيوخهم وكهولهم كانوا فى طليعة الصفوف خلف سيادتكم فى ثورة يونية أنكم تقدرون الحق كم الكنائس التى حرقت من جماعة الاخوان الارهابية وكم الفاتورة التى دفعها الاقباط من حرق وتفجير الكنائس والقتل على الهوية الدينية فى مذابح دير الأنبا صموئيل لوقوفهم خلف سيادتكم وأعلانهم ذلك فى كل مناسبة . وكذا مذبحة البطرسية والمرقسية وطنطا .
 
ولكن سيادة الرئيس هذه الباقة الجميلة الرائعة من الاعمال الوطنية تجاه شركاء الوطن والذى نريد ترجمتها فى كل مكان فى مصر لكن هناك من يعبث بها بل هناك من ينهال عليها أحيانا بالتراب لطمسها سواء عن قصد او دون قصد . فلا يريدون ان تكون الصورة دائما لامعة وجميلة بل يشوهون ما أنتم فاعلون ولعلى أذكر سيادتكم ببعض الأمثلة على ارض الواقع حتى هى تقطعون دابر كل من يعبث بمقدرات هذا الوطن وكل من يحاول أقصاء اقباط مصر عن دورهم الوطنى وعن كل من له مصلحة سواء تحقيقا لأهداف خارجية او مؤمرات داخلية وها هى الأمثلة التى مازالت يعانى منها أقباط مصر على سبيل المثال وليس الحصر .
 
فأنا وغيرى الكثيرين لا يفهمون حتى الان الاتى ذكرة والذى يعطل المسيرة الوطنية ويشعر معه كل قبطى بأن مواطنتة مازالت منقوصة. 
 
أولا : فيما يتعلق ببناء وترميم الكنائس 
لماذا يتعامل الأقباط فى هذا الشأن بالقطعة او بمعنى أخر معاملة أستثنائية فالقانون 80 لسنة 2016 فى مادتة التاسعة نص على ان جميع الكنائس التى تقام فيها الصلوات وقت صدور هذا القانون تعتبر فى حكم الكنائس المرخصة على ان توفق أوضاعها وفقا للجنة المشار اليها فى هذا القانون ومعنى ذلك ان هذه الكنائس تظل مفتوحة حتى توفيق أوضاعها من حيث سند الملكية والرسوم الأنشائية ومدى سلامتها ولكن الواقع ان هذه الكنائس مغلقة بالفعل حتى يتم توفيق أوضاعها والغريب فى هذا الشأن ان من يقوم بغلقها هو الأمن الذى جاهدنا طويلا فى هذا القانون لغل يده. ولعلى أذكر كنيسة وصلت أخبارها بالامس فقط الينا يمنع فيها المسيحيون فى الصلاة فيها حتى فى هذه الأيام أستقبال عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية وهى كنيسة مارجرجس دير الناغميش فى البلينا فى محافظة سوهاج . رغم ان المسئولين عن الكنيسة قدموا جميع المستندات للجنة توفيق الاوضاع الا ان الامن ومازال يفعلها ويمنع المسيحيين من الصلاة خاصة هذه الأيام .
 
وأنا فى الحقيقة لا أتصور أن يكون هناك أصلا لتوفيق أوضاع الكنائس هل هذا يحدث أيضا فى بناء وترميم المساجد ولماذا هذا الأستثناء بالنسبة للمسيحيين والحقيقة ما كنا اصلا فى احتياج لمثل هذا القانون سئ السمعة وكنا نريد أدماج بناء الكنائس والمساجد فى مادة واحدة فقط فى قانون الاسكان .
 
ثانيا : بالنسبة لوضع المسيحيون على الخريطة الاعلامية 
مازالت الثقافة ولا اقول الدينية المسيحية مازالت الثقافة المسيحية مهمشة تماما والتاريخ القبطى لا وجود له سواء فى الخريطة التعليمية فى المدارس والجامعات وايضا فى الاعلام الرسمى والحكومى فهل يتصور ان أكثر من عشرون مليون قبطى فى مصر نصيبهم فى الاعلام الرسمى هو فقط عدد ساعات عيدى القيامة والميلاد من كل عام وكفاهم ذلك هل نتصور ان كليات اداب مصر تخلو من رئيس او قسم للغة القبطية وادابها رغم وجود ذلك بالنسبة للغة العبرية والفارسية 
 
هل تتصور يا سيادة الرئيس ان طابور الصباح فى الاذاعة المدرسية فى كل مدارس مصر الرسمية يخلو من كلمة واحدة عن الأقباط والمسيحية بينما هناك الكثير من الاحاديث النبوية والايات القرأنية فى اذاعة كل مدرسة .
 
لماذا هذا التفريق بين النشئ الصغير .
 
ثالثا : بالنسبة لمن يزدرئ الدين المسيحى ومن يقتل المسيحيين على الهوية الدينية .
سيادة الرئيس لقد حكم مثلا على قاتل بائع الخمور فى الاسكندرية بسبب انه قبطى يبيع الخمور وهذا مخالف للشرع الاسلامى .
 
حكم على القاتل بالاعدام منذ أكثر من ثلاث سنوات وحكم على قاتل القس سمعان شحاتة بالمرج ممن استل احد الارهابيين سيفا وطعنه فى رقبتة فى ظهره وحكم علية بالاعدام هل تم تنفيذ هذه الاحكام لا ادرى من بالسبب فى ذلك .
 
هل ما زال الشاب القبطى الذى حكم عليه بخمس عشرة عاما جرجس بارومى الذى قطع الطب الشرعى انه ليس له اطلاقا فى الذكورة ومع ذلك حكم عليه فى جريمة أغتصاب فتاة مسلمة لماذا لم يطلق سراحة وتشمله قرارات الاعفاء الذى تصدرها تباعا يا سيادة الرئيس .
 
سيادة الرئيس وهذه حقيقة ان هناك العديد من الاقباط الذين أتهموا بإذدراء الدين الاسلامة ظلما وعدوانا فى السجون ما بين ثلاث الى ست سنوات لمجرد ان احدهم فقط كان موزع نسخ من الكتاب المقدس على رواد احد المولات فى أكتوبر 
 
بينما من هاجم المسيحيين واتهم الدين المسيحى بأنه ديانة فاسدة وان المسيحيون كفار مثل سالم عبد الجليل وعبد الله رشدى وياسر برهامى احرارا طلقاء ويفعلون ما يفعلون والمسيحيين انهم بعيدون تماما عن قصاص القانون خاصة ازدراء الدين بالمسيحى فمنذ ان صدر هذا القانون لا يطبق الا على المسيحيين . سيادة الرئيس مازالت هناك كتب تحرض على كراهية المسيحيين وخطاب دينى عنيف ضد المسيحيين وعندما نسأل لماذا هذا ولماذا لا يستجيبون الى نداء الرئيس فى هذا الشأن يقولون ان هذا ثراث ولا يمكن ان تقترب من التراث حتى لو كان يبغض ويكره ضد المسيحيين . سيادة الرئيس تصور هذا حدث فى كتب تصدرها الكاتدرائية او الكنائس فماذا يفعل ضد المسيحيين لا أنتظر الرد لانى اعرفه جيدا .
 
سيادة الرئيس انتم الذين اصدرتم امركم الشجاع بعملية سيناء 2018 ودحرتم الارهاب الذى كان يحيط بالمصريين وشهده العالم بأثرة بأن مصر حققت نجاحات عظيمة فى مكافحة الأرهاب فاقت فى ذلك دول عظمى مثل فرنسا والمانيا وأمريكا .
 
مع كل ذلك أتستعصى عليكم المنيا التى أصبحت شبه إمارة داعشية حيث لا يخلوا اسبوع او شهر من عمليات ارهابية ضد المسيحيين والاعتداء على الكنائس الا يشغل بالكم ان المنيا يمكن ان تكون سببا لفتنة طائفية وتشويه صورة سيادتكم فى أعمال عظيمة الم يحن الوقت لتفعيل جزء من عملية سيناء 2018 فى المنيا للقضاء على أوكار الارهاب ان داعش ليس خارج البلاد فقط وانما هناك دواعش فى دواوين الدولة وادارتها .
 
سيادة الرئيس فى النهاية نثق تماما ان كل أقباط مصر يشعرون بالفخر بالرئيس السيسى الذى رأوا فيه مالم يروه منذ عقود طويلة ولكن نريد ان تكتمل الصورة بأجتثاث كل من يحاول تشويهها وها قد ذكرنا سيادتكم بأمثلة تتطلب صدور قرارات رادعة فى هذا الشأن .
 
واخيرا لكم منا واعتقد من كل قبطى على ارض الكنانة مصر وخارجها كل تحية واحترام وتقدير وكل عام وانتم بخير وياليت ان نعيش جميعا أنشودة عيد الميلاد وتتمتع بأنشودة السلام المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وفى الناس المسره .