الأقباط متحدون - خرج الزارع ليزرع
  • ١٩:٥٣
  • الجمعة , ٢٨ ديسمبر ٢٠١٨
English version

خرج الزارع ليزرع

أوليفر

مساحة رأي

١٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٨ ديسمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
Oliver كتبها
الرب يسوع وصف تجسده بالخروج.حتي في النبوات.إذ يقول و أنت يا بيت يهوذا لست الصغري لأنه منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل مت2: 6 .
 
و قال عن تجسده : لأني خرجت من قبل الله و أتيت يو8 : 23 و أنه من عند الله الآب خرج يو13 : 3 يو16: 28.ثم قال بعدما تجسد أيضاً في مثل الزارع .
 
هوذا الزارع قد خرج ليزرع مت13: 3.و هي عبارة لاهوتية و روحية عميقة تصف في ثلاثة كلمات ملامح كثيرة في تجسد ربنا يسوع.
 
أولاً : خرج. بكامل إرادته و محبته خرج من مجده ليعالج خروج البشرية مجبرة مطرودة من الفردوس لأنها صارت ميتة بسبب الخطية فكان خروجه مقابل خروجنا.
 
خرج من مجده إلي إتضاعنا لكي يرفعنا من المزبلة إلي مجده.التجسد موصوف بالخروج لأن الذى يخرج كان موجوداً في مكان خرج منه و لم يأتي جديداً بل كما قيل عنه: في البدء ( في الأزل) كان الكلمة يو1:1.تجسد المسيح كان خروج من حالة إلي حالة .
 
من سماء السموات إلي الأرض.و من مجد إلي هوان.لهذا نؤمن أن تجسده ليس أول وجوده بل كان منذ الأزل موجوداً ثم خرج إلينا فرأيناه في الهيئة كإنسان.
دائماً من يخرج يعلم إلي أين يخرج .
 
لهذا خروج ربنا يسوع مرتبط بما أراد أن يصنعه لأجلنا.مرتبط بأهداف كثيرة و برسالة شخصية لكل واحد .تجسد المسيح يحمل رسالة حياة للبشرية كلها و أيضاً رسالة خاصة بكل إنسان.هو عالم لماذا خرج لأنه لم يخرج مثلنا مهزوماً من المجد بل خرج إلينا في الجسد غالباً و لكي يغلب.
 
ثانياً : الزارع: هنا يظهر شخص المسيح الجميل. الزارع خرج ليخدم في حقلنا.إبن الإنسان شمر عن مجده و ظهر في الجسد.زارع الحب مقابل زارع الخصومات.
 
الذى خرج ليزرع غير الذى يأتي ليسرق .الذى جاء من فوق هو فوق الجميع أما الذى جاء من اسفل و هو إبليس فهو اسفل أقدامنا بنعمة المسيح.المسيح ربنا زارع و منتج يعرف اين حقله.
 
يرتدي ملابس الحقل لأنه الزارع.إذ وجد أن الحقل الذى سيزرع فيه هو حقلنا البشري إرتدي ثياب البشر و أخذ جسداً.الزارع يعلم أنه ذاهب إلي العالم كله.كل أنواع الأراضي السطحية والصخرية و الشوكية و الخصبة.لم يترك نفساً إلا و اتي لأجلها خصيصاً.
 
الزارع يعلم أنه سوف يعمل في غبار الأرض و طينها و سيحمل عن الحقل أوساخه لذا لا يأت متباهياً في ثياب المجد و العظمة بل في ثوب متضع يقبل أن يحمل الموت الذى كان رداءنا و خلعناه لما لبسنا المسيح.
 
إن الزارع خرج بملابس الزارع و إستعداده لكل ظروف الزراعة في الأرض.الزارع يخرج حاملاً علي كتفيه أداته.كما حمل ربنا صليبه.يخرج مبكراً في التوقيت المناسب في ملء الزمان.لكي يعمل كل النهار و لا يضيع من عمله شيئاً.
 
الزارع يسير في النور و يعمل في النور لكن اللص يأتي في الظلام و ينهب خلاص المتخاذلين,خرج الزارع إلي كرمته و صنع لأجلها كل شيء و لكن إسرائيل لم تستجب بل قتلوا إبن صاحب الكرم .إنه زارع الفرح و السلام في مولده و زارع الحياة و الخلاص في موته و زارع النصرة في قيامته و صانع المجد لنا في صعوده و زارع الرجاء بمجيئه الثاني لنكون مثله.إنه زارع دائماً لا يتخلي عن دوره فلنعطه أراضينا أي قلوبنا و نستجب لعمل روح الحياة فينا.
 
ثالثاً : ليزرع: الزارع خرج ليزرع ..الزارع هو واضع البذرة في الوجود لأن كل شيء به كان.يضع في كفيه البذور.
 
نحن البذار التي لا تملك أفضل من أن تصبح في يد الزارع و إلا فلا قيمة لأي بذرة لو لم توجد في يد الزارع ليزرعها.من لا يصبح زرعاً يصبح موتاً.الزارع عارف بالبذرة لكن البذرة لم تدركه.
 
عارف بحجمنا الحقيقي لذلك اشفق علينا و وهب البذرة الضئيلة حياة بينما كانت مدفونة للموت في الأرض للموت لأنه جاء ليخلص ما قد هلك.الزارع خرج ليزرع و لم يدين الأرض بعد.
 
لذلك يتعامل مع جميع الأراضي بالتساوي ليعط فرصة حياة لكل بذرة مهما كان نوع قلبها و أرضها.سيظل يزرع فينا لعلنا نثمر هذه السنة.الزارع يستجب للشفاعة التي طلبها الخدام عن الشجرة التي لم تعط ثمرا و تركها لسنة جديدة لأنه يحب الزرع جداً.إذا صار القلب طريقاً تدوسه كل فكرة فالروح فيه ينطفئ.
 
إذا صارت الأرض صخراً تجف عنه ماء الحياة.إذا صارت الأرض شوكاً يصير القلب خصماً للمسيح.ليت القلب يصير خصباً يستجيب لروح الله نهر الماء الحي فيأتي بثمر كثير.الزارع خرج ليزرع لذلك وفر لكل بذرة وسيلة خلاصها. للساكنين بعيداً ينبوع الماء الحي و للساكنين في القري أنهار ماء حي تخرج من بطونهم.
 
فالمسيح لا يطلب من البذرة أن تأتي بثمر من ذاتها بل من ماء ينبوعه الحى و نهره الحي.فخذ من المسيح تثمر و دع الروح فيك ينشط فتتخصب بالنعمة.إنها فرصة أخيرة حين تتحد البذرة في يد الزارع فلنتحد بجسده و دمه.
 
ما أقربنا للزارع فنحن في يده لذا فلنطلب حياته فينا و هو يهب الروح بوفرة.لا تقسو بذرة علي بذرة بل تنغمس مطيعة لصوت الزارع حتي إذا دفنها في التراب فهو يعرف ماذا يصنع.
 
إنه سيأتي فينا بثمر كثير.فلنشكر أن الزارع لم يكتف بتحمل حقولنا المميته بل إستصلح قلوب الأمم و جعل البعيدين قريبين.لك المجد أيها الزارع الحياة من موتك.الزارع خلاصاً لمن هلك.الزارع كلمته فنتغذى و نتعزى لحياة أبدية. أيها الزارع الصالح يا من خرجت إلينا في الجسد نخرج إليك واضعين أنفسنا في يديك لتصنع بنا مشيئتك الصالحة.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع