الصحة العقلية فى مصر القديمة
مقالات مختارة | وسيم السيسي
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٨
بدعوة كريمة من أ.د. مصطفى شاهين، رئيس قسم الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة القاهرة، لإلقاء محاضرة عن: mental health ancient egypt أو الصحة العقلية فى مصر القديمة.
قلت لهم إن مصر القديمة اعتمدت على ثلاث للصحة العقلية: أ- الصحة الجسمانية ب- الصحة النفسية ج- صحة المجتمع.
أما عن الصحة الجسمانية، فقد كانت مصر تنصح بأن نأكل من ثمار بلادنا لأن أجسامنا جاءت من تربتها حتى يتوافق طعامنا مع أجسادنا ولا نأكل من ثمار البلاد الأجنبية.
أما عن الصرف الصحى، فقد كان هيرودوت يعجب ويقول: عجبت للمصريين! يتناولون طعامهم بالخارج، ويقضون حاجتهم بالداخل! فقد كان العالم كله يقضى حاجته بالخارج، أما فى مصر فقد كانت مواسير الصرف الصحى تمتد أربعمائة متر من المنزل إلى البيارات، وكان قُطر الماسورة نصف متر.
كانت مصر تهاجم السمنة وترى أنها دليل الترهل والكسل، ويعلق العقاد: انظر إلى نفرتارى أو نفرتيتى، تكاد الواحدة منهما تطير من فرط الخفة والرشاقة!.
كانت مصر إذا مرض النيل مرضت وإذا صح النيل صحت، لذا كان المصرى يشهد أمام محكمة العدل الإلهية: لم ألوث مياه النيل.
أما عن الصحة النفسية، فقد آمنت مصر بالإله الواحد، فكان الإيمان، وبعمل الخير فكان الحب، وبالفرح فكانت الأعياد والموسيقى والرقص والغناء، وكان هناك عيد اسمه عيد طهارة القلوب، تذهب الأسرة المتخاصمة مع أسرة أخرى بفطيرة طهارة القلوب المزينة بالفواكه والزهور، حتى تصفو القلوب، كانت الوفرة والكرم والعطاء من أسباب الصحة النفسية عند أجدادنا العظماء.
أما عن صحة المجتمع، فقد عرفت مصر أن القانون وسيادته هو الأمن والأمان، وبالتالى الصحة العقلية لأى مواطن، فكان القانون فى مصر عالمياً فى مراميه، عادلاً فى أحكامه، صافياً فى مواده، حضارياً فى مبادئه، فكان دهشة للمؤرخين لأنه قام على العدالة وقانون الأخلاق، فكانت العدالة بين الحاكم والمحكوم، كما كانت العدالة الاجتماعية، فالكل أمام القانون سواء، «د.محمود السقا».
كانت المرأة توصف بأنها صانعة النساء والرجال، كما كانت توصف بأنها شريكة الإله فى الخلق، هو يأمر وهى تقوم بالتنفيذ.
كانت المرأة مساوية للرجل فى الميراث، بل كانت الابنة هى التى تقوم بتقسيم الميراث إذا مات الأب، بل كان لها حق الخلع إذا طلبت من المحكمة ذلك.
كان من ثمار الصحة العقلية فى مصر القديمة الإبداع، فكانوا أول من أجرى عمليات التربنة والمياه البيضاء، كما كانت عبقرية البناء، والدراية بدقائق الجسم البشرى، كما عرفوا علاج الصداع النصفى والاكتئاب بسمك الرعاد eel fish، الذى يعطى شحنة كهربائية لرأس المريض، وهذا هو ما تفعلونه الآن! أى جلسات الكهرباء التى عرفها أجدادنا منذ خمسة آلاف سنة!. هذا كله أعطانا الشعور بالتفوق وليس الاستعلاء، مما جعل أحد الكهنة يقول لصولون الذى علمناه القانون بعد أن طبطب على كتفه:
أنتــم الــيونانيين أطــــفال بالنسبة لنا.
نقلا عن المصري اليوم