وراء التصريحات النارية.. علاقات تعاون صادمة بين تركيا وإسرائيل

انتشرت في الأيام الأخيرة بعض التصريحات الهجومية واللاذعة والتي تصل لحد الشتيمة والإهانة والاتهام بارتكاب الجرائم الدولية، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. ولكن، هل التعاون بين البلدين يتوافق مع ما يقال في التصريحات النارية بين البلدين.

 

ترتبط تركيا مع إسرائيل بعلاقات سياسية وإستراتيجية واقتصادية قد تكون صادمة للكثيرين ممن ينخدعون بالشعارات التي يرفعها زعيما البلدين، وبعض التوترات التي تحدث ما بين الحين والأخر، ونعرض في السطور التالية أبرزها.

 

لمن لا يعلم، فقد كانت تركيا هي أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل عام 1949، وفي خمسينيات القرن الماضي وقعا اتفاقا سريا عُرف باسم "الميثاق الشبح"، والذي يتضمن تعاوناعسكريا واستخباريا ودبلوماسيا، بينهما.

 

قدمت تل أبيب العديد من الخدمات السياسية لأنقرة، وعلى سبيل المثال ساعدت إسرائيل الأتراك في عملية اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان عام 1999 في كينيا، كما اعتمدت تركيا على اللوبي الإسرائيلي بالولايات المتحدة الأمريكية لعرقلة أي تشريع يعترف بإبادة الأرمن، ومع تولي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، استمرت هذه الاتفاقات والتعاونات بين البلدين.

 

في شهر أبريل عام 2017، وصلت بعثة مصالح تجارية إلى إسرائيل، وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها "أكبر بعثة مصالح تجارية عرفتها إسرائيل مؤخرا"، حيث تكونت من 100 ممثل عن شركات تركية أجروا لقاءات تجارية مع شركات إسرائيلية، بهدف إنشاء تعاون اقتصادي واسع.

 

شملت هذه البعثة ممثلين عن شركات  أطعمة ومشروبات، نسيج وموضة، حديد، مواد بناء، أثاث، كهرباء وإلكترونيكا، معدّات طبية، تصنيع كيماويات، محاماة، مجال المصارف، وممثلون كبار عن عدة اتحادات تصدير حيث يمثلون عشرات آلاف شركات التصدير في أنحاء تركيا.

 

ومنذ شهور قليلة، نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بيانات جديدة عن حجم التجارة مع بعض الدول العربية والإسلامية، وفقا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية. 

 

وجاء في المرتبة الأولى تركيا، بحجم تبادل تجاري يتعدى الـ4 مليارات دولار، التي تصدر بـ1410 مليون دولار إلى إسرائيل وتستورد منها بـ2856 مليون دولار، ثم أذربيجان، والتي تستورد بـ196 مليون دولار من إسرائيل وتصدر لها بـ4 مليون فقط، أما الأردن، فيستورد بـ278.8 مليون دولار ويصدر بـ56 مليون دولار، وأندونيسيا تستورد بـ47 مليون، وتصدر بـ82 مليون دولار، ومصر تستورد بـ64 مليون دولار، وتصدر بـ84.5 مليون دولار إلى تل أبيب.