الحجاج صاحب فضل على المسلمين
عبد المنعم بدوي
الأحد ٦ يناير ٢٠١٩
بقلم : عبد المنعم بدوى
بدعوه كريمه من الدكتور القس أكرام لمعى ، المتحدث الرسمى بأسم الطائفه الأنجيليه ، وأستاذ مقارنة الأديان ، حضرت أمس الجمعه بمقر جمعية الشبان المسيحيه بالقاهره ، ندوه بعنوان " العطاء المسيحى للغة العربيه " ، أوضح من خلالها د. أكرام لمعى أن العطاء المسيحى لم يبدأ عند دخول الأسلام مصر والشرق الأوسط ، لكنه قبل ذلك بكثير ، فكان هناك مسيحيون عرب فى الجزيره العربيه ، قاموا بتطوير اللغة العربيه وتحسينها لأغراض أدبيه ودينيه وذلك قبل ظهور الأسلام بكثير ، تناول د. أكرام عرض تلك الدراسه بأسلوب شيق وممتع .
وبهذه المناسبه أتناول فضل وعطاء الحجاج بن يوسف الثقفى الذى دخل التاريخ على أنه طاغيه وسفاح ، يضرب ويعذب ويقتل من أجل تمكين الأمويين الحكم ، وقد كرهه العرب ونعتوه بأقسى الصفات ، ولم ينسوا له أنه ضرب الكعبه المشرفه بالمنجنيق وقام بهدمها .
ألا أنه فى الحقيقه صاحب فضل على الأسلام والمسلمين ، فهو من قام بأعجام المصحف ، فقد هاله بلبلة الناس فى التلاوه وقراءة القرآن ، نظرا لأن حروف المصحف كانت تكتب بغير ــ نقط ــ ولا تشكل ، فألتبس بعضها البعض ، وكان للحجاج بتوفيق من الله السبق فى أنه قد وقى كلام الله ومنعه من التحريف بأن وضع النقط على الحروف .
ولأدراك أهمية التنقيط ، أن الحاء مثلا أذا وضعت تحتها نقطه صارت جيم وأذا كانت النقطه فوقها صارت خاء ، فعلى سبيل المثال هناك من يرى الحديث " أتق شر من أحسنت اليه " صحته " أبق سر من أحسنت اليه " أى لاتذكر أنك أحسنت اليه وأبقه سرا مراعاة لشعوره ... وأذا تمعنت فى الحديث بالشكل الأول والشكل الثانى تجد أن الحروف متطايقه تماما والخلاف فقط فى التنقيط .
وعن الحجاج يروى انه عندما أشرف على الموت قال له احدهم لقد ملأت البلاد ظلما وجورا ، ولن يمشى فى جنازتك أحد ... فرد عليه الحجاج وهو يعانى سكرات الموت
ـــ أذا مت فأبعثوا مناديا يقول : مات الحجاج فليفرح من ــ لا ــ يموت
ونظرا لأن الموت لاحيلة لنا فيه ... مشت بغداد كلها فى موكب جنازته .عبد المنعم