الأقباط متحدون - على هامش مؤتمر الأخوة الإنسانية: لا بد من أنسنة الدين وفصل الدين عن السياسة
  • ١٩:٠٥
  • الاثنين , ٤ فبراير ٢٠١٩
English version

على هامش مؤتمر الأخوة الإنسانية: لا بد من أنسنة الدين وفصل الدين عن السياسة

٤٨: ٠٥ م +02:00 EET

الاثنين ٤ فبراير ٢٠١٩

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

كتبت – أماني موسى
بدأت أمس الأحد فعاليات المؤتمر العالمي "الإخوة الإنسانية" بمدينة الإمارات، والذي تستمر فعالياته من 3 إلى 5 فبراير، بحضور كلاً من بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر الشريف د. أحمد الطيب، ورئيس مجلس حكماء المسلمين.

البابا فرنسيس يصلي قداسًا يحضره أكثر من 135 ألاف شخص
ومن ضمن فعاليات هذا المؤتمر العالمي، أن يحيي البابا قداسًا تاريخيًا بحضور أكثر من 135 ألف شخص من الإمارات وخارجها في تجمع يعد الأكبر بهدف ترسيخ مفاهيم السلام والتعايش المشترك.

وتعد هذه الزيارة هي الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية.

وغرد البابا أثناء توجهه إلى الإمارات قائلاً: أنا في توجهي إلى الإمارات العربية المتحدة. أذهب إلى هذا البلد كأخ كي نكتب معًا صفحة حوار وللسير معًا على دروب السلام. صلّوا من أجلي!

ووصل الطيب أمس الأحد، إلى مطار العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في مستهل زيارة تاريخية مشتركة مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، تحتضنها دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت عنوان "الأخوة الإنسانية".

دعوة رسمية لشيخ الأزهر للمشاركة بالمؤتمر
تأتي زيارة الإمام الأكبر تلبية لدعوة رسمية تلقاها من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سلمها إلى فضيلته سمو الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، خلال لقائه مع الإمام الأكبر بمقر مشيخة الأزهر في ديسمبر الماضي.

المؤتمر من 3 إلى 5 فبراير
ينظم هذا المؤتمر مجلس حكماء المسلمين، وذلك في الفترة من 3 إلى 5 فبراير الجاري، بمشاركة نخبة من كبار القيادات الدينية والفكرية في العالم، في الإمارات التي يعيش على أرضها عشرات الجنسيات من مختلف الأعراق والأديان، في إطار من الالتزام بقيم المواطنة والعيش المشترك.

على القيادات الدينية أن ينشروا فكر السلام والتعايش السلمي
شدد شيخ الأزهر الشريف، أن هناك دور محوري ومسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق القيادات الدينية كي يصنعوا فيما بينهم نموذجًا وقدرة للسلام والمحبة التي ينبغي أن تسود بين أتباعهم، وأن يعملوا بجد من أجل تشييد جسور الحوار والتعاون مع الآخرين، وهو ما يتطلب مواجهة شجاعة مع أصحاب الأفكار المتشددة والانعزالية، سواء من يتطرفون في فهم تعاليم الأديان أو من يسعون لتنحية الدين كلية عن حياة البشر وتعاملاتهم.

كمال زاخر: الشيخ زايد امتلك رؤية سابقة لعصره ونذكر دعم الإمارات لمصر في أزماتها
من جانبه قال الكاتب والباحث كمال زاخر، أن الشيخ زايد المؤسس للإمارات كان يمتلك رؤية سابقة لعصره ولدول المنطقة، ففي الإمارات وزارة للتسامح لنشر السلام، كما نذكر له مواقفه المتعددة للوقوف إلى جانب مصر في أزماتها.

وشدد زاخر خلال لقاءه ببرنامج وراء الحدث، على فضائية الغد العربي، أن هذا المؤتمر يضم أكبر قادة دينيين، حيث بابا الفاتيكان يرأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم نحو مليار ونصف مليار كاثوليكي، والإمام الطيب، شيخ الأزهر على رأس أهم مؤسسة دينية في العالم السني ولها احترامها وثقلها في العالم كله، وعندما يجتمعان فلا بد أن هذا اللقاء يثري فكرة التقارب، بالإضافة إلى أن الإمارات هي أول دولة عربية تسمح ببناء معابد للصلاة لغير الأديان الإبراهيمية، وهذه إشارة هامة تقول أن هناك رؤية تقفز على المعتاد.

كما أن الإمارات اختارت عام 2019 عامًا للتسامح.

على المهتمين استغلال ساحة الفضاء الإلكتروني للوصول إلى الشباب
وشدد زاخر على كل المهتمين بالمنطقة العربية والشرق الأوسط الاجتماع معًا، سواء المجتمع المدني أو الحكومة، ووضع الخطط اللازمة لتفعيل نتائج هذا المؤتمر لدى الشباب، واستغلال ساحة الفضاء الإلكتروني الذي يستهوي الشباب.

زاخر: هناك فجوة بين الخطاب الرسمي وما يصل لرجل الشارع
ولفت زاخر إلى أن هناك فجوة بين الخطاب الرسمي وما يصل لرجل الشارع، وذلك يرجع لوجود فجوة بين من يضعون الخطاب الرسمي ورجل الشارع، وهذا يحتاج إلى إعادة تشكيل ذهنية من يعد الخطاب، وإعادة تأهيل الفكر الديني، فنحن لا نحتاج إلى تجديد الخطاب ولكن تجديد الفكر، وأتصور أن التراث الديني هو الأولى بالرعاية الآن وبالتنقية وصولاً إلى إزالة التراكمات التي حدثت على الدين من تفسيرات وتأويلات وفتاوى لكي نصل إلى كيفية مخاطبة العقل المعاصر باللغة التي يفهمها.

لا بد من أنسنة الدين وفصل الدين عن السياسة
وأضاف زاخر، نحتاج إلى أمرين فيما يتعلق بالخطاب الديني، أولهم أنسنة الدين، والتعامل مع الدين بالشق الإنساني، وأن يعود الدين مرة أخرى لمخاطبة الإنسان لكونه إنسانًا، وشدد بقوله، إذا لم ننجح في أنسنة الدين سيظل الأمر كمما هو عليه وربما أسوأ.

واستطرد، آن الأوان لفصل الدين عن السياسة وليس المجتمع، وهذا الفصل لكي لا نلون القراءات والتفسيرات ليخدم رؤية ما يراه الساسة.