الحقوق الضائعة
بقلم: ميلاد إلياس
نحن مع الثورة ومع كل أهدافها؛ عدالة، حرية، مساواة، كرامة، مواطنة، ومع كل ما ينادي به المواطن من حقوق مشروعة وما قام به الشباب والتف حوله كل فئات الشعب كان خيال وصعب المنال ولكن دعم القوات المسلحة وانحيازها لمطالب الشعب وتوفيق من الله سبحانه وتعالى، تم تحقيق الخيال من ثورة بيضاء اقتصت من الظالمين ومن الذين أهانوا كرامته .
ولكن هناك فئة من الشعب ظلمت ليست من قيام الثورة، ولكن من انهيار جهاز الأمن، هذه الفئة هي الأساتذة المحامون وموكليهم وخاصة خارج نطاق محافظة القاهرة .
هناك عدد كبير من القضايا التي تم رفعها من مواطنين أصحاب حقوق عند غيرهم، وتم الفصل فيها نهائيًا ومرت بجميع مراحل التقاضي وأصدرت فيها أحكام نهائية وواجبة التنفيذ، ولكن لم ولن تنفذ.... لماذا؟!
لأنه حتى الآن منذ قيام الثورة جهاز تنفيذ الأحكام التابع لوزارة الداخلية لم يقم حتى الآن بأي عملية لتنفيذ الأحكام. أنا أطالب كل مديرية أمن على مستوى الجمهورية بتقديم ليس أسماء ولكن عدد المحكوم عليهم، ومطلوبين لتنفيذ أحكام منذ قيام الثورة حتى اليوم، أنا متاكد أن الرقم مخيف.
وأمام كل واحد من المطلوبين كم من الناس مجنى عليهم وضائع حقهم، وهل ستستمر الشرطة في عدم تنفيذ الأحكام؟ إلى متى؟ هل إلى أن يقوم كل مجني عليه بأخذ حقه بيده وتحدث جرائم أخرى ومتهمين جدد؟ أنا أقول لو استمر الحال لمدة سنة أخرى، سوف لا تتسع سجون مصر لإيواء هؤلاء المتهمين.
إن عدم تنفيذ الأحكام هذا أدى إلى أنه يرى المجنى عليه الجاني أمامه، ولا يستطيع عمل أي شيء له ‘لا الغيظ ويكتم غيظة لأنه يرى عدم تطبيق العدالة، وقد يؤدي إلى تنفيذ القانون بيده ليخلق نوعًا من العداوة والثأر لا تنتهي.
كم من القضايا المرتبطة بإيصالات أمانة وشيكات وتداولت في القضاء، حتى المراحل النهائية والجاني حر طليق، وضياع حقوق أصحاب الأموال، وهناك مشكلة أخرى مرتبطة بأتعاب السيد المحامي، وهي أنه لا يأخذ أتعابه من موكله إلا بعد تنفيذ الحكم الصادر لصالحه، وليست العبرة بالحكم بل بتنفيذ الحكم، مما بخلق توترًا بين المحامي وموكله، ويضيع حق المحامي.
إن عدم تنفيذ الأحكام سوف ينشئ جيلًا من البلطجية وأصحاب السوابق والمجرمين، هؤلاء هم أعداء الثورة، هؤلاء هم أصحاب الثورة المضادة، هؤلاء هم الذين بنشرون الفوضى، حيث أنه لا رادع لهم.
وأيضا هناك ظاهرة غريبة وشديدة الخطورة وهي الأفراح التي تقام في المناطق الشعبية والعشوائية والريف، وكأن الثورة هي التي أعطتهم الحق في تعاطي كل أنواع المخدرات. في هذه الأفراح تتواجد كميات كبيرة من البانجو والحشيش وزجاجات البيرة، ولكل المستويات وكل الأعمار وبشكل عادي توزع لفافات البانجو عيني عينك، وقطع الحشيش وكأنها قطع من الحلوى، ونستمر هذة الأفراح لبعد طلوع الفجر، ويكون الجميع في حالة سكر غير طبيعية وتنتشر الجرائم، ولا يوجد أي تواجد أمني ولا يقدر أي ضابط شرطة مهما كان معه من قوة دخول هذه الأفراح أو منع هذه الجرائم، لأنها تتم تحت سمع وبصر جهاز الأمن الذي يقف أمامها مكتوف الأيدي بعد الثورة، لخوف أي ضابط من إثارة الناس وانقلابهم عليه.
المشكلة في أن أكثر المتناولين لهذه المواد هم غالبيتهم من الشباب.. الشباب الذي من المفروض أن يبني ويعمر. إن عدم وضع حدًا لهذه الظاهرة سوف ينتج جيلًا مدمنًا لا يتحمل المسئولية، فلدينا عدد كبير جدًا من المطلوبين لدخول السجون، وسيصبح لدينا جيلًا مدمنًا. كم ظلمت أيتها الثورة النبيلة.. وكم من أولادك وشبابك فهم الثورة صح؟
إنني أنادي كل شباب الثورة النبيل الطاهر، وأدعو كل الحركات السياسية، وأدعو كل الأحزاب وكل الائتلافات وكل القوى السياسية الموجودة على الساحة أن نترك الاختلافات جانبًا، وأن نتحد كلنا في مساعدة جهاز الأمن في فرض سيطرته وهيمنته القانونية على الشارع المصري، وإعادة حالة الانضباط للشارع المصري، فلتفق جميعًا على هدف واحد وهو الأمن الداخلي، أمن المواطن، وحق المواطن في الأمن الضائع، لابد من توعية الشباب بالأخطار المحيطة بنا وكيفية مواجهتها وخاصة علاقتنا بإسرائيل وكيف لو لا قدر الله إن قامت حرب بيننا وبين إسرائيل؟ هل هو هذا الشباب المدمن البلطجي المطلوب للسجون هو من يدافع عن مصر؟ عن وطنه؟
حفظ الله مصر.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :