الأقباط متحدون - الخرباوي: ما أغبانا حين يقودنا الراعي بعصا الدين والأخلاق والشريعة ونحن نهش له يا لله
  • ١٣:١٩
  • الخميس , ١٠ يناير ٢٠١٩
English version

الخرباوي: ما أغبانا حين يقودنا الراعي بعصا الدين والأخلاق والشريعة ونحن نهش له يا لله

أماني موسى

تويتات فيسبوكية

٤٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ١٠ يناير ٢٠١٩

الكاتب ثروت الخرباوي
الكاتب ثروت الخرباوي

كتبت – أماني موسى
قال الكاتب ثروت الخرباوي، عشنا زمنًا في وهم "المدينة الفاضلة" معتقدين أن جماعات "التأسلم السياسي" وفي قلبها جماعة الإخوان هي عاصمة المدينة الفاضلة.

وشدد الخرباوي قائلاً: لكن عند "عودة الوعي" رأيناها على حقيقتها، واكتشفنا أنها جمعيات سرية تقوم على تربية العبيد لدفعهم بعد ذلك إلى ارتكاب جرائم يخترقون بها المنظومة القانونية والاجتماعية للبلاد بادعاء إن مجتمعاتنا تعيش في جاهلية أشد وطأة من جاهلية القرون الأولى.

وتابع في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، لذلك كان الوسيلة الأولى لهذه الجماعات هو تكبيل الفرد في سلسلة بشرية طويلة أشبه ما تكون بسلسلة العبيد التي كانت تُحمل إلى أمريكا من بداية القرن السادس عشر، الفارق أن «كونتا كنتى» الشاب الإفريقي المسكين الذي كان يتم أسره من غرب إفريقيا قهرًا وغصبًا ليدخل في سلسلة المستعبدين، كان لا ينفك عن التمرد على العبودية إلى أن يستنيم لها مجبرًا، ولكنه يظل أبد الآبدين مستعبد الجسد طليق الروح والنَّفْس، ثم تخرج من صلبه بعد ذلك أجيال لا تعرف إلا العبودية فتظنها الحياة وحينها تكون هذه الأجيال هي أعدى أعداء الحرية، ويكون السجان هو سيدها وقُرَّة عينها، أما الذي يفتح لها الأبواب المغلَّقة لتنطلق إلى حريتها فهو العدو الذي يجب أن تقاومه.

وأضاف الخرباوي، عبودية التنظيمات الحديدية هي أشد وأنكى من عبودية «كونتا كنتى» إذ إنها عبودية الأجساد والأرواح والأنفس، هي أشبه ما تكون بقصة «فاوست»، الذي كان يبحث عن «حجر الفلاسفة» فباع برغبته روحه للشيطان، ما أقسى أن ترهن روحك لآخرين حتى ولو كانوا ملائكة، وما أروع أن تكون لله وحده، حين قرأت ترجمة الفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوى لقصة «فاوست» لجوتة، أدركت أن شقاء الإنسان لا يكون إلا بفعله، ولكن هل يدرك الإنسان حجم المأساة التي تنتج عن تفريطه في حريته!

لا شك أنه قد لا يدرك عمق المأساة وقت التفريط فى الحرية، ولكنه قد يعرف فداحة فعله بعد حين، وقد يظل عمره كله جاهلا ما وقع فيه، انظروا إلى هذا الشاب غض الإهاب، الذى لم يُعجم عوده بعد، والذى تدفعه عاطفته الدينية إلى الوقوف في صف السلسلة البشرية المستعبدة منتظرًا دوره في التكبيل التنظيمي على أحرّ من الجمر وكأنه يتعبد لله حين يصبح فردًا يقوده راعى البشر، ما أغبانا حين يقودنا الراعي بعصا الدين والأخلاق والشريعة، ونحن نهش له، يا لله! كم من العبوديات تُرتكب باسم الله، أصاب طاغور الحكيم حين قال «ثقيلة هى قيودى والحرية هى مناىَ ولكننى لا أستطيع أن أحبو إليها، فمن استعبدونى رفعوا لافتات الفضيلة وجعلوها حائطا بينى وبين حريتى».