الأقباط متحدون - أردوغان ومادورو
  • ٠٠:٥٠
  • الثلاثاء , ٢٩ يناير ٢٠١٩
English version

أردوغان ومادورو

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢١: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٩

 أردوغان ومادورو
أردوغان ومادورو
كتب: د. مينا ملاك عازر
ما أن أعلن خوان جوايدو زعيم المعارضة الفنزويلية نفسه رئيساً لفنزويلا تباينت ردود الأفعال العالمية، وفي الوقت الذي وقفت معظم دول العالم في صف جوايدو، وقفت تركيا وعدد قليل من الدول في صف مادورو الرئيس الفنزويلي المثار ضده، والسؤال هنا لماذا تركيا مع مادورو بالذات؟ فهل هذا هو دأب الأتراك أن يسبحوا ضد التيار؟ فسبحوا ضد تيار دولي جارف يستثنى منه الصين وروسيا وهي الدول الأهم في صف مادورو.
 
أردوغان قال لمادورو انهض نحن بجانبك، وذلك في مكالمة هاتفية جمعتهما، بالطبع ادعى أردوغان أن المسألة هنا تكمن وراء الصناديق، تلك النتائج التي تؤرق أردوغان دائما دون النظر لكيفية الوصول لها، فنتائج انتخابه شخصياً لم تكن تخلو أبداً من القمع والتنكيل بمعارضيه واعتقالهم، ادعى أردوغان أن له مبدأ يقف ضد أي انقلاب في أي دولة ويؤمن بالديمقراطية، في حين أن الحقيقة تكمن وراءها كواليس كثيرة، ووفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" فإن العلاقات السياسية والاقتصادية بين أنقرة وكاراكاس ازدادت قوة في الفترة الماضية، مضيفة أن أردوغان اختار الوقوف بجوار مادورو ومساندته بعد موقف الولايات المتحدة الأمريكية وفرضها عقوبات على فنزويلا، ولم يكتفي بهذا، بل انتقد العقوبات ووعد بالاستثمار في الاقتصاد الفنزويلي لإعادته للطريق الصحيح، ولم ينتهي الموقف التركي عند الكلام بل انتقل لنطاق الفعل حيث ضخت الشركات التركية قرابة أربعة ونصف مليار يورو في خزينة فنزويلا، كما واصلت الخطوط الجوية التركية تنفيذ رحلات أسبوعية للعاصمة كاراكاس في الوقت الذي توقفت فيه معظم الدول الغربية رحلاتها لهناك، وقالت "هآرتس" إن فور صدور إعلان جوايدو الأسبوع الماضي، تعقب مراقبو الطيران طائرة تابعة للملياردير التركي تورجاي سينر مالك مجموعة سينر، وهي تقلع من تركيا إلى روسيا ثم منها إلى فنزويلا مضيفة أن أهداف الرحلة كانت اقتصادية ومالية بلا جدال، وتابعت أنه تم شحن طن من الذهب الفنزويلي في طرود يشرف عليها الجيش إلى تركيا لصقلها وتجهيزها، كما أن هناك فيديو من سنة تقريباً انتشر لمادورو وزوجته بينما يتناولون قطعة من اللحم المعدة بواسطة أشهر طاهي تركي وهو سوت باي، ما أغضب الفنزويليون الذين يعانون من سوء في التغذية كما أن هناك تقارير كشفت أن جيشاً إلكترونياً جندته الحكومة التركية لمساندة مادورو على غرار ما كانت تفعله في مساندة مرسي في مصر.
 
الخلاصة أن أردوغان لا يؤمن بالديمقراطية ولا يساندها لسواد عيون مادورو ولكن لفوائد ومصالح اقتصادية، كما كان يفعل في مصر وقطر وغيرها.
المختصر المفيد لا شك أن الأموال تتكلم في مثل هذه الأحداث