السودان انتفاضة بلا توقف والغرب ينتقد استخدام العنف
سليمان شفيق
٤٧:
٠٢
م +02:00 EET
الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٩
سليمان شفيق
وكان الاف الأشخاص قد تظاهروا امس الاثنين ، في مدينة أم درمان السودانية قبيل تشيع جنازة متظاهر توفي في المستشفى متأثرا بجروح كان قد أصيب بها خلال مظاهرة ضد الحكومة الأسبوع الماضي ، وكان المتظاهرون يهتفون: "حرية، حرية"، "يسقط بس، يسقط بس". ويأتي ذلك وسط دعوات لمظاهرات جديدة.
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية، المرتبطة باتحاد المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات،
مقتل المتظاهر، وقالت اللجنة في بيان إن المتظاهر "جرح الخميس، لكنه توفي اليوم في المستشفى""
وكان الضحية يعمل مهندسا، وقال صديق له لم يذكر اسمة، لوكالة الأنباء الفرنسية: "أنا أحضر جنازة صديقي الذي كان يعمل كمهندس"، موضحا أن المتظاهر المتوفي أصيب في شرق الخرطوم في حي بوري الذي شهد اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الخميس"
وأكدت الشرطة أن شخصين آخرين قتلا خلال اشتباكات الخميس في بوري، أحدهم كان طبيبا، وهو ما أكدته لجنة الأطباء السودانيين أيضا
وشارك أطباء الاثنين بلباسهم الأبيض في اعتصام صامت أمام مستشفى أحمد قاسم، حيث كان الطبيب القتيل يعمل، وبعضهم حمل لافتة كتب عليها: "قتل طبيب يعني قتل أمة.
على جانب آخر، ذكر شهود أن مئات الأشخاص احتجوا في مدينة أم درمان اليوم الثلاثاء ،مرددين هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، وذلك بعدما أعلنت أسرة رجل أصيب بعيار ناري في احتجاج مناهض للحكومة وفاته متأثرا بجروحه.
وتوفي الفاتح عمر النمير الذي يعمل مهندسا تحت التمرين "متأثرا بإصابته بطلق ناري في تجويف العين . وقالت سارة جاكسون نائبة مدير برنامج شرق أفريقيا في منظمة العفو الدولية الجمعة إنه "أمر مروع استمرار أجهزة الأمن السودانية في استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين والذين يقدمون خدمات رئيسية كالأطباء".
ودعا اتحاد المهنيين إلى مظاهرات ليل الثلاثاء في الخرطوم وأم درمان،. ومن المقرر تنظيم مظاهرات اخري .. وكانت الاحتجاجات قد بدات منذ 19 ديسمبر الماضي ، وتحولت بسرعة إلى احتجاجات ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود، أدت إلى مقتل 26 شخصا حتى الآن بحسب مسؤولين، في حين تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى يتجاوز40 الـ قتيلا .
ونفى متحدث باسم الشرطة أن يكون أي طفل لقى حتفه وقال إنه لم يجر إطلاق الذخيرة الحية منذ بدء الاحتجاجات، وحمل البشير "مندسين" مسؤولية مقتل الطبيب.
قامت قوات الشرطة السودانية الخميس بتفريق متظاهرين بالغاز المسيل للدموع، كانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي في الخرطوم. ونظمت هذه المظاهرة لدعوة الرئيس عمر البشير إلى التنحي عن السلطة. فيما انضمت كسلا للمدن "المنتفضة" حيث شهدت أول مظاهرة مناهضة للحكومة.
فرقت الشرطة الخميس بالغاز المسيل للدموع متظاهرين مناهضين للحكومة، كانوا متجهين نحو القصر الرئاسي في الخرطوم، لدعوة الرئيس عمر البشير إلى التنحي، وذلك بعد أربعة أسابيع على بدء حركة الاحتجاج في البلاد.
واعتبارا من الصباح، انتشرت عناصر من قوات الأمن على طول الطرق المؤدية إلى القصر. وشوهدت آليات عسكرية متمركزة أمام القصر. وحصلت تظاهرات أيضا في منطقتي بورتسودان والقضارف (شرق)، بحسب شهود.
وفي كسلا، فرقت الشرطة السودانية الأربعاء بقنابل الغاز المسيل للدموع مظاهرة جديدة مناهضة للحكومة، هي الأولى في هذه المدينة الواقعة شرق السودان، منذ بدء حركة الاحتجاج في البلاد قبل أربعة أسابيع، كما أفاد شهود، ويعاني السكان من نقص دائم في المواد الغذائية والمحروقات في العاصمة والمدن الأخرى، بينما تشهد أسعار الأدوية وبعض المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا في التضخم.
في وسط تلك الاحداث وجهت دول غربية دعوات في مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي ،لاحترام حقوق المتظاهرين المناهضين للحكومة والتحقيق في العنف الذي أدى إلى مقتل العديد منهم.
ويلتقي المجلس لبحث الوضع في إقليم دارفور المضطرب، إلا أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول أثارت مخاوف جدية بشأن العنف ضد المتظاهرين.
وانتقدت بريطانيا ما وصفته بالاستخدام "غير المقبول" للقوة القاتلة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين".
وقال نائب السفير البريطاني في المجلس جوناثان آلن "نحن مستاؤون للغاية من تقارير بأن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والعنف داخل مستشفيات ضد من يتلقون العلاج وضد الأطباء الذين يقدمون المساعدة الطبية".
وقال السفير السوداني للمجلس أن حكومته "ملتزمة تماما بمنح المواطنين الفرصة للتعبير سلميا عن آرائهم"، إلا أنها تتصرف "لحماية حياة الناس والممتلكات العامة ضد التخريب وإشعال الحرائق وضد جميع أشكال العنف التي يرتكبها بعض المتظاهرين".
وحثت الولايات المتحدة السودان على احترام حرية التعبير ودعت إلى الإفراج عن محتجين ونشطاء، وقالت إنه يجب التحقيق فورا في مقتل متظاهرين.
وصرح المنسق السياسي الأمريكي رودني هنتر أنه بعد إجراء تحقيق شفاف، "يجب أن تجري محاسبة المسؤولين عن استخدام العنف المفرط".
ودعت فرنسا جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتهدئة الوضع، وقالت إن على الحكومة احترام حرية التجمع وحرية التعبير.
من جهة اخري ،أعلنت وكالة الأنباء القطرية الاثنين أن الرئيس السوداني عمر البشير سيزور الدوحة الثلاثاء، على أن يستقبله الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأربعاء، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لحكومته في 19 ديسمبر الماضي. من جهة أخرى، سيتم بحث العلاقات الأخوية بين البلدين وآفاق تعزيزها، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك .
الكلمات المتعلقة