بقلم :أنور عصمت السادات

11 سبتمبر شاهد على الأحداث سنوات مضت ، ولا تزال أحداث الحادى عشر من سبتمبر محفورة فى الأذهان ، فقد مضى قرابة عقد من الزمان ولم تنتهى الشكوك التى ثارت حول ما إذا كانت تلك التفجيرات بتدبير من قوى داخلية أمريكية بإشراف وتنفيذ إدارة الرئيس السابق / جورج بوش لتبرير إجتياح العراق وأفغانستان ، أم أنها ضربة بن لادن ، لكن يبقى الأهم. وهوأن الربيع العربى الذى نعيشه الآن يضعنا جميعاً على أعتاب مرحلة جديدة بآمال وتطلعات كبرى لعصور وأجيال أدركت معنى الحرية والعدالة والإستقرار وحب الآخر ، حتى وإن كانت هناك بعض المشاعر المعادية التى حان الوقت لأن تتبخر. لا شك أن الشعوب التى عرفت طريقها إلى الشارع وقدمت أرواحها من أجل أن يعيش الآخرين بعزة وكرامة ، لن يستطيع أحد أن يمنعها أو يحجمها إذا ما شعرت بالظلم ، ولعل هذا يستوجب أن تتغير سياسات الدول والمنظمات العربية والعالمية تجاة الشعوب ، ويعرفوا حق الآخر. فرضت أحداث الحادى عشر من سبتمبر بذاتها عهد جديد ، جربنا فيه الحرب على الإرهاب ، وأنفقنا فيه مليارات الدولارات ، وضيقنا على بعض الأنشطة وبعض الجماعات ،

 

لكننا فى المقابل لم نجرب أن نشق الطريق إلى الديمقراطية، ولا نظل ندفع الثمن من نفوس وأرواح بريئة تذهب كل يوم بلا ذنب. كنا جميعاً ضحايا لفساد وبطالة وقمع وكبت للحريات وغلاء المعيشة، ونجحت ثورتنا ، وحان الوقت لتتوحد مطالبنا وأهدافنا ونسعى لتحقيقها \" أحزاب ونقابات ومنظمات \" ونغير المجتمع تدريجياً ، ونتغير معه ، ونعيش حياة آمنة بلا صراعات أو تطرف أو إرهاب. شاهدنا ميدان التحرير وجلسنا فيه ، إختلفت الأفكار لكن إتفقت الأهداف ، وإنتصر الجيش لإرادة الشعب ، ولا يبقى إلى أن نتطلع إلى الغد بمجتمع ديمقراطى سليم ، يرفض الأفكار النمطية والهدامة ، ولا يرضى الإرهاب وترويع الآمنين. إن أحداث الحادى عشر من سبتمبر تفرض علينا جميعاً أن نبادر بتأسيس وطننا على أسس ونظم وآليات جديدة .. تحارب الإرهاب وتتصدى للفساد وتسعى لإطلاق الحريات فى نطاق عادل يضمن آمن وإستقرار المجتمعات ، وليعلم داعمى الفوضى ومتبنى الأفكار المتطرفة والخبيثة أن مخططاتهم مصيرها إلى زوال ، وسيذهبوا حتماً إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم.