الأقباط متحدون - البابا تواضروس : ليس بالخبز وحدة يحيا الانسان
  • ٠١:٤٩
  • الثلاثاء , ٨ يناير ٢٠١٩
English version

البابا تواضروس : ليس بالخبز وحدة يحيا الانسان

٤٤: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٨ يناير ٢٠١٩

كلمة البابا تواضروس الثاني
كلمة البابا تواضروس الثاني

 سليمان شفيق 

 
في افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح توقفت كثيرا امام جزء من كلمة البابا تواضروس الثاني ، اذ كرر كلمة المسيح : "ليس بالخبز وحدة يحيا الانسان" ، في دلالة ووضوح للرد علي كثير من المقولات التي تتدوال لنقد المشهد ، وكأن الرئيس السيسي يتناغم معة اذ قال :كرر كلمة البابا تواضروس :" وطن بلا كنائس خيرا من كنائس بلا وطن " ، وشدد السيسي "أنه لن يسمح لأحد أن يؤثر في وحدة المصريين، ولن يكون في مصر فتنة طائفية"،واضاف: "المصريين غرسوا شجرة المحبة، ولازم نحافظ عليها، ونخلي بالنا منها، وثمارها تخرج من مصر للعالم كله" واستطرد ، و"وربنا اللي حفظ مصر لأجل أهلها". 
 
وعاد فذكر كل الشهداء :" "التحية لكل أرواح شهداء المصريين من مسلمين وأقباط مدنيين ورجال أمن الذين سقطوا جراء العمليات الإرهابية، نحن في لحظة مهمة في تاريخنا، إحنا واحد وهنفضل واحد".
 
اما الامام الاكبر فكان يحضر لاول مرة شيخ من شيوخ الاخر والامام الاكبر في كنيسة اثناء الصلاة ، وقال : " الاسلام لايعارض بناء الكنائس ، كما يقول المتطرفين :" لا يجوز في الإسلام بناء الكنائس، فهذا ليس من العلم ولا الحق في شيء، وهذا خطأ شديد" . وحذر فضيلتة :" من استدعاء فتاوى قيلت في زمن معين وظروف خاصة للقول بأنه لا يجوز في الإسلام بناء الكنائس، فهذا ليس من العلم ولا الحق في شيء".
 
توقفت امام تلك الدلالات المهمة ، بل وتمنيت ان يبني الرئيس كنيسة ومسجد في كل قرية من قري الصعيد التي يناوئ فيها الوهابيين بناء الكنائس ، وان نضع تلك الكلمات في درس علي طلاب المدارس.
 
نعود الي ما تبقي واثار الجدل في كلمة الامام الاكبر، حينما تحدث الأكبر في كلمته عن موقف الإسلام من الكنائس ، وقال :": الإسلام أو دولة الإسلام ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين وهذا حكم شرعي، وإذا كان الشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد فإنه وبالقدر ذاته يكلف المسلمين بحماية الكنائس، والمسلمون يتقدمون في حماية الكنائس على إخوتهم المسيحيين، وهذا ليس حكمًا يأتي هكذا مجاملة؛ وإنما هو حكم قائم على آية من القرآن الكريم نحفظها جميعا وإن كان معناها أحيانا وللأسف الشديد يخفى على كثير حتى من المتخصصين، هذه الآية هي التي تكلف أو تأذن للمسلمين بالقتال من أجل الدفاع عن دور العبادة لليهود والمسلمين والمسيحيين معا"
 
هكذا ورغم ان بعض الاقلام تناولت بالنقد بعض كلمات الامام الاكبر مثل :" واسألوا التاريخ ينبئكم أن كنائس مصر معظمها بنيت في عهد المسلمين." واكدوا علي الكنائس بنتيت منذ القرن الاول الميلادي ، اي قبل دخول الاسلام مصر ، الا ان احد لم يلحظ انة حتي "المغالطة التاريخية " حول ان المسيحية دخلت مصر من القرن الاول والاسلام جاء الي مصر 641 ، ولكن هناك دلالة كبيرة لاول زيارة لشيخ الجامع الاكبر علي مر التاريخ لكنيسة اثناء الصلاة ، وايضا قولة الذي يعد فتوي شرعية :" :": الإسلام أو دولة الإسلام ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين وهذا حكم شرعي".
 
هكذا وان كان البعض لهم نقد لاسطورية وتكلفة المسجد والكنيسة فأنهما بنيا من اموال المتبرعين وليسا من ميزانية الدولة ، وكما قال المفكر محمد فرج : "كل حديث من أزهري بالمواطنة أعتبره إيجابي .. وكل دفاع عن حق ممارسة العبادة إيجابي .. وكل اعتراف بحق بناء الكنائس إيجابي .. وكل حديث يردد انه لا إكراه في الدين إيجابي .. وكل حديث يقترب من مبدأ حرية الفكر والعقيدة إيجابي .. لأن مجتمعاتنا مازالت في مراحل بدائية بالنسبة لثقافة التعايش والمواطنة .. وبينما كانت تحاول الخروج من علاقات القبلية والطائفية تعرضت لموجة سلفية وهابية ارتدت بها للقرون الوسطى وعلاقات ما فبل الحداثة الإقطاعية .. لذلك فإن البناء المتزامن والافتتاح المتزامن للمسجد والكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة بحضور سلطة الدولة وراسها ووزرائها ومؤسسة الازهر وراسها ورجالها والكنيسة القبطية ورأسها ورجالها ورؤوس الكنائس المصرية له رمزية ثقافية مهمة .. تحتاج من المثقفين الوطنيين والتقدمبين والحداثيين الاهتمام بها ودفعها باتجاه التوسع لتعميق وتأكيد ثقافة المواطنة"
 
كل تلك الدلالات عبر عنها صاحب القداسة البابا تواضروس في كلمتة : "أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو أول المتبرعين في بناء المسجد والكاتدرائية، مؤكدًا أنه بني بجهود وإبداع المصريين سواء مهندسين أو فنيين أو عمال".وواصل: "وعدت فأوفيت"، وتابع: "السيسي وعد في يناير 2017 ببناء مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح في عام واحد، وقد أوفى بذلك"، واختتم: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، نهتم بالخبز كغذاء للإنسان ولكن الأرواح تجد غذائها هنا، هنا في الأماكن الدينية".
 
تحية للسيسي وشيخ الازهر والبابا وللمعارضين ، لان مدنية مصر تبدأ بالتعددية ، وحرية الكلمة ، لان الكلمة صارت بشرا وحل بيننا واكد علي انة ليس بالخبز وحدة يحيا الانسان .