ماذا تروم يا برهامى؟
مقالات مختارة | حمدى رزق
الاربعاء ٢ يناير ٢٠١٩
حمدى رزق
أعاد برهامى بثها أو شيرها أتباعه، تظل فتوى حرمة تهنئة الأقباط بأعيادهم هى الأشنع صدورا عن ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، والأشنع منها أن تسابق المواقع الإلكترونية لنشر فتوى الكراهية نصا، للأسف البعض يقتات الكراهية مبثوثة فى فتاوى معدة للتصدير إلى إخوتنا لتنكد عليهم فى أعيادهم.
عجبًا، اسم برهامى يظهر مجددا فى الآفاق مرتديا حلة عدو الأقباط، بابا نويل يحمل الهدايا، بابا برهامى يحمل الفتاوى، ظهور العام الجديد خطير بالتأكيد، إذا ظهر برهامى، ظهر الشر فى البر والبحر، يلعب دور الشرير فى الحياة المصرية ويظنونه ملاكا بجناحين.
الفتوى التى نعف عن ذكرها منشورة يوم السبت 19 مايو 2007 على موقع برهامى الرسمى، فتوى سامة، برهامى كالحية الرقطاء تكمن حتى تلدغ، يبخ سما زعافا فى شرايين الوطن، مثله محرض على الفتنة، والفتنة أشد من القتل.
لا أشق على اللجنة العليا لمواجهة الفتنة الطائفية فى أولى مهامها بهذه السطور، هذا الرجل وحده فتنة طائفية تمشى على قدمين بين الناس، ودعوته فتنة، وحديثه فتنة، إذا قررتم المواجهة فعليا فعليكم بهذا «الرجل الفتنة»، وحده يفتن بلدا.
وكأنه مكلف بالأقباط، لا يفوّت فرصة تسنح إلا وينال من الأقباط، ولا يمرر مناسبة إلا ويزدرى المسيحية، وهناك بلاغات ضده «بالكوم» لدى النائب العام ولكنه لا يرتدع، مطلوق على الأقباط، نفسه ومنى عينه يختفى الأقباط من على ظهر الأرض، ولا يبقى منهم على الأرض ديار.
برهامى ثبت يقينا أنه يكره الأقباط كراهية التحريم، ولا يغادر أبدا منطقة «أهل الذمة»، ويمنى نفسه بالولاية عليهم، وهو أَلَدُّ الخصام. برهامى يتخذ من الأقباط أعداء، ويتعمد الحط من شأنهم، وهذا لا يحتمله إخوتنا على دينهم.. ويتأذون، ولكنه سادر فى غيه، ويستمرئ الكيد، ويغيظهم، ويحك أنوفهم، ويستنفر غضبهم، برهامى مصرّ على إشعال غضبة الأقباط، وهذا خطر داهم لو تعلمون.
طالع مواقع السلفية ستجده حاضرًا بمقولات لا تغادر مربع الكراهية، لماذا كل هذه الكراهية للأقباط؟.. هل هناك تفسير بيقين؟.. ماذا بينك شخصيًا وبين الأقباط؟.. لماذا هكذا تتعمد أذيتهم بالقول والتحريض؟.. هلا راجعت أقوالك خلال أعوام مضت؟.. هل تحتملها على نفسك وعلى شيعتك وعلى المسلمين جميعًا؟.
الأقباط جد غاضبين، ويرون أن برهامى والتابعين يستهدفونهم، ويخططون لإخراجهم من ديارهم، وإذا كان برهامى لا يأبه بالأقباط ولا يرعوى لقانون أو دستور، أخشى أنه يستفز الأقباط العاديين، الأقباط ضجوا بالشكوى وبلغت مكتب النائب العام فى بلاغات، أخشى أن ردود بعض الأقباط عليه بالبلاغات تسعده، يغبطه نكد الأقباط.
ماذا تروم يا برهامى؟.. إذا ظللت هكذا تستفز الأقباط فأخشى أن الاستفزاز يولد استفزازًا، وويل للمستفزين. لا يكفى أبدًا أن تعلن الدولة وتعلى من حقوق المواطنة للجميع وتترك أمثال برهامى ينغصون حياة الأقباط، برهامى ينشر الكراهية فى المجتمع، لم يعد برهامى يحتمل، الأقباط غاضبون ويظنون فى الدولة الظنون، كيف تصمت الدولة على ما يشيعه برهامى من غل للذين آمنوا بالمصرية وقالوا إنا مصريون؟!
برهامى صار عبئًا ثقيلًا على الدولة المصرية، ويحمّل الوطن ما لا يحتمل فى هذا الظرف العصيب، أهكذا تتقرب إلى الله بالحط على الأقباط؟.. فلتكف أذاك عنهم يارجل، هو أنت متسلط على الأقباط، خليك فى حالك يصلح حالك، هتبقى أنت والزمن على الأقباط، إذا كنت مستكبرًا فالله أكبر.
نقلا عن اليوم السابع