كتب – محرر الأقباط متحدون أ. م
رد الكاتب والباحث إسلام بحيري على كلمة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أثناء افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح، بأن جميع الكنائس بنيت في عهد الإسلام، وأن ما يروّجه الإرهابيين حول هدم الكنائس في الدول الإسلامية هو محض افتراء.
وقال بحيري في برنامجه "البوصلة" المقدم عبر شاشة TEN، ما سأقوله هو مشكلة المشاكل بين الإصلاحيين وبين المتمسكين بالتراث على أنه لا يخطأ، وهي لب الصراع الدائر منذ 7 سنين.
حيث قال فضيلة الإمام الأكبر مستشهدًا بآية قرآنية تقول: " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)".
حكم المذاهب الأربعة بخلاف القرآن الكريم في شأن بناء الكنائس
وتساءل بحيري، يا فضيلة الإمام أتفق معك في هذا الكلام، وأن الكنائس هي بيت الله ويذكر فيها اسم الله، ولكن كيف تكون الآية معبرة عن الإسلام وهو صحيح وحكم المذاهب الأربعة بخلاف ذلك؟
عن ابن داوود: تبنى كنيسة في الإسلام ولا يجدد ما خرب منها"
وأوضح بحيري أن هذا إجماع وليس آراء فقهية فردية، واستشهد ببعض الأحاديث التي يستند إليها المتطرفين في هدم وتفجير الكنائس، قائلاً: روى أحمد بن داوود (لا تصلح قبلتان في أرض واحدة ، وليس على المسلمين جزية ).
وحديث آخر عن عمر بن الخطاب "لا تبنى كنيسة في الإسلام ولا يجدد ما خرب منها".
كل مصر لا تبنى فيه بيعة ولا كنيسة ولا يضرب فيه ناقوس ولا يباع فيه لحم خنزير
وروى البيهقى عن ابن عباس قال : كل مصر "مصَّره المسلمون" لا تبنى فيه بيعة و لا كنيسة و لا يضرب فيه ناقوس و لا يباع فيه لحم خنزير، وهو حديث ضعيف.
وآخر، أخرج البيهقى : كتب إلينا عمر: أدبوا الخيل ، ولا يرفع بين ظهرانيكم الصليب ولا تجاوركم الخنازير. وسنده ضعيف أيضًا.
الشافعية: يمنع أهل الذمة من إحداث كنيسة وبيعة وصومعة للرهبان
وجاء في كتاب "الإقناع "للخطيب وحاشية عوض عليه (ج 2 ص 265، 66 2) في فقه الشافعية أنه يمنع أهل الذمة من إحداث كنيسة وبيعة وصومعة للرهبان في بلد أحدثنا كبغداد والقاهرة [المسماة بمصر الآن] وذلك لما روى أنه صلى الله عليه و سلم قال "لا تبنى كنيسة في الإسلام"، ولأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز في دار الإسلام . فإن بنوا ذلك هُدم، سواء شرط عليهم أم لا.
المالكية: لا يجوز أن يمكنوا من الزيادة في تحديثها لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر
وتابع بحيري، كما جاء في تفسير القرطبي (ج 12 ص 70)وهو مالكي المذهب ، في المسألة الخامسة ، قال ابن خويزمنداد : تضمنت هذه الآية - وهى آية { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع . . } [ الحج : 40 ] المنع من هدم كنائس أهل الذمة وبيعهم وبيوت نيرانهم ، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن، ولا يزيدون فى البنيان لا سعة ولا ارتفاعًا، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها، وينقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس ، وإنما لم بنقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة ، لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة ، ولا يجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر، وعلق بحيري بقوله: عشان تعرفوا اللي بيحصل في الكنايس انهاردة.
الحنبلي: ما مصَّره المسلمون لا يجوز فيه إحداث كنيسة ولا بيعة ولا مجتمع لصلاتهم
وأضاف، جاء في كتاب المغنى (ج . 1 ص 609) لابن قدامة الحنبلي:
ما مصَّره المسلمون ، كالبصرة والكوفة وبغداد وواسط ، فلا يجوز فيه إحداث كنيسة ولا بيعة ولا مجتمع لصلاتهم، ولا يجوز صلحهم على ذلك، بدليل ما رواه أحمد عن ابن عباس: أيما مصر مصرته العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه بيعة ولا يضربوا فيه ناقوسًا، و لا يشربوا فيه خمرًا، ولا يتخذوا فيه خنزيرًا.. وما وجد في هذه البلاد من البيع والكنائس مثل كنيسة الروم في بغداد فهذه كانت في قرى أهل الذمة فأقرت على ما كانت عليه .
والقسم الثاني: ما فتحه المسلمون عنوة، فلا يجوز إحداث شيء من ذلك فيه، لأنها صارت ملكًا للمسلمين، وما كان فيه من ذلك ففيه وجهان: أحدهما يجب هدمه وتحرم تبقيته، والثاني يجوز.
الشافعي حرم عمل المسلمين في بناء الكنائس أو إصلاحها
واستطرد بحيري، الإمام الشافعي حرم مشاركة عمال مسلمين في بناء أو إصلاح كنيسة، وأن الكراهة هنا تعني التحريم، فمن اعتقد أن الكنائس هي بيوت الله وأن الله يُعبَد فيها أو أن ما يفعله اليهود والنصارى عبادة لله، وأن ذلك قربة أو طاعة فهو كافر.
ابن تيمية: من يؤمن أن الكنائس هي بيت الله كافر ومرتد
وعلق بحيري، أي أن من يؤمن في قلبه بأن الكنيسة مكان لله هو كافر! مشددًا أن الله أقر في القرآن الكريم أن الكنائس هي بيت الله ويذكر فيها اسمه، بينما السنة لها رأي مخالف، مضيفًا: "أكيد ابن تيمية إما مقراش القرآن أو أن ربنا له دين وابن تيمية له دين آخر".
وأستطرد بحيري يقرأ لابن تيمية بأن من اعتقد أن زيارة أهل الذمة لكنائسهم قربة لله فهو مرتد.
إسلام بحيري: كثير جدًا من التراث لا علاقة له بالقرآن الكريم
وشدد بحيري، أن كتاب أحكام أهل الذمة، لابن القيم لهدم كنائس مصر والقاهرة.
وقال بحيري، هذا جزء من إجماع الأئمة الأربعة، فكيف لشيخ الأزهر أن يقول أنه ليس من العلم الاستناد إلى فتاوى كانت في سياق تاريخي معين، وأن هذه
الأحاديث لم ترد في وقت ضعف أو حروب أو ما شابه، متساءلاً: ليه الإصرار؟
وشدد، مش هنفضل ندافع عن كتب التراث، لازم ندافع عن الحقيقة ونقول لإيقاف ما يستند إليه المتطرفين؟ وبأن كثير جدًا من التراث لا علاقة له بالقرآن الكريم.