الثورة ومفهوم الحرية
بقلم: د.عايدة نصيف
أن اى حكم صالح لا يقوم الا على أساس من الحرية السليمة المسئولة وهذه الحرية تتحقق فى التحول الديمقراطى، وفى ادراك الانسان لمفهوم الحرية بالمعنى الصحيح
ومن شأن الحرية أن تبدع القيم وتخلق المعايير المجتمعية بمقتضى اختيار حر مطلق، ودون ادنى باعث عقلى فالحرية ليست الغوغائية والخروج عن القانون وتعطيل عجلة الانتاج التى تحتاج اليها مصر الان بمقولة ( وقفة احتجاجية ) تقطع طريق سكة حديدية او تعطيل مرور، او اعمال بلطجة، فالتعبير عن الحاجات الانسانية أمر مشروع ولكن يجب ان يكون فى اطار قيمى ومنظم لا يعترض الحياه اليومية والمطالب الفئوية مشروعة دون اهدار حق الاخر، فالحرية ترفع من قيمة الانسان من المستوى الطبيعى كما يقول سارتر الى المستوى الحضارى وليس العكس، فيجب ان نرفض بكل قوة كل المحاولات التى تبذل فى سبيل الهبوط بالانسان المصرى الى اخلاقيات ليست من طبيعته
فالمطالب الفئوية والتحقيق وفتح ملفات الفساد هى مطالب عادلة من شأن الحكومة أن تهتم بها أكثر الاهتمام وقيام اصحاب هذه الملفات بالتظاهر لتحقيق مطالبهم ليس كسر للحرية المسئولة وانما هوتعبير عن واقع مرير تعيشه كثير من فئات الشعب المصرى الذى كافح عبر سنوات مريرة كى يستطيع ان يعيش حياه حرة كريمة ولكنه تكبل بقيود القبضة الامنية والقبضة الاحتكارية من قبل النظام السابق، وجاءت ثورة يناير ليتنفس الشعب المصرى الحرية ولكنه وجد عوائق متغللة فى كل اتجاه من قبل نظام يجب ان يرحل، ومن قبل الاتجاهات الدينية المتطرفة فوقع بين مطرقة وسندان وعندما يُسأل الان ( ما رأيك الدستور اولا ام البرلمان؟ او ما رأيك فى وثيقة المبادىء الحاكمة) تكون اجابته ( انا عايز حياة كريمة ومستقرة) هذه هى حالة معظم الشعب المصرى بعد غياب الذهنية المصرية الواعية والمدركة لتطور الحياه وطبيعة الامور وطبيعة التغير، ونجد الشارع المصرى الان مفكك من ناحية ، ومن ناحية اخرى نجد احزاب قد كونت وهذا امر ايجابى ولكن هناك كثير من السلبيات فى نشاط الاحزاب وهى انها لاتتواصل مع المواطنين انطلاقا من برامج لاتحتوى على تثقيف الشعب المصرى الذى غاب عنه فى العهود السابقة التثقيف السياسى والوعى التاريخى لمتطالبات هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ مصر ربما لضيق الوقت او لتنافس الاحزاب على جذب مواطنين وأعضاء ناخبين يساهمون فى وصول هذه الاحزاب الى البرلمان لنصل الى اشكالية الوصول الى عدد مقاعد فى البرلمان دون النظر فى اشكالية اصلاح المجتمع وتجديده بل واعادة بنائه وذلك يتاقض مع مبادىء الثورة التى قام بها الشباب
وما ينقص ثورة مصر الان هو انشاء روابط جديدة اى اعادة بناء المجمتع ووصول الى نتائج مرضية للاتجاهات المختلفة، فقد وقفت ثورة 25 يناير عند مرحلتين هما الرفض والتفكيك، وكشف الغطاء المجتمعى ويبقى امامنا الان كى نكون لنا منهج ثورة متكامل ومنظم ينهض بالمجتمع هما اعادة البناء والوصول الى نتائج ايجابية وهاتين الخطوتين هما مهمتا الحكومة والاحزاب والجيش بدلا من الصراع بين الاحزاب وبدلا من الصراع بين القديم والحديث ليشعر المصرى بالحرية الحقيقية فى سياق تحول ديمقراطى سليم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :