- قصة حقيقية
- الصوفية تحصد بعد الثورة زراعة نظام مبارك للصراع داخلها
- الاقباط متحدون الان على موبايلك
- بالفيديو والصور : أشرف راضى: أى دستور يأتى بقيم ومبادئ تختلف عن المواثيق الدولية لحقوق الانسان يجب اخراجه من الدولة الحديثة.
- اشتباكات على الهواء حول من رفع العلم على سفارة إسرائيل.. "أحمد الشحات" أم "مصطفى كامل"؟!
اسمه «زقـلـمـة» رئيس جمهورية مصر القبطية
الأمر لا يحتمل تهوينا أو تسفيها للفكرة، باعتبار قيام دولة قبطية على أرض مصر وتقسيم البلاد أمرا مستبعدا يصل به البعض أن تصوره أقرب للخيال، وأن إعلان ناشط قبطى لنفسه رئيسا لتلك الدولة من واشنطن أمر لا يستحق التوقف عنده! معظم الضرر من مستصغر الشرر، وكل ما كنا نتصوره بعيدا عنا أصبح أقرب إلينا من حبل الوريد.. سقوط أنظمة راسخة وتفتت دول عظمى بات أمرا معتادا ويجرى تنسيقه وتنفيذه بأسرع من توقعاتنا أو استعداداتنا.
الأمر أيضا لا يحتمل التهويل والتضخيم، فاسم رئيس الدولة المزعومة «عصمت زقلمة» ارتبط بالمتطرف الأرعن «موريس صادق» وهو ما يعنى أن خطابه لا يلقى شعبية فى أوساط المهجر ومستهجن من أقباط الداخل، وفاقد القدرة على الحشد وإن كان يقدم نفسه وجوقته كأداة فى أيدى جهات وحكومات غربية للضغط على مصر.
لكن واقع الأمر يتطلب رصد وتحليل ما يجرى وأخذ الاحتياطات اللازمة لوأد تلك الفتنة التى هى ليست وليدة اللحظة، وإنما قد حاول البعض الترويج لها من الداخل والخارج منذ السبعينيات لإقامتها فى الصعيد.. ولكن الوضع الأخير فى مصر شجعهم على الإفصاح عنها لدرجة قيامهم بإعلانها وسط تأييد وحفاوة من بعض الشخصيات السياسية الأمريكية واختاروا يوم إعلان انفصال الجنوب السودانى المسيحى للإعلان عن الجمهورية المزعومة وتنصيب الرئيس الوهمى اقتداء بالتجربة السودانية وهو توقيت واختيار ذو دلالة ومغزى.
فالقرب الجغرافى والزمنى إشارة أرادوا استغلالها.. لكن اختلاف الظروف على الأرض بين السودان حيث تتكتل غالبيته المسيحية فى الجنوب والغالبية المسلمة فى الشمال والصراع الدولى على الثروات النفطية، سهل من الأمر إضافة إلى أخطاء الحكومة الإسلامية التى تولت مقاليد الحكم وسوء توزيع عوائد الثروة ومشاريع التنمية الأساس الاثنى ورغبة أهل الجنوب أنفسهم فى الانفصال.. وبين الأقباط المصريين المنصهرين جغرافيا واجتماعيا فى الدولة المصرية التى سبقت شقيقتها السودان خطوات فى فكرة المواطنة والمساواة وإن كنا لم نصل بعد للدرجة المنشودة!
ليس معنى ذلك أن نقول أن مصر ليست السودان.. فسبق أن قلناها عن تونس وقت ثورتها وبعدها بأيام قامت ثورتنا وسقط النظام.. وبالطبع مصر ليست أكبر من الاتحاد السوفيتى والاتحاد اليوغسلافى وكلها تفتتت لدويلات.. ولكن التحليل السياسى يوجب المقارنة وتوقع مجريات الأحداث وفقا للباترون المصرى.
« زقلمة» هو فى الأصل طبيب بشرى هاجر إلى أمريكا منذ السبعينيات واستقر هناك وعرف عنه النشاط فى المجال القبطى وكان فى البداية شريكا مع المهندس «رفيق إسكندر» فى الاتحاد القبطى الأمريكى ثم انفصلا ليكون كل منهما منظمته الخاصة به، حتى أسس الائتلاف القبطى، ثم أصدر جريدة تحمل اسم «صوت الأقباط» وذلك منذ عام 1996 التى ساهمت فى الإساءة للنظام المصرى السابق وتتسم بالمبالغة والتهويل وتعمل بشكل أساسى لتأليب الرأى العام الأمريكى على مصر بتهمة اضطهاد الأقباط، ويهدف «عصمت زقلمة» لأن يجمع تأييدا وحشدا بين المثقفين والكتاب الأمريكيين لتأييد فكرة الدولة القبطية المستقلة ولكنه لم ينجح على المستوى المحلى فى خلق أرضية بين الأقباط فى مصر لتبنى دعواته.
وربما هذا ما دفعه للتمادى إلى أقصى مدى فى التحالف مع الخائن «موريس صادق» وأن يتبنيا خطابا مواليا لإسرائيل والدفاع عنها بل ودعوتها لاحتلال مصر حتى يلفتا الأنظار.. فوزنهما الإعلامى والسياسى لا يذكر.. حتى البيانات الصحفية التى يصدرونها لا تلقى أى اهتمام من الإعلام الغربى ولا تهتم بها سوى الصحف المصرية!
الخطير هو استنساخ «زقلمة» لفكرة الحكم الذاتى للأقباط فى طول مصر وعرضها بمعنى إنشاء محاكم وحكومة وشرطة وجيش خاص للأقباط حيث يصعب فى هذه اللحظة حشدهم وتجميعهم فى مكان أو جيتو واحد.. وهو أقرب إلى التقسيم العرقى كما هو الحال فى دولة أكراد العراق والاثنى فى الدولة المسيحية فى جنوب السودان قبل استقلالها!
وهو يحاول التحايل بطريقة ملتوية للحصول على دعم قبطى من الداخل بالتغرير بالشباب المسيحى حين أعلن على صفحته على الفيس بوك بأن دولته القبطية المزعومة أخذت على عاتقها تشغيل مليون شاب قبطى بالخارج.. مطالبا الشباب بإرسال بياناتهم على البريد الإلكترونى متضمنة الاسم والسن والعنوان والرقم القومى.
المؤكد أنه يلعب على وتر أحلام الشباب الراغب فى السفر للخارج لأنه لا توجد مجموعة دول أو قارة بأكملها تستطيع أن تستوعب مليون قبطى خصوصا أن أغلب الدول الأوربية وأمريكا تعانى البطالة بالأساس وأن الهدف الشيطانى له هو جمع مليون اسم حقيقى وعنوان ورقم قومى حتى يقدمه للأمم المتحدة على أنه دعم من أقباط الداخل لفكرته المجنونة بإنشاء منطقة قبطية تتمتع بالحكم الذاتى!
هذه المرة لا أنتظر ردا من الكنيسة القبطية فموقفها إن أعلنته أو تجاهلت القضية برمتها معروف.. وطنية الكنيسة ليست محل جدل أو نقاش.. لكن مادامت هى التى زجت بنفسها فى ملعب السياسة عليها ان تتحمل مسئولياتها.
أعلم أن الخطاب المتوقع من الكنيسة ينفى عنها سيطرتها على هؤلاء الخوارج وأن ما يتصدون له هو أمر دنيوى بعيد عن سلطات الكنيسة الدينية بل إن بعضهم يتطاول على قداسة البابا شخصيا.. لكن للكنيسة وسائلها وعلاقتها المتينة بأقباط المهجر سواء عبر رحلات الأساقفة المكوكية لأمريكا وأوروبا واستراليا والتى زادت لتربط الجيل الثانى من أقباط المهجر بكنيستهم الأم.. كما أن هؤلاء يمثلون مصدر الدخل الكنسى الأكبر عبر تبرعاتهم وهم ليسوا بعيدين عن سلطتها الروحية.. فلا أتصور أن تصدر كنيستنا قرارات بمنع الحل والبركة فى أمر أكثر من خيانة البلاد والتحريض على احتلالها وتقسيمها!
ربما يعضد موقف «زقلمة» وشلته من الخوارج عن الإجماع الوطنى هبة الإسلاميين فى مصر وتصدرهم المشهد السياسى والإعلامى وتقولهم بخطاب عنيف لإقامة دولة إسلامية بحتة تأكدت فى مليونيتهم وتبعها تهديدات ضد أى إجراء يحافظ على مدنية الدولة المصرية.
للأمانة أن هذا الأمر لم يشعل مخاوف فى محيط الأقباط فقط بل وصل مداه لكل مصرى معتدل غيور على مستقبل البلاد وشكل الحياة فيها فى حالة تطبيق النموذج الذى تروج له جماعات السلفية والإسلام السياسى.. والأخطر استقبال الغرب لهذا المشهد بمزيج من التوتر والتربص والاستعداء!
خلاصة القول أن مصر الآن مشدودة الأوصال بين طرفين كلاهما يزايد فى التطرف والخوف أن تتمزق بين المتنازعين وعندها لا يفيد الندم.. فأمر الدولة القبطية جده جد وهزله جد!؟
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :