الأقباط متحدون - استشاري نفسي عن واقعة الحضن: الهجوم المبالغ يعكس حجم الكبت الجنسي اللي في المجتمع
  • ٢٣:٤٤
  • الاثنين , ٢١ يناير ٢٠١٩
English version

استشاري نفسي عن واقعة الحضن: الهجوم المبالغ يعكس حجم الكبت الجنسي اللي في المجتمع

أماني موسى

تويتات فيسبوكية

٠٦: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ٢١ يناير ٢٠١٩

 د. نبيل القط، الاستشاري النفسي
د. نبيل القط، الاستشاري النفسي

كتبت – أماني موسى
قال د. نبيل القط، الاستشاري النفسي، عن واقعة الحضن الشهيرة، أن الحضن هو دلالة حب وليس كره.

وأضاف في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، "بنحضن بعض لما بنتلاقى ولما بنفترق، وبنحضن بعض لما بنفرح او نحزن وبنحضن أي حد حتى لو منعرفهوش لما بنتحمس قوي زي في ماتشات الكورة، وبنحضن بعض لما بنشتاق أو بنندهش، وبنحضن لما بنتوجع وبنحضن لما بنشكر بعض، وبنحضن لما بنحب، وبنحضن طبعًا لما بنستثار جنسيًا، لكن عمرنا ما بنحضن لما بنكره أو نغضب من بعض.

وأضاف القط، في بعض العائلات في قريتي ممكن أبناء وبنات العمومة يسلموا ويودعوا بعض بالحضن، متساءلاً: لماذا هاج المجتمع لحضن شاب لفتاة أمام الجموع طلبًا ليدها، كتعبير عن الفرحة والاندهاش والامتنان المجتمع في عمومه رسميًا وشعبيًا؟ لماذا طالبا بحرمانهم من التعليم والبعض طالب بقتل البنت تحديدًا؟

واستطرد القط بقوله، طبعًا الحضن ثقافة بتختلف من مكان لمكان لكن القسوة والاستهجان الجماعي دة له دلالاته القوية جدًا على الحالة العاطفية للمجتمع بتاعنا.

من وجهة نظر التحليل النفسي لما بتكون عندنا مشاعر قوية جدًا ضد شيء بالكراهية أو الاشمئزاز أو الغضب فإحنا غالبًا بنكون محرومين من الشيء ده، وفي أمس الحاجة له، أو نفسنا فيه، وده معناه إننا مجتمع محروم من الحضن أو الحنان أو الحب، سميها زي ما تحب وكل حسب نوع حرمانه وده بيفسر القسوة اللي أتعاملت بيها الجامعة وأتعامل بيها الناس مع الموضوع، والقسوة دي بقت منتشرة سواء في العلاقات بين الأفراد أو المجوعات المختلفة.
وتابع، رغم إن الحضن بين الطالب والطالبة كان تعبير عن الفرحة والاندهاش وكمان كان حضن علني أمام الجميع تم فهمه على انه فعل جنسي، رغم علانيته، وده بيوضح حجم الكبت الجنسي اللي في المجتمع، والإنسان المحروم والمكبوت جنسيًا بيفهم أي حاجة بتحصل بين ولد وبنت على أنها فعل جنسي مباشر وده يفسر دعوات الهجوم والعقاب.

من ناحية تانية القسوة اللي ظهرت في التعامل مع الولد والبنت وعموميتها علامة خطر على افتقاد مجتمعنا للرحمة عند الاختلاف أو حتى الخطأ والعنف في حل الخلافات الثقافية وطبعا الأخلاقية والدينية .

واقعة الحضن بتخلينا نعيد النظر فينا وفي انحيازاتنا الأخلاقية وتوجهنا الإنساني ومفاهيمنا اللي ضاقت وعملت كل سلوك إنساني على انه فعل جنسي مجرم.

ياريت نحضن بعض اكتر عشان نزود الحنان جوانا ونخفف من قسوة قلوبنا، ونحضن أطفالنا ونعلمهم يحضنوا بعض ونحضن أصحابنا ونكتر من الحضن لعل وعسى نرق ونستعيد بعض الحنان في حياتنا وعلاقتنا.