الأقباط متحدون - برهامي يحرم تهنئة الأقباط بالعيد والأزهر يبيح
  • ٠٩:٤٦
  • الثلاثاء , ١ يناير ٢٠١٩
English version

برهامي يحرم تهنئة الأقباط بالعيد والأزهر يبيح

٤٤: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ١ يناير ٢٠١٩

الأزهر
الأزهر
كتبت – أماني موسى
يتجدد الجدل مع بداية كل عام حول جواز تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، فيرى فريق طبيعي أن التهنئة أمر طبيعي مستحب، فالجميع يعيش ويكتب ويوثق أحداث حياته بالتقويم الميلادي، فمن الطبيعي أيضًا أن نهنئ بعضنا ببداية العام متمنين السعادة والرخاء لمن حولنا.. لكن فريق من رجال الدين لا يروق لهم مثل هذه التهاني فيجددون مع كل عام فتواهم بتحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم، وظهر مؤخرًا على الساحة فتوى نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، الذي حرم تهنئة الأقباط، ما أثار جدلاً.. نورد بالسطور المقبلة بعض المعلومات حول هذه الفتوى.
 
 
قال برهامي في فتواه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" كما أعاد نشرها موقع "صوت السلف" بعنوان "هل تهنئة النصارى بأعيادهم تدخل في البِرِّ والإقساط إليهم؟ ردًا على سؤال نصه:"هل يجوز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم؟ وما القول في الذين يدعون أن التهنئة من البر لهم؟
 
برهامي: المشاركة بأعياد الكافرين شرك
 
أجاب برهامي، قائلاً: "فأعياد المشركين تتضمن تعظيمًا لعقائدهم الكفرية: كميلاد الرب وموته وصلبه -والعياذ بالله-، فتهنئتهم بها شر مِن التهنئة على الزنا وشرب الخمر، وأقل أحوالها التشبه بهم، وقد قال النبي (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
 
أما البر فهو: كإطعام الجائع، وكسوة العارى، وإعطائه هدية يتألف بها، وليس مِن ذلك إقرارهم على باطلهم، والعيد شريعة يشرعها الله، فمشاركتهم وتهنئتهم إقرارٌ بباطلهِم وتشريعهِم، وهذا مما لم يأذن به الله عز وجل".
 
أثارت الفتوى ردود أفعال رافضة وغاضبة، حتى من مشايخ أزهريين، وأكدوا أنه شخص غير مؤهل للفتوى، وأن الأزهر وغيره من المؤسسات الدينية الرسمية أجازت التهنئة من باب البر والإحسان.
 
الأزهر تهنئة الأقباط أمر مستحب وغير محرم
 
بينما أكد الأزهر ردًا على سؤال أحدهم: ما حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم؟
 
بأن الإسلام دعا إلى قيم التعايش والتسامح والاحترام، وربى أتباعه على ذلك، وهي قِيَمٌ لا تتنافى مطلقًا مع اعتزاز كل صاحب دين بدينه، وتمسكه به، فكلما ازداد المسلم فهمًا للإسلام كلما ازداد احترامًا لغيره، وتهنئة المسيحيين بأعيادهم تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم، كما أنها تدخل في باب لين الكلام وحسن الخطاب، وجميع هذه الأمور أمرنا الله عز وجل بها مع الناس جميعًا دون تفرقة، خاصةً مع أهل الكتاب الذين قال الله تعالى في حقهم في سورة الممتحنة: «لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ»، وقال أيضًا في سورة البقرة: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا».
 
كما أن جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم يتوافق مع مقاصد الدين الإسلامي ويُبرِز سماحته ووسطيته، وأن هذا الأمر من شأنه تزكية روح الأخوة في الوطن، والحفاظ على اللحمة الوطنية، ووصل الجار لجاره، ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات. 
 
بلاغ للنائب العام ضد برهامي
 
عقب هذه الفتوى، تقدم طارق محمود، المحامى بالنقض والدستورية العليا، يوم الاثنين، ببلاغ للمستشار المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية قُيد تحت رقم 7990 لسنة 2018 بلاغات محامى عام، ضد ياسر برهامي نائب رئيس الجبهة السلفية، اتهمه فيه بإثارة الفتنة الطائفية والتحريض ضد أقباط مصر من خلال فتواه الصادرة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتي حرم فيها تهنئة الأقباط بأعيادهم.
 
ونص البلاغ أن برهامي لا يحمل ترخيصًا من دار الإفتاء لمزاولة الفتوى، وأن فتاويه تثير الفتنة الطائفية وتثر على سلامة الوطن.