قال توني بلير رئيس الحكومة البريطانية الاسبق إن قتل اسامة بن لادن كان تطورا مهما في "الحرب على الارهاب" ولكنه اضاف ان "تنظيم القاعدة" ما زال يشكل تهديدا للغرب.

وقال توني بلير في مقابلة مع بي بي سي بمناسبة حلول الذكرى السنوية العاشرة لهجمات سبتمبر في نيويورك وواشنطن إن تقدما مهما قد تحقق في قتال "تنظيم القاعدة."

الا انه اضاف ان "عددا كبيرا من الناس" ما زال يتمسك بالعقيدة التي يؤمن بها التنظيم.

وكانت وحدة من القوات الخاصة الامريكية قد قتلت بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية في مايو / أيار الماضي.

وقال بلير في المقابلة التي اجرتها معه وكالة رويترز: "التهديد ما زال ماثلا، ولكننا تعقبناهم (تنظيم القاعدة) وشلينا جزءا كبيرا من طاقاتهم فقد قتلنا او اعتقلنا العديد من قادتهم."

الا انه اضاف "بالرغم من ذلك، ما زال الصراع مستمرا."

وقال توني بلير: "اعتقد ان العقيدة التي تؤمن بها القاعدة ما زالت موجودة. مع ذلك، فإن قتل اسماة بن لادن مثل تطورا مهما، فقد وجه ضربة نفسية قوية للتنظيم ولكن ذلك لا يلغي حقيقة ان العديد من الناس ما زالوا يؤمنون بمبادئ وعقيدة تنظيم القاعدة مع انهم لا يتفقون مع اساليبه."

في غضون ذلك، حذر رئيس الحكومة البريطانية الحالي ديفيد كاميرون من انه ما زال ينبغي عمل الكثير قبل ان يمكن القول إن بريطانيا وغيرها اصبحت بمأمن من التطرف الاسلامي.

وقال كاميرون إنه ينبغي على الدول الغربية ان تفكر مليا عن كيفية التعامل مع هذا الخطر في المستقبل، ولكنه اضاف ان العالم اصبح اكثر امانا في العقد الماضي,

وتطرق توني بلير الى المرة الاولى التي علم بها بأن مركز التجارة العالمي بنيويورك قد هوجم، فقال: "كنت استعد لالقاء كلمة في مؤتمر النقابات العمالية في برايتون. كنت في غرفتي بالفندق عندما جاءني احد المساعدين وقال لي "تعال وانظر ما الذي يحصل في التلفاز." كانت الطائرة الاولى قد ارتطمت فعلا بالمبنى."

"علمت منذ اللحظة الاولى ان هذا ليس هجوما ارهابيا كبيرا فحسب، بل انه هجوم سيغير السياسات العالمية. وكل ما تلا ذلك كان امتدادا لذلك الحدث."

واصبح توني بلير بعد ذلك حليفا وفيا للرئيس الامريكي بوش، إذ اشرك القوات البريطانية في غزو افغانستان والعراق.

وكان توني بلير قد تعرض في الاسابيع الاخيرة الى الانتقاد بسبب العلاقات التي كانت تربطه بمعمر القذافي، ولكنه دأب على الدفاع عن قرار حكومته بتطبيع العلاقات مع ليبيا عام 2004.

وقال توني بلير: "لقد تغيرت سياسة ليبيا الخارجية، وتخلى النظام عن اسلحته الكيماوية وبرامجه النووية. لقد كان تطورا مهما للعالم، فقد تخلى الليبيون عن الارهاب وبدأوا بالتعاون في محاربته."

"الا ان المشكلة كانت ان النظام لم يكن مستعدا للتغير في الداخل. فبينما قل تهديد النظام الليبي للعالم الخارجي اصبح يشكل تهديدا كبيرا لمواطنيه."

"توفر خيار للقذافي في الايام الاولى لاندلاع الثورة ضد نظامه. واتذكر اني كلمته آنذاك وقلت له غن الاوان قد آن له لترك الحكم طوعا. ولكن ذلك لم يحصل طبعا."

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها