الأقباط متحدون | من الأخطاء إلى المعجزات
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٥٤ | الاثنين ١٢ سبتمبر ٢٠١١ | ١ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥١٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من الأخطاء إلى المعجزات

الاثنين ١٢ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

   بقلم : مدحت ناجى نجيب

حينما تتعامل مع الله فإنك سوف تكتشف انه يسلك الطرق التى تبعد عن فكرك البشرى ، انت تراها تحل بعقل بشرى ، لكنه ينتظر ويتأنى ليحلها بعقله الالهى ، انت تخاف من التجارب وهو يرى ان هذه التجارب هى لمنفعتك ، فلا تضطرب منها بينما رتل مع الرسول قائلاً " احسبوه كل فرح يا اخوتى ، حينما تقعون فى تجارب متنوعة : ( يع 2:1 ) . فإذا وثقت فى يد الله الحانية وفى قوته وعمله معك فى كل وقت ، وقت الضيق والفرح ، فسوف تشعر بسعادة ان كل ما تأخذه من يد الله هو كله للخير ، حتى وان كنت فى اتون التجارب ، فسيخرجك الى الرحب ، وبذلك تجد نفسك وقد دخلك الفرح والسلام الداخلى بعمل الله فى حياتك ، وإليك بعض الامور التى حولها الله من اخطاء الى معجزات واصبحت سبب بركة :

هيرودس الملك أراد ان يقتل المسيح ، فقتل كل اطفال بيت لحم حتى يطمئن انه قتل المسيح ، لكن المسيح نجا من يده ، وبسبب ذلك جاء المسيح فى صحبة العائلة المقدسة إلى مصر ، وتعهد مصر بالخير فقال " مبارك شعبى مصر " ، بدخول المسيح الى ارض مصر سقطت كثير من أصنام الاوثان ، فكأن الله كان يعد ويمهد للكرازة بالانجيل ففتح الطريق امام مرقس الرسول .
داود النبى مر بضيقات كثيرة ، من اولاده ومن شاول الملك فكان يهرب من برية الى برية هرباً من الموت ، لقد اراد الرب ان يعد داود الفتى الاشقر مع حلاوة العينين لأن يتولى المملكة ويصبح ملكاً ، كما ان هذه التجارب هى التى جعلت داود مرتل اسرائيل الحلو فيرتل مزاميره على العود والقيثار والمزمار ، لقد اثقلت التجارب والضيقات التى مر بها دواد الخبرة الروحية لكى يتذوق حلاوة العشرة مع الله ، وتحولت خطيته مع امراة اوريا الحثى الى مزمور نقرأه فى كل صلواتنا اليومية " ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك " .
 
يوسف الصديق عامله اخوته معاملة قاسية حتى القوه فى البئر ثم بيع كعبد وخدم فى بيت فوطيفار ثم افتراء امراة فوطيفار عليه بالكذب ثم القى فى السجن ، ثم بعد هذه الضيقات ، صعد يوسف من السجن كمتهم مظلوم الى قصر الملك ليفسر احلامه وبذلك يصبح يوسف وزير تموين على ارض مصر ، ويشبع شعبها وبيت ابيه شعب اسرائيل ، الله قادر ان يحول المر الذى فى حياتك الى خير مثلما فعل مع يوسف ـ هذه الحياة التى عاشها يوسف لم تكن لها اى معنى ان لم يذق المر والالم ، لان حياة التنعم والرخاء لا تصنع رجال روحانيون ، فالضيقات والآلم هى تذاكر سفر للسماء ، كما انها منبع كل الفضائل .
 
بولس الرسول ضربه الرب بالمرض ، وكان الهدف من ذلك كما قال الرسول بولس " ولكى لا ارتفع بفرط الاعلانات ، أعطيت شوكة فى الجسد . ملاك الشيطان ليلطمنى لئلا أرتفع " ( 2 كو 7:12 ) . وقد صلى بولس كثيراً ليشقيه الرب لكن الرب أصر على قوله " تكفيك نعمتى " ، لقد اصبحت شوكة بولس سبب بركة وشفاء للامراض وتذهب الارواح الشريرة ، اتصدق ان العصائب والمناديل التى توضع على الجروح تشفى الامراض ؟!! نعم اصدق طالما اؤمن بالرب يسوع .
ايوب الصديق كان يفتخر بانه ابر انسان ، فكان يعرف عن نفسه انه بار ، وهذه خطية كبيرة ، فقد كان ايوب محارباً بالبر الذاتى فقال عن نفسه " لبست البر فكسانى . كجبة وعمامة كان عدلى " ( أى 9:29 ) لذلك رأى الله ان التجربة مفيدة لتنقية ايوب لكى يتحول من حالة البر الذاتى الى حالة الاتضاع والخضوع لمشيئة الله  ، حتى أوصلته التجربة لحالة من الانسحاق وقال " قد علمت انك تستطيع كل شىء ولا يعسر عليك أمر " ( أى 2:42 ) .
 
عزيزى القارىء:
لا تيأس من جملة الاخطاء التى عندك ولا تستطيع ان تعدها من الكثرة ، فتقول لنفسك ان خطاياك كثيرة ، فأنا مثلك أيضاَ ، لكن ثق انه " ان كان الله لا ييأس من توبتك ، فلا تيأس أنت من توبة نفسك " ، جاهد .. واسقط...لكن لا تتأخر فى القيام من السقوط ، فالله ينتظر رجوعك مهمت كانت حالة الخطية التى انت ساقط فيها . فتعلمنا خبرة الآباء الروحانيون " ليس القديسون أناس لا يفعلون الخطية ، بل مجاهدين ضد الخطية " ، ثق دائماً فى الله القادر على كل شىء والذى قادر ان يحول الاخطاء التى فى حياتك الى معجزات تتعجب منها ، انها حقاً قوة الله التى تغير كل الامور لصالحك ، تحول الشر الى خير . 
من : امراة خاطئة امسكت فى ذات الفعل .
إلى : امراة مؤمنة اصبحت مبشرة ومثال للساقطين التائبين .
من : امراة خاطئة لها خمسة ازواج والذى لها ليس زوجها ، وامرأة تخجل من الناس 
إلى : امراة مبشرة لكل مدن السامرة ، تبشر فى وسع النهار ولا تخجل من الناس .
من : تلميذ شكاك ومنكر لسيده ومعلمه ومتسرع فى احكامه .
الى : تلميذ ورسول يؤتمن على مسئولية الكرازة لكل المسكونة كلها ويرعى خراف المسيح، انه القديس بطرس الجديد .
من : رجل خاطئ بكت عليه امه لمدة 20 عاماً يفعل كل انواع الخطايا التى يمكن ان تتخيلها .
الى : رجل قديس وعلامة فى الكنيسة ، انه القديس اغسطينوس صاحب مؤلف اعترافات اغسطينوس .
من : رجل لا يعرف ان يتكلم لا اليوم ولا من اول امس .
 
إلى : رجل يقود خروج شعبه من مصر بتعداد يصل الى 2 مليون نسمة ، انه موسى النبى .
من : رجل جبار اضطهد الكنيسة وكان راضيا بقتل القديس اسطفانوس اول شهيد فى المسيحية . انه الرجل شاول الطرسوسى .
الى : رجل متواضع صار رسولاً للامم ، وسمى بفيلسوف المسيحية ، انه القديس بولس الرسول .
إذا لا تيأس من توبتك ولا من النقط السوداء التى فى حياتك ، فالله قادر ان يحولها من نقط سوداء الى نقط بيضاء ، تكون مثال للساقطين الذين يريدون القيام من سقطتهم ولا يقدرون .
تدريب : " انه لحقاً لفعل عظيم أن تساعد من سقط " " الام تريزا "




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :