الأقباط متحدون - الشيخ ياسر برهامي يزدري المسيحية ويجب محاكمته
  • ٠٥:٥٣
  • الأحد , ٣٠ ديسمبر ٢٠١٨
English version

الشيخ ياسر برهامي يزدري المسيحية ويجب محاكمته

هاني صبري لبيب

مساحة رأي

٤٥: ٠٩ م +02:00 EET

الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٨

الشيخ ياسر برهامي
الشيخ ياسر برهامي
بقلم : هاني صبري - المحامي 
 
اعتاد الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية ، التطاول علي المسيحيين واتهامهم بالمشتركين وعقائدهم كفرية لأنه يظن دائماً أنه بمنأي العِقَاب ، وأعاد نشر السؤال الذي وجه له بخصوص تهنئة المسيحيين بأعيادهم، على حسابه الرسمي على موقع له " فيس بوك "، اليوم وهو "هل يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم وما القول في الذين يدعون أن التهنئة تدخل في البِرِّ والإقساط إليهم ؟
ويقرر هذا الشيخ في فتواه فأعياد المشركين تتضمن تعظيمًا لعقائدهم الكفرية، كميلاد الرب وموته وصلبه - فتهنئتهم بها شر مِن التهنئة على الزنا وشرب الخمر، وأقل أحوالها التشبه بهم " .
 
أعتاد هذا الشيخ من خلال وسائل الإعلام المختلفة لإسباب لا نعلمها إنه يُتهم الأقباط دائماً بالكفر وهذا لا يجوز له أو لغيره نعت أي إنسان علي أنه كافر فهذا اختصاص الله وحْدَه والله يعلم بما في القلوب. 
 
وما يدَّعيه هذا الشيخ هو ترويج لأفكار متشددة لإهانة المسيحيين وازدراء الدين المسيحي وهذه الادعاءات والتصريحات غير المسئولة منه مخالفة لصحيح الدين الإسلامي الحنيف حيث أنه لا يوجد نص في القرآن الكريم يكفر أي اتباع ديانة سماوية أخري.
 
الأقباط ليسوا كفاراً أو مشركين كما يدعي لأنهم يعبدوا رب واحد. تعريف الشرك في القرآن الكريم ورد في صورة النساء الآية ١١٦ " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا" . الذي نعرفه أن الشرك هو أن أشرك مع الله أي أشياء أخري ، والمسيحيين في كل العالم بكل مذاهبهم وطوائفهم يعبدوا إله واحد .
 
نحن لسنا في معرض تأصيل فقهي لنشرح له ولكن سوف أرد علي عدم صحة مزاعمه في حق المسيحيين بآية واحدة من القرآن الكريم استشهد بما يُؤْمِن به وأدعو سيادته لفهم صحيح الدين ، في سورة العنكبوت الآية ٤٦ " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " وهذه الآية محكمة وليست منسوخة وفق تفسير الأمام الطبري وابن زيد وآخرين . وهذه الآية الكريمة دليل وشهادة علي أداب الحوار في الإسلام ، وشهادة علي التوحيد من أهل الكتاب ، وشهادة عن صحة الكتاب المقدس ، وهناك عشرات الآيات في القرأن الكريم ، والأحاديث الشريفة التي تقرر ان أهل الكتاب ليسوا كفاراً وصحة الكتاب المقدس . 
 
والكتاب المقدس من أوله إليّ آخره يتكلم عن الوحدانية وردت ٥٢٤٨ آية في الكتاب المقدس تتكلم عن الوحدانية فالمسيحي لا يُؤْمِن بأن الله ثالث ثلاثة ، بل يُؤْمِنوا أن الله واحد وهذا حجر الأساس في العقيدة المسيحية. 
 
وما يدَّعيه هذا الشيخ مخالف إيضاً للقانون ويمثل جرائم استغلال الدين للترويج لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة وتحقير وازدراء الدين المسيحي والطوائف المنتمية له ، والإضرار بالوحدة الوطنية وتعكير السلم والأمن العام وسب وقذف للمسيحيين . وأن ما أقترفه هذا الشيخ يعد جرائم مكتملة الأركان وهذا ثابت من خلال تصريحاته والتعدي بالقول وبطريق العلانية علي الدين المسيحي وازدراءه. 
 
حرية الاعتقاد مكفولة بمقتضي الدستور ولكن هذا لا يبيح لمن يجادل في أصول دين من الأديان ان يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه عن عمد فليس له أن يحتمي في ذلك بحرية الاعتقاد .، وإنما تضع مرتكب تلك الجرائم تحت طائلة القانون.
 
لذلك نطالب سيادة النائب العام بصفته صاحب الاختصاص الأصيل في تحريك الدعوي الجنائية التحقيق مع الشيخ ياسر برهامي وإحالته لمحاكمة جنائية عاجلة بتهمة ازدراء الدين المسيحي والمسيحيين تطبيقاً لمبدأ سيادة دولة القانون . 
 
ونطالب اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية المشكلة بقرار رئيس الجمهورية رقم ٦٠٢ لسنة ٢٠١٨ مواجهة مثل هذه الدعاوي التحريضية والأفكار التكفيرية المتشددة لمنع حدوث أحداث طائفية تضر بالمجتمع ومواجهتها وقفاً للقانون بكل حزم للمحافظة علي الامن القومي والسلام الاجتماعي للبلاد .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع