الأقباط متحدون - المسجد والكنيسة.. تلك هى مصر
  • ١٦:١٥
  • الاثنين , ٧ يناير ٢٠١٩
English version

المسجد والكنيسة.. تلك هى مصر

مقالات مختارة | عباس الطرابيلي

١٥: ١٢ م +02:00 EET

الاثنين ٧ يناير ٢٠١٩

المسجد والكنيسة
المسجد والكنيسة

أن يتم افتتاح المسجد والكنيسة معاً، وفى يوم واحد، تلك رسالة من كل المصريين للعالم كله يطلقها رئيس «كل المصريين»، رسالة تقول إن مصر لا تفرق بين مسلم رسوله يدعى محمدا بن عبدالله.. ومسيحى رسوله يدعى عيسى بن مريم.. وهذه هى أسمى معانى الوحدة الوطنية وليس عبثاً أن يقولها مكرم عبيد باشا، أكبر مسيحى مصرى «إنه مصرى وطناً.. ومسيحى ديناً»، وأن يقولها البابا شنودة الثالث «مصر وطن يعيش فينا» وأن يرددها واحد من أكبر مسيحيى مصر فى عز الصراع الشعبى مع الإنجليز ومع القصر الملكى «لو خيرت يوماً بين وطنى ومسيحيتى لقلت: أنا مصرى أولاً.. وثانياً، وخير لى أن أعيش فى وطن مسلم متحرر من أن أحيا فى وطن يدنسه محتل أجنبى..».

وفى مدينتى دمياط كان بيتنا فى شارع ينتهى يمينه إلى مسجد الشيخ أطعن.. وينتهى يساره إلى أكبر كنيسة فى دمياط.. وكان شارعنا «شارع كليوباترا» هذا يقطعه الشيوخ فى طريقهم إلى المسجد.. ويقطعه القسس فى طريقهم إلى الكنيسة.

وأمس «استن» الرئيس السيسى ووضع أساساً جديداً للعلاقة بين الأقباط المسلمين والأقباط المسيحيين، لأن كلمة قبطى تعنى «مصرى» عندما افتتح فى نفس اليوم أول وأكبر مسجد فى العاصمة الإدارية الجديدة هو مسجد الفتاح العليم.. مع افتتاحه كاتدرائية ميلاد المسيح وكلاهما أبرز مبانى تلك العاصمة، والرئيس بذلك يفتتح عهداً جديداً منذ بدأ يذهب إلى الكاتدرائية المرقسية ليهنئ الأخوة المسيحيين بعيدهم.. وهو سلوك يرد به على المتزمتين الذين يرفضون مجرد تحية المسلم لأخيه المسيحى يوم عيده الكبير.. ضارباً بذلك المثل الحى، والعملى: مبدأ المشاركة والمساواة فى الوطن.

وإذا كانت مصر منذ دخلها نور الإسلام على يد عمرو وتحرص على أن يكون المسجد هو أول بناء ينشأ ويقام فى كل عاصمة عرفتها البلاد منذ الفسطاط والقطائع والقاهرة الفاطمية.. فإن مصر الحديثة «تضع» قاعدة جديدة بأن يقام المسجد والكنيسة معاً، وهى تبنى عاصمتها الإدارية الجديدة، وعلى قدر علمى فإن ذلك لم يحدث فى أى مدينة أو فى أى دولة إسلامية أو غيرها فى أى مكان فى العالم.. وهذا هو قدر مصر.. بل تلك هى الرسالة التى يبعثها شعبنا العظيم للعالم كله معلناًً أننا شعب السماحة والمساواة الأكثر تسامحاً ومساواة فى العالم.

لذلك سيذكر التاريخ للرئيس السيسى هديته المشتركة التى قدمها لكل المصريين: مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة.. وسلمت يداك يا سيادة الرئيس.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع