الأقباط متحدون - بابا نويل في المنيل !
  • ٠٥:٤٠
  • الاربعاء , ٢ يناير ٢٠١٩
English version

بابا نويل في المنيل !

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٥: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢ يناير ٢٠١٩

حمدي رزق
حمدي رزق

والناس سهرانة جوه وبره البيوت، يودعون عاما ويستقبلون عاما جديدا، طاقم من المتحمسين مكوث ليلة رأس السنة في عربة باردة في شارع بارد، يستقبلون طابورا من الطيبين، يقيسون السكر والضغط والوزن والطول، ويتقفون أثر »فيروس »‬»‬ بواسطة تحاليل دقيقة ومجانية.

القافلة ( 36 ) متمركزة ليلا في المنيل ومصر القديمة، حظي ان أحظي في هذه الليلة الباردة بابتسامة ودود من الطبيبين الشابين »‬ محمد فرج كيلاني ونهي هاني» ، استقبال القافلة لأهالي المنيل كان رائعا، وكأنهم يحتفلون بالطيبين، لا يملون من الإجابة علي التساؤلات المتوالية وينصحون ويرشدون ويحولون من تحتاج حالته لمزيد من الفحوصات، تم تحويل ثلاث حالات في هذه الليلة إلي مستشفيات قريبة، وتلهج ألسنتهم بالحمد مع كل حالة يثبت سلامتها ويسلمون شهادات صحية بيضاء تسر الناظرين.

تفاعلت معهم وانتظمت في طابور قصير، ومضيت وقتا ليس بالقصير في متابعة هذه الحملة الرائدة التي تواصل الليل بالنهار حتي في ليلة رأس السنة، حملة 100 مليون صحة علي الأرض تثبت انها حملة جدية وليست تسديد خانات، حملة قوامها الإخلاص من رهط من العاملين عليها، السيدة »‬ بدرية سعد »‬ تجتهد في التسجيل الأمين، والممرض »‬ أحمد محمود »‬ يساعد الكبير والصغير، وكيلاني ونهي شعلة نشاط وتركيز في إجراء التحاليل، قافلة مميزة عملا وإخلاصا.

جد وقت سعيد قضيته أمام ( عربة الأمل ) في طابور من الناس الطيبين، أول مرة تمتد إلي الناس يد المساعدة الطبية بهذا المستوي الرفيع من الخامات والأدوات والأجهزة الحديثة، كله بالكمبيوتر والشهادات تصدر خلال دقائق معدودة تحمل أخبارا سارة.

اكتفيت بالمتابعة عن كثب، طبيب شاب ( كيلاني ) يتفنن في عمله ويستقبل الناس بترحاب. سألته بود بالغ وتقدير لمن يهب الناس السعادة، حتي في رأس السنة تعملون، رد وهو منشغل تماما: هذا واجب مستوجب، السعادة هنا في هذه العربة التي صارت بيتنا ونستقبل أهلنا، السعادة الحقيقية في الخدمة المجانية، نحن نعمل برضي وحب ونري وجوها طيبة.


الطابور يطول والناس تنتظم في غبطة وسعادة. »‬ بابا نويل »‬ هبط علي المنيل في ليلة رأس السنة يحمل هداياه، فكرت ان أطلب وزيرة الصحة المجهتدة »‬ هالة زايد» لأشكرها علي هذا الواجب المجاني، الوزيرة وشباب الوزارة جند مجندة في حملة معتبرة بتكليف رئاسي رائع، احساس الواجب هو ما يحرك هؤلاء المحترمين لإنجاز اول وأهم وأخطر مسح طبي شامل لعموم المصريين.

ماشاهدته ليلة رأس السنة من هؤلاء المحترمين خلف إحساسا بالغبطة والفرحة والاطمئنان علي أن هناك في مصر روحا جديدة تسري في نفوس المصريين.
نقلا عن الأخبار

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع