الأقباط متحدون | أنقذوا مصر قبل فوات الأوان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٥٠ | الخميس ١٥ سبتمبر ٢٠١١ | ٤ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥١٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أنقذوا مصر قبل فوات الأوان

الخميس ١٥ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: سوسن إبراهيم عبد السيد
تتلاحق الأحداث سريعَا منذ الخامس والعشرين من يناير الماضى... ولا يمر علينا يوم إلا وبه العديد من المفاجآت... ولكن الأكيد والذى يستشعره الأغلبية أن الأحداث المؤسفة هى المشهد الغالب على الساحة.
فمن البلطجة إلى المحاكمات إلى الوقفات والمليونيات إلى تطور الأمور فى بعض الأحيان إلى وقوع قتلى وجرحى.... فمتى النهاية؟..

أكاد أسمع أنين الكثير من الأسر المصرية المتضررة من الأوضاع الحالية. وعلى جانب أخر اسمع من يلقون التهم على الجناة الاعتباريين كنوع من تهدئة النفوس: كالفلول والأيدى الخارجية.. والعدو الصهيونى والخطط الأمريكية.. دون دليل واحد على أن من قام بتلك الجرائم أناس مصريون مشكوك في دوافعهم.. هل هم مأجورون؟... أم مغيبون بفعل تعاليم وتصريحات توهمهم بأن البطولة تبدأ بالتدمير ولكل قضية ضحاياها؟..
و لكن ما هزني فعلًا وجعلنى أحس بالخطر يقترب هو ما يقوم به الإعلام الآن عبر برامج التوك شو من استضافة شخصيات تعمل من خلال تصريحاتها على تأجيج روح الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وتنذر بحرب أهلية إذا ما بدأت جذوتها في الاشتعال.. فقل على هذا الوطن السلام.
منذ فترة قريبة وبعد أحداث كنيسة إمبابة استبشرنا خيرًا حينما أعلن القائمون على الحكم أنهم بصدد إصدار قانون يجرم التمييز الدينى ويعده من جرائم الخيانة العظمى، ويعاقب مرتكبيه أشد العقاب حتى يكون عبرة لمن يعتبر.. وحتى يتم تفعيل المادة الأولى من الدستور "المواطنة" بكل حذافيرها دون انتقاص من حقوق أي فرد يعيش على أرض هذا الوطن أيًا كان جنسه أو دينه .
مضت الأيام و لم ير هذا القانون النور إلى يومنا هذا.. وما يزيدنا حزنًا هو "فوضى التصريحات" التى تتوالى علينا كل يوم من أحد ضيوف الفضائيات.. والذين أصبحوا نجومًا دائمين .
 
أقولها "فوضى" لأنها بالفعل فوضى صاخبة وليست حرية تعبير عن الرأى.. ونتائجها تعد وبالًا على المستمعين، خاصة وأن الأغلبية العظمى منهم متلقون غير دارسين... وما يخرج من فم النجم فهو مسلم به .
تلك الفوضى التى استباح فيها كل متكلم أن يصف المختلف معه دينيًا بالكافر... وفى يوم واحد خرجت علينا شخصيتان على قناتين مختلفتين لتدلى بنفس المفهوم وتكرره فى وقاحة "الأقباط كفار".
 
ناهيك عمن فسر فى بلاغة كيف أن من مات من المسيحيين إبان أحداث 25 و 28 يناير ليسوا شهداء.. ولم يتوقف عند ذلك فقط بل أوصى بلعنهم ..
إنها ليست حرية تعبير عن الرأي وما أعرفه عن الدين الإسلامي ومن خلال معاشرتي لأصدقائى المسلمين.. أعتقد أن ذلك بعيد كل البعد عن السماحة والتسامح. كما أنه بعيد تمامًا عما أقابله من حولي من حسن معاملة جيراني وأصدقائي المسلمين... فلماذا يشوهوا تلك الصورة بهذه التصاريح الفجة؟..
لماذا يصرون على حرق الوطن؟؟؟...
 
لماذا هم مصممون على تلويث المفاهيم الراقية والعلاقات القوية التى تربطنا بعضنا البعض؟
تارة بنعتنا بال"كفار". وتارة أخرى بما سنلاقيه من معاملة إذا ما تقلدوا الأمور فى البلاد وإجبارنا على دفع الجزية؟..
يا أيها الجهبذ... ألا تعلم وقع تلك الكلمات على المستمع الذى لا يفهم سوى أن الكافر لابد من قتله... كما أن أمواله ونساءه مباحة... هل هى دعوة إلى القتل تلفه فتوى -تبدو فى ظاهرها دينية- وهى فى الواقع لا تمت له بصلة؟
الجميع يعلم أن النفوس محتقنة بما يكفى، وبدلًا من إعمال العقل على وأد نار الفتنة... أجد أن هناك من يريد أن يشعرنا بأننا قيد رحمته وعفوه وسماحه لنا بالعيش.... حتى أنه فى بعض الأحيان تتسم بعض التصريحات بالسذاجة البالغة، كمن صرح بأنه فى حالة وصول الإسلاميين للحكم سيسمحون للأقباط بشرب الخمور وأكل لحم الخنازير!!!
و كأن الأقباط شغلهم الشاغل هو شرب الخمور وأكل لحم الخنازير... تم اختزال كل مشاكلنا فى تلك الجزئية وهو لا يعلم أن الخمر من المحرمات فى المسيحية..
. ولا يعلم "أن ليس كل ما يدخل الفم ينجسه بل ما يخرج منه"... وهو لا يعلم أن المسيحى مواطن مصرى يعانى مثله تمامًا من كل المشكلات التى يعانى منها المسلمون أو أي فرد مصرى... زد عليها ما يلاقيه من ذلك التمييز والتقييد فى أحقيته فى بناء كنيسة أو تعيينه فى منصب قيادى أو اشتراكه فى الحياة السياسة دون تهميش.
يا من تحبوا مصرنا.. أوقفوا تلك الفوضى الهدامة... أوقفوا تلك النار التى ستحرق الجميع بدون استثناء.. وطننا فى خطر.. أسرعوا باستصدار ذلك القانون وليعاقب كل متكلم بجهالة عما يقوله يسئ به إلى نفسه وإلى دينه وإلى شريكه فى الوطن... فاليوم يستأسدون على الأقلية.. وغدًا سيكفرون الجميع بدون استثناء...
اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :