الاكراد في سوريا تحت وصاية فرنسا وروسيا
سليمان شفيق
الخميس ٣ يناير ٢٠١٩
سليمان شفيق
في اتصال هاتفي يعد الاول من نوعة في العلاقات الفرنسية الروسية خاصة في الشأن السوري اتصل الرئيس الفرنسي ماكرون بالرئيس الروسي بوتين أمس الاربعاء ،ويأتي هذا الاتصال الهاتفي بعد أسبوعين على الإعلان المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا والمقدرة بألفي جندي،وجاء هذا الاتصال في وقت تخشى القوات الكردية المتمركزة شمال سوريا من هجوم تركي هدد به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستهدف قوات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية.
ويؤكد هذا الاتصال ما تتمتع روسيا بنفوذ كبير في سوريا عبر الدعم الكبير الذي تقدمه للنظام في دمشق، وازدادت مسؤولياتها بعد الإعلان عن سحب
القوات الأمريكية من هذا البلد
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي امس الأربعاء، إلى ضرورة العمل على حماية القوات الكردية المشاركة في الحرب على الجهاديين في سوريا، ويأتي هذا الاتصال وسط مخاوف على مصير القوات الكردية المتمركزة شمال سوريا، خاصة مع إعلان واشنطن سحب قواتها من سوريا وتهديدات أنقرة بشن عملية عسكرية شرق الفرات تستهدف "وحدات حماية الشعب الكردية"، كما أكد ماكرون خلال الاتصال على ضرورة استمرار الحرب في سوريا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلا: "هذه المعركة لم تنته بعد ولا تزال متواصلة على الأرض في إطار الائتلاف الدولي""
وأشار بيان للإليزيه إلى أن ماكرون شدد لبوتين "على ضرورة تجنب أي زعزعة للاستقرار يمكن أن يستفيد منها الإرهابيون"، مضيفا "كما شدد أيضا على ضرورة حماية القوات الحليفة داخل الائتلاف، خاصة الأكراد منهم، أخذا بعين الاعتبار التزامهم الثابت بمكافحة الإرهاب الإسلامي".
وبعد أن ركز على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب في سوريا "شدد على الأهمية القصوى لتحمل مجمل القوى المعنية مسؤولياتها لفتح الباب أمام عملية دستورية موثوقة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة" تحت إشراف الأمم المتحدة، حسب البيان نفسه"
في نفس الوقت اعلنت دمشق عن انسحاب 400 عنصر من "الوحدات القتالية الكردية" من منطقة منبج شمال سوريا
ووفق ما اعلنت وزارة الدفاع السورية في بيان الأربعاء انسحاب حوالى 400 عنصر من "الوحدات القتالية الكردية" من منطقة منبج شمال سوريا باتجاه شرق نهر الفرات. من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان( مرصد يمثل المعارضة السورية ) : أن العناصر المنسحبة لا تنتمي لوحدات حماية الشعب الكردية، ولكنها تابعة لميليشيات منضوية تحت تحالف قوات سوريا الديمقراطية. (قوات حماية الشعب هي قوات كردية ايضا ) ،كما أشار المرصد إلى أن تركيا والفصائل الموالية لها قامت أيضا بسحبت تعزيزاتها العسكرية من محيط منبج.
ولكن وزارة الدفاع السورية ردت في بيان رسمي أمس الأربعاء أن حوالى 400 عنصر من "الوحدات القتالية الكردية" انسحبوا من منطقة منبج في شمال البلاد باتجاه شرق الفرات، وذلك تنفيذا لاتفاق تم التوصل إليه يقضي بعودة الحياة إلى طبيعتها في مناطق شمال سوريا بدءا من الأول من يناير 2019
وأضاف البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع "تنفيذا لما تم الاتفاق عليه لعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق في شمال الجمهورية العربية السورية، بدءا من الأول من كانون الثاني لعام 2019 قامت قافلة من الوحدات القتالية الكردية تضم أكثر من 30 سيارة بالانسحاب من منطقة منبج متجهة إلى الشاطئ الشرقي لنهر الفرات"
يأتي ذلك بعد ان أعلن الجيش السوري، الجمعة الماضية ، أنه دخل مدينة مبنج شمالي البلاد، بعد دعوة وجهتها وحدات حماية الشعب الكردية إلى دمشق للسيطرة على المناطق التي ستنسحب منها، وذلك "لحماية المدينة من الهجمات التركية"
وقال الجيش السوري في بيان إنه دخل منبج "مستجيبا لنداء أهالي المدينة"، وقام برفع العلم السوري فيها"، وتعهد "أن يضمن الأمن الكامل لكل المواطنين وغيرهم في منبج
"
وقبل دخول الجيش السوري بدقائق، دعت وحدات حماية الشعب الكردي، الحكومة السورية إلى "تأكيد السيطرة" على المناطق التي تنسحب منها تلك الوحدات، خاصة في مدينة منبج، لـ"حمايتها من الهجمات التركية "
وجاء في البيان الصادر عن وحدات الحماية التركية : " في ظل التهديدات المستمرة من الدولة التركية لتدمير المنطقة وتهجير اهلها المسالمين ، مثلما حدث في جرابلس ، فأن وحدات حماية الشعب نعلن انسحابنا من منطقة منيح ، وندعو القوات السورية التي ننتمي اليها ارضا وشعبا وحدودا الي ارسال قواتها المسلحة لاستلام هذة النقاط وحمايتها من الهجمات التركية ".
اليوم الجمعة اكتمل دخول القوات السورية الي منيح ، وكما يبدو ان ذلك تم بأتفاق روسي تركي من جهة ، وتركي امريكي من جهة اخري .