الزبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاله
صفنات فعنييح
٤٥:
٠٢
م +02:00 EET
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٩
دكتور صفنات فعنييح
عنوان مقذذ .. قد ينفر منه الكثير .. ولم اكن اتوقع ان قلمي يأتي الي
الزباله كي يكتب عنها ..
عادة الناس تتخلص من الزباله .. ولا تفكر بها انها مجرد زباله .. نفايه
عادةً لا قيمة لها .. ولا يبحث أحد او حتي يفكر ولو للحظه واحده
في الأحتفاظ بها .. إنها زباله .....
في مصر .. حيث مهبط التخلف والهمجيه .. للاسف اصبحت كذلك
الناس تتخلص من الزباله بإلقاؤها من البلكونات .. وكأنها قنابل يلقونها
فتنفجر عند ارتطامها بارضية الشارع وتذهب متناثره في كل مكان
يحدث هذا بالليل .. بعيد عن الأعين .. ويتحول الشارع المصري
الي مقلب زباله ضخم وتحولت المدن المصريه الي مقالب زباله
عموميه تختلط بالمجاري الطافحه فتحولت مصر مقبره لناسها
واصبح المصريين يعيشون في مدافن مفروشه
وكأنهما حكموا علي انفسهم بالموت وهم احياء
هذه هيا مصرنا للاسف وكيف حولها ناسها لمدافن
الغريب والأغرب من الغرابه
هناك انواع أخري من الزباله هيا عشق المصريين.. يقومون وينامون
بها .. رائحتها تسكن ارواحهم .. يستنشقونها وكأنها ريحه السماء
تنام في مسطحات بين رؤسهم ووسادتهم .. يحتفظون بها كمقدسات
يرون عندها نهايه الحياه .. هيا الحياه وهيا الحياة الأبديه التي
يطمحون في الحصول عليها .. يسلمونها امانه للاجيال القادمه
ويضعون النصائح الصارمه بعدم التفريط فيها والتضحيه من اجلها
وحمايتها والموت في سبيلها .... منها
التخـــــلـــــــــــــــــــف ..
التخلف زباله تعيش في قلب المصريين وتملئ كافه حجرات قلوبهم
يسير التخلف في دورات دماء المصريين .. واصبح جزء لا يتجزأ من
كروشهم التي تمدد امامهم .
لا يجرؤ احد بالحديث عنه او مجرد الكلام عن اخراجه خارج فكر
المصريين
هناك حراس الظلام .. حراس التخلف .. يقفون بالمرصاد لكل من
تسول له نفسه ان يقود الشعب المصري ان يخرج من صحاري
الظلام وغياهب التخلف الي النور .. يغتالونه يضعونه في زنزنات
ازدراء الأديان .. يعدموه يذبحونه ...
في مصر ممنوع الخروج من زنازين وسجون التخلف .. فالتخلف
هوا الشئ الوحيدالذي يأوي المصريين .....
حرية المعتقد ....
نوع آخر من الزباله يعيش في صرصور آذان المصريين .. بل يعيش
في آفاق سكان الارض .. حريه المعتقد يعني الأنسان ببساطه حر
فيما يعتقد .. الكلام ده كلام فارغ وأثبت فشله حتي اذا كانوا يتشدقون
به عالميا ويضعونه في مقدمات دساتيرهم ..
جعلوا كل الناس يعتقدون ان حريه المعتقد هيا دستور الحريات ....
فكل مجموعه من خلق الله .. انزوت علي جنب وعملت لها معتقد
ولكي يكتسب المعتقد المصداقيه ويصبح من المسلمات قالوا ..كل
مجموعه .. المعتقد ده من عند ربنا .. خلاص اصبح مطلق
ويؤخذ به .. الكلام ده ذي ما بيقولوا في مصر نقيع براطيش
لابد من تقنين المعتفدات كي تصل لاقرب نقطه من الحقيقه المطلقه
فينقطع منها الجدل .. وتسير المراكب في اتجاه واحد ....
يعني ايه الكلام ده .. يعني ايه ان حريه المعتقد هيا نوع آخر من
الزباله المحببه للمصريين ....
لنترك الاتجاهات العالميه في مفهوم حريه المعتقد عالميا ونذهب الي
مصرنا التي مزقها القهر بسبب حريه المعتقد ..
انا لا أطالب بحرق حريه المعتقد .. ولكني اطالب ان ترقي حريه
المعتقد ..الي تقنيات قوامها الكلي هوا الحق .. فتنقطع البلبله وينتهي
الاجتهاد .. وتنتحر الفتاوي ويهرب السراب
ويركع الجميع في محراب الحق فتهدأ الدنيا
نكمل الحديث عن زباله حريه المعتقد في مقال
آخر
تكلمت في المقال الاول عن نوعين من الزباله .. زباله يلقون بها من
البلكونات .. ونوع آخر من الزباله يعشقه المصريين وهوا التخلف
وحريه المعتقد .. وتكلمت عن التخلف .. وأردت هنا في هذا المقال
ان نتكلم عن حرية المعتقد ....
أجازت كل دساتير العالم حرية المعتقد لكل الناس من حق كل واحد
ان يعتقد في اي شئ ..لا حجر علي اي انسان في ان يعتقد في اي
شئ انا شخصيا قابلت انسان حكي لي عن الملك المتوفي هيلسلاسي
ملك الحبشه بقدسيه خياليه .. وكأن الرب الأله يستشير هيلسلاسي
في إدارة هذا الكون .. اعتقاد .. هذا الشخص يعتقد في ذلك
ناس آخرون يقدسون البقره ويعبدونها .. في الهند.. واناس آخرين
هنا وهناك وكل يعتقد في شئ مختلف .. ومعظم هذه المعتقدات
مولوده من فكر الناس .. لم تأتي من المريخ مثلا ....
وبالرغم ان هذا يسمي بفوضي الفكر البشري الا انه موجود .. ان
البشر من حقهم يعتقدون فيما يشاؤون ....
ثم تطرق موضوع حرية الإعتقاد ..الي محاوله فرض المعتقد علي
الآخرين .. ورفض الآخر ومعتقده حتي اذا ادي ذلك للموت للذبح
وهنا أدت الفوضي .. فوضي حريه المعتقد الي الهمجيه ..
والهمجيه ضغطت علي مناطق الوجع .. وجع البشر .. وازادت
الناس إيلاماً .. وجع ومالوش دوا ....
في مصرنا
في مصرنا الوجع اعلي من هامة المصريين .. واطول من طولهم
المعتاد .. عندنا في مصر ألم سببه حرية المعتقد .....
هذا يدفعنا الي ان نتكلم عن حرية المعتقد كزباله من نوع متخصص
يفجر كيان الشعب المصري ..
كيف يتوحد الفكر في مصر .. ونلقي هذه الزباله في مقالب الزباله
لابد من دراسه تاريخ البشر دراسه دقيقه جدا ....
من دراسه تاريخ البشر .. سنتعلم ان جميع البشر واحد .. والإله
الذي خلق البشر دول هوا واحد .. وهذا الخالق تعامل مع البشر
جميعاً بفكر واحد ..
البشر بغباؤها اللوذعي .. ذهبوا خلف وهم اسمه حرية المعتقد
هؤلاء يعتقدون انهم يهود ولهم ديانه اسمها اليهوديه وأخرين
انتسبوا للسيد المسيح وتسموا علي اسمه ولهم ديانه اسمها المسيحيه
وآخرون قالك لا إحنا مسلمين ولنا ديانه اسمها الاسلام ....
حريه المعتقد التي ولدت من رحم عجز الفكر الإنساني وتحوله
الي الشرذمه والصغر والتناهي ....
وتدور الصراعات والتناحرات وحوار الأديان .. وحوار الحضارات
ومولد وصاحبه غائب ....
وهذا نوع من الزباله يعيش في أفئدة المصريين ينامون ويقومون به
ويحتفظون به ويسلمونه جيل بعد جيل .....
نريد ان نذهب الي تنقيه الفكر وتقنينه .. اذ ان حريه المعتقد
تطيح بسلام وأمن مصر ..
حريه المعتقد لابد لها من تقنين يرنوا الي حقائق وثوابت الأشياء
في مصر
حريه المعتقد اصبحت وساده تنام فوقها الهمجيه
