الأقباط متحدون - نعم أنا قلق
  • ١٢:٠٩
  • الثلاثاء , ١ يناير ٢٠١٩
English version

نعم أنا قلق

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٨: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ١ يناير ٢٠١٩

ارشيفية - القلق
ارشيفية - القلق
د. مينا ملاك عازر
 
سألتني المذيعة النابهة هبة كميل مذيعة قناة سي تي في برنامج صباح النور أثناء تحليل للأخبار في فقرة الدنيا فيها إيه؟ يوم أول أمس عن إن كنت قلق من احتمال حدوث أعمال إرهابية خلال الأيام القادمة؟ فقلت قول واحد أنا قلقان، ولعل الشرطة لا يمكن استثناءها من هذا القلق، ربما هم قلقين بأكثر مني بمراحل، وبدا هذا القلق واضحا ًلا ريب فيه حينما مررت من أمام إحدى الكنائس في نفس اليوم فوجدتهم قد اغلقواالشارع الرئيسي كاملاً لأجل تأمينها، ما يعني أن دماء القلق تسري في عروقهم، هذا لا يقلل منهم، ولا من قدراتهم، ولا يعظم من خطر الإرهاب في نظري، ولكن تقديراً جيداً منهم لخطورة نجاح أي عمل إرهابي في تلك الآونة وفي أي آونة، لذا الشرطة مستنفرة ولدي معلومات أن قيادات من الجيش تتابع التأمين هذه الأيام في كنائس الصعيد وغيرها، ما يعني أن الدولة كلها مستنفرة للتصدي لأي عملية من شأنها تعكير صفو الاحتفالات.
 
تابعت قولي لمذيعة البرنامج قائلا، سيبقى الوضع متوتراً ليس في مصر بحسب ولكن في العالم بأثره ما دامت الجهود كلها تبذل في سبيل مكافحة حاملي السلاح، ولا نقاوم حاملي الأقلام، وممسكي بمكبرات الصوت، ناقلين أفكارهم الهدامة، لم أكن أعلم أن النائبة نادية هنري قد تقدمت ببلاغ في الدكتور ياسر برهامي لأنه أفتى بتحريم المعايدة على المسيحيين، والتهم هنا كثيرة، أبسطها إثارة الفتن، لا أعلم أن كان لدى النائب العام الفرصة لتحريك الدعوة، ومدى نجاح مثل تلك الدعوات لكن من المؤكد أن برهامي ليس وحده في هذا المضمار، وسبقه فيه الكثيرون، وعلى كل دولة تأوي مثل هذا البرهامي في الفكر أن تتحرك قانوناً ضده، ليس هو فقط فهناك مؤسسات تقف مكتوفة أمام مكافحة الفكر المتطرف بحسب بل ترعاه بكتب ومجلات تطبعها على حسابها المدعوم من الدولة لتنشر هذا الفكر المتطرف في شتى ربوع عقول المواطنين والبشرية جمعاء، المؤسف أن أموال هذه الدولة المقدمة للمؤسسات الراعية للإرهاب بشكل أو بآخر مقدمة من أموال دافعي الضرائب الذين من بينهم من هم مُكفَرين وعجبي. المهم أن الرئيس السيسي نفسه لم يستطع للآن أن ينحر تلك الأفكار في مهدها حيث المؤسسة الناشرة لها، ولا تلك المؤسسة تريد أن تكفر من يطلق تلك الأفكار ويرعاها، هكذا نبقى قلقين، وتبقى الشرطة قلقة دائماً في مثل تلك المناسبات بل وفي غيرها، لأن الجذور لم تزل تنبت بدل الرأس المقطوع رؤوس كثر.
 
المختصر المفيد اضربوا الرأس بحسم وبجدية.
الكلمات المتعلقة