الأقباط متحدون | ماذا‮ ‬لو‮ ‬تم‮ ‬نزع‮ ‬العلم‮ ‬المصرى‮ ‬عن‮ ‬سفارتنا‮ ‬فى‮ ‬تل‮ ‬أبيب؟‮!!‬
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٤٤ | الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١١ | ٦ نسئ ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥١٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ماذا‮ ‬لو‮ ‬تم‮ ‬نزع‮ ‬العلم‮ ‬المصرى‮ ‬عن‮ ‬سفارتنا‮ ‬فى‮ ‬تل‮ ‬أبيب؟‮!!‬

الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

قراءة‮ ‬فى‮ ‬ملف‮»‬الأمور‮ ‬المسكوت‮ ‬عنها‮«-(٣٦٣)‬

بقلم‮: يوسف‮ ‬سيدهم

الغضبة التى اجتاحت الشارع المصرى عقب استشهاد الضابط والجنود الخمسة المصريين فى حادث إطلاق النار على الحدود المصرية الإسرائيلية الشهر الماضى، هى غضبة مشروعة ومبررة، والاحتجاجات الواسعة التى فجرتها هذه الغضبة من مظاهرات واعتصامات أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة جاءت تعبيراً عن رفض انتهاك السيادة المصرية من جانب القوات الإسرائيلية حتى وإن كان ذلك فى إطار مطاردة تلك القوات لعناصر إجرامية إرهابية قتلت ثمانية إسرائيليين وأصابت نحو 30 إسرائيلياً قبل أن تلوذ بالفرار داخل الأراضى المصرية فى منطقة الحدود بالقرب من إيلات‮.‬

انفجار مشاعر الغضب لدى الجماهير أمر مفهوم، وانطلاق الهتافات المعادية لإسرائيل وسط الحشود والمظاهرات انعكاس لما يعتمل فى النفوس من مرارة متراكمة تجاه إسرائيل، وأيضا قيام المتظاهرين بحرق العلم الإسرائيلى وسط المظاهرة شكل من أشكال التنديد بإسرائيل وممارساتها ومظهر‮ ‬من‮ ‬مظاهر‮ ‬الاحتجاج‮ ‬المألوفة‮ ‬التى‮ ‬تلجأ‮ ‬إليها‮ ‬الجماهير‮ ‬فى‮ ‬شتى‮ ‬أرجاء‮ ‬العالم‮ ‬فى‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الظروف‮.

لكن اعتلاء المبنى الذى تقع فيه السفارة الإسرائيلية والقيام بنزع العلم الإسرائيلى من على السفارة هو مسلك مندفع حركته المشاعر دون العقل وذهب بالغضب والاحتجاج المبررين إلى أبعاد من العسير تبريرها أومباركتها...وإذا كان ذلك المسلك نشأ وليد فورة انفعال وهللت له الجماهير الغاضية فحتى هذا يمكن استيعابه وغض النظر عنه، إنما أن تسرى عقب ذلك موجة عاتية فى الإعلام المصرى تجرف معها المسئولين المصريين الرسميين لإضفاء معانى البطولة والنصر على نزع العلم وعلى البطل المغوار الذى قام بذلك، فتلك سلوكيات غير ناضجة تفتقر إلى العقل‮ ‬والحكمة‮ ‬والتروى‮.

فإذا كان من الجائز التماس العذر للجماهير الغاضبة إذا أقدمت على تصرف انفعالى جاء وليد لحظة بشكل عفوى ودون تخطيط مدروس، كيف يمكن التماس الأعذار لإعلام مسئول عن التنوير والتبصير وعدم التضليل تخلى عن مسئوليته وانطلق فى التهليل والتكبير لذلك التصرف وأسبغ عليه معانى البطولة والإقدام؟!!...وكيف يمكن التماس الأعذار لمسئولين ركبوا الموجة وبادروا بتكريم البطل الذى نصبه الإعلام على إنجازه الفذ هذا، حتى أن إغراء البطولة والتكريم أفرزا آخرين ظهروا لينازعوا البطل بطولته ويدعون أنهم أصحاب ذلك التصرف الخارق وليس هو!!!

وقفت طويلاً أمام ذلك المشهد أبحث عن صوت العقل الذى يكبح جماح تلك الانفعالات فلم أجد إلا النذر اليسير لأقلام اقتربت على استحياء من تشريحه لكن يبدو أنها آثرت السلامة خشية الإثارة المضادة أو استفزاز الجماهير...ولكن مازلت أشعر أنه من الواجب التبصير بالأبعاد الحقيقية لمسلك اقتحام سفارة أجنبية فى بلادنا ونزع علم الدولة صاحبة السفارة، فذلك أمر يتنافى مع قواعد القانون الدولى والأعراف الدبلوماسية التى تقضى بأن مقار السفارات والبعثات الدبلوماسية من أراض ومبان تعد ملكاً للدولة التابعة لها السفارة وتتمتع بسيادة تلك الدولة،‮ ‬بحيث‮ ‬يعد‮ ‬أى‮ ‬تعد‮ ‬عليها‮ ‬بمثابة‮ ‬انتهاك‮ ‬للدولة‮ ‬وسيادتها‮ ‬وعمل‮ ‬عدائى‮ ‬يقع‮ ‬تحت‮ ‬طائلة‮ ‬القانون‮ ‬الدولى‮.

هذا ما يجب أن يدركه المسئولون المصريون وما يجب أن يعيه الإعلام المصرى فى إطار تعامله مع واقعة نزع العلم الإسرائيلى عن السفارة حتى لا تؤدى التجاوزات المتتالية إلى الإساءة لمصر دوليا أو إحراج الإدارة المصرية...أما بالنسبة للجماهير الغاضبة سواء كانت تصرفاتها تلك عفوية انفعالية أو كانت نتيجة استغلالها من جانب تيارات لها أجندات خاصة لا تراعى المصلحة القومية المصرية، أقول: هل يساعدها على تبين حقيقة ما أقدمت عليه أن تتصور موقفاً معاكساً لما حدث يتم فيه اقتحام السفارة المصرية فى تل أبيب بواسطة الجماهير الإسرائيلية واعتلاء‮ ‬مبنى‮ ‬السفارة‮ ‬وإنزال‮ ‬العلم‮ ‬المصرى‮ ‬عنها؟‮...‬ماذا‮ ‬سيكون‮ ‬رد‮ ‬فعل‮ ‬الشارع‮ ‬المصرى‮ ‬والإعلام‮ ‬المصرى‮ ‬والمسئولين‮ ‬المصريين‮ ‬فى‮ ‬هذه‮ ‬الحالة؟‮...

أتصور أنه من المحتم عندئذ انفجار بركان غضب واحتجاج على جميع المستويات للتنديد بذلك الفعل واستنكاره مع الإسراف فى الحديث عن السيادة المصرية التى انتهكت والأرض المصرية التى تم الاعتداء عليها والكرامة المصرية التى استبيحت بنزع العلم المصرى...وسيكون معنا كل الحق‮ ‬فى‮ ‬رفض‮ ‬ذلك‮ ‬والتعريض‮ ‬به‮ ‬محلياً‮ ‬وعالمياً‮.

إذاً يجب على الإعلام التصدى لدوره التنويرى بالشجاعة والمصارحة الواجبتين، ويجب على المسئولين التروى وإعمال العقل قبل الانزلاق فى سلوكيات خاطئة، وأخيراً يجب على المصريين جميعا عدم الانسياق وراء بطولات زائفة لأن مصر تنتظر منا أعمالاً بطولية أخرى لإنزال أعلام التخلف‮ ‬والفساد‮ ‬عنها‮.‬




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :