الأقباط متحدون - اللجنة العليا لمواجهة الاحداث الطائفية
  • ٠١:٢٤
  • السبت , ٥ يناير ٢٠١٩
English version

اللجنة العليا لمواجهة الاحداث الطائفية

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٥٠: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٥ يناير ٢٠١٩

 الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

 بقلم : د . مجدى شحاته

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام قليلة ، قرارا يحمل رقم 602 لسنة 2018 ، بتشكيل اللجنة العليا لمواجهة الاحداث الطائفية . اللجنة برئاسة مستشار رئيس الجمهورية لشئون الامن ومكافحة الارهاب وعضوية ممثل من كل من هيئة عمليات القوات المسلحة والمخابرات العامة وهيئة الرقابة الادارية والامن الوطنى .
 
وتتولى اللجنة العليا لمواجهة الاحداث الطائفية وضع استراتيجية عامة لمنع ومواجهة الاحداث الطائفية ومتابعة تنفيذها وآليات التعامل مع الاحداث الطائفية حال وقوعها ، وتعد اللجنة تقريرا دوريا بنتاج أعمالها وتوصياتها وآليات تنفيذها يعرض على رئيس الجمهورية . ويتم العمل بالقرار منذ نشره بالجريدة الرسمية فى 29 ديسمبر 2018 
 
ان تشكيل اللجنة العليا لمواجهة الاحداث الطائفية ، جاء ليمثل خطوة جادة غير مسبوقة على الطريق الصحيح لمواجهة كافة المتربصين المتطرفين الذين يخططون ليلا ونهارا بغرض النيل من سلامة وأمن واستقرار وتقدم الدولة ، وبث الفتنة وانقسام المجتمع ، والعودة الى نقطة الصفر من خلال الاحداث الطائفية المتكررة ، خاصة فى صعيد مصر ، وبالتحديد محافظة المنيا .
 
ان تشكيل اللجنة العليا لمواجهة الطائفية ، يعتبر اعترافا صريحا بوجود ازمة تقتضى تدخل أعلى الجهات فى الدولة لمنع ومواجهة تلك الازمة ، والتى لايمكن حلها او القضاء عليها بالتدخل الامنى والعسكرى كما هو الحال فى عمليات ( سيناء 2018 ) .
 
كما ان اللجنة العليا لمواجهة الطائفية جاءت بمثابة خطوة هامة وجادة لحل الازمات الطائفية والحيلولة دون وقوعها ومواجهتها بتفعيل القانون بعيدا عن اللجان الصورية والجلسات العرفية المهينة الى تنال من هيبة الدولة وسيادتها ، والتى تنتهى باطلاق سراح الجناة وعدم معاقبتهم بالقانون . 
 
وفى الوقت الذى يشهد فيه العالم كله مدى الانتصارات والنجاحات التى حققتها وتحققها القوات المسلحة المصرية ورجال الشرطة فى ( سيناء 2018 ) ضد الارهاب ، فالمصريون يستبشرون خيرا بقرار تشكيل الجنة العليا لمواجهة الاحداث الطائفية ، بغرض القضاء نهائيا على مثيرى الفتن واصدار الفتاوى الغير مسئولة وتنقية كافة وسائل الاعلام من العناصر الظلامية وكذلك مراقبة شديدة لكل ما يدور فى أروقة وحجرات الدراسة بالمدارس بكل مراحلها والمعاهد والجامعات والتى تعتبر حقلا خصبا لزرع الفتن الطائفية . ولنتذكر دائما ان الارهاب يبدأ فكرا ... رأى متطرف ، فتوى للهدم ، مقال تحريضى ، خطاب طائفى لبث الفرقة وغيرها من معاول الهدم والفرقة والكراهية وعدم قبول الاخر ... 
 
لاشك ان القرار يعمل بقوة على بناء مصر الحديثة ، ونشر السلام المجتمعى والشعور بمزيد من الامن والامان ، وارساء العدالة الاجتماعية ومبدأ المواطنة الحقيقية ، وسيادة القانون والعدالة ، بعيدا عن المسكنات الوهمية والجلسات العرفية التى تنتهك كرامة الدولة والقانون . فى نفس الوقت يأتى قرار تشكيل اللجنة العليا لمواجهة الاحداث الطائفية ، بمثابة دفعة قوية 
 
لكل قطاعات ومؤسسات الدولة للتعاون والتصدى لكل مثيرى التطرف والتشدد الذى يدمر المجتمعات . ويمكن اعتبار اللجنة العليا لمواجهة الاحداث الطائفية ، مدخلا لتجديد الخطاب الدينى ، ودعوة ليعمل كل المصريين جميعا فى بناء وتشكيل الوعى المصرى واعادة الشارع المصرى الى الصورة المشرقة اتى اعتاد العالم كله ان يراها منذ عصور طويلة . تحيا مصر .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع