الأقباط متحدون | المجتمع بين التطوُّح والتطوُّع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٠ | الثلاثاء ١٣ سبتمبر ٢٠١١ | ٢ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥١٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المجتمع بين التطوُّح والتطوُّع

الثلاثاء ١٣ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر

الأعمال التطوُّعية أعمال شائعة في المجتمعات المتقدمة، بل هي في كثير من الأحيان سر تقدم هذه المجتمعات. فكثير من الشباب نراهم يتطوعون في القيام بأنشطة بيئية في أحيائهم، وأعمال إنسانية، وكثير من الأنشطة الأخرى. وفي مجتمعنا المصري، أبرز الأمثلة للتطوُّع ما قام به المصريون نساء ورجال في أثناء حربي خمسة يونيو 1967 وأكتوبر 1973 وقبلها من الحروب، حين تطوعوا في الهلال الأحمر ليداوا الجرحى، ولكن للأسف سياسة التطوع في "مصر" ليست سياسة من السياسات الراسخة.

وعندما حاولوا الآن غرسها في الشباب غرسوها بطريقة خاطئة، حتى صار العمل التطوُّعي "عمل تطوُّحي"، حيث أصبح الشاب الذي يتطوَّع يقوم بعمل المفروض أن يقوم به آخرون، والمصيبة تتتجلى حين نعرف أن الآخرين المناط بهم القيام بهذا العمل يتقاضون أجرًا على عملهم الذي لا يقومون به ويقوم به الشاب المتطوِّع، والشاب المتطوِّع نفسه لا يتقاضى حتى مقابل بسيط أو رمزي يغطي نفقات مواصلاته مثلًا أو يغطي ما يتكلفه أثناء قيامه بهذا العمل الذي أذكِّركم أنه كان من المفترض أن يقوم به من يتقاضون عليه أجرًا، فصار العمل التطوُّعي من ناحية الشاب والمجتمع المدني باعث لعمل تطوُّحي للموظف المسئول عن هذا العمل في أرض الواقع!!

ومن مساوئ العمل التطوُحي في "مصر"، أنه يجعل الموظف يستكين إلى كونه لا يقوم بعمله الأصلي، مرتكنًا إلى أن هناك من سيتطوَّع للقيام به، فالعامل المنوط به أن ينظف الشارع ولا ينظفه هو لا يستحق مرتبه، كذلك المسئول عن تجميل الحدائق ولا يفعل هو أيضًا لا يستحق مرتبه، والشباب الذي يقوم عنهم بأعمالهم يستحق دعم المحافظة والحكومة، وذلك من خلال خصم مرتبات الموظفين الذين لا يقومون بأعمالهم ويقوم بها الشباب المتطوع، وهذه أمثلة بسيطة سقتها لكم.

وأنا أفهم أن نرسخ العمل التطوعي ولكن نراعي ألا يتكلف الشاب أموالًا، بحيث توفر له الحكومة أدواته ومرتبات حتى لا يصير العمل التطوعي عملًا مكلفًا ومنفرًا، ولا يقبل عليه إلا من لا يحتاجون المال..

أيها السادة، إن "مصر" بحاجة لعمل تطوعي جاد، وليس أعمال تهوى الشهرة والكاميرات. ويغيظني أكثر ما يغيظني ذلك المسئول الذي يخرج أمام وسائل الإعلام ليعلن انتهائه من نظافة حي ما مثلًا، ويقول إن ذلك بالعمل التطوعي والمجهودات الذاتية، وساعتها أكون راغب في أن أسئله: وأين كنت وموظفينك حين تراكمت القمامة؟ حين هب الشباب لنظافة المكان؟ ولما تتقاضون مرتباتكم؟ ولما لم تطلبوا عمالًا إذا كنتم محتاجين؟!!

يا سادة، في أوربا العمل التطوعي يقوم به الشعب لأنه لا يوجد من يقوم به في الحكومة، لكنهم يقومون به كتفًا بكتف مع الحكومة.

لمختصر المفيد، ارم خبزك على وجه الماء فإنه يرجع لك بعد حين..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :