جديد الموقع
الأكثر قراءة
- البابا "شنودة" ردًا على أحداث كنيسة "أسوان": ربنا أكبر من الكل
- البابا "شنودة" في عظته الأسبوعية: الرب يريد لنا الخلاص حتى لو لم نريده لأنفسنا
- فتات الوقت
- م.معتز الحفناوى: جماعة الإخوان دعت منذ عام 1994 إلى إقصاء كافة التيارات من نقابة المهندسين، وهو نفس ما يتم فعله اليوم
- بالصور: جمال عبد الناصر من القرية إلى الوطن العربي الكبير
"رامي صديق" يحصل على الدكتوراة بمرتبة الشرف عن أول دراسة علمية تؤصل للصحافة الإقليمية في الصعيد
كتب: عماد توماس
حصل الكاتب والباحث الشاب "رامي عطا صديق"، المتخصص فى تاريخ الصحافة المصرية، على درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف، عن رسالة تقدم بها أمس الأربعاء، بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعنوانها "صحافة الصعيد وموقفها من القضايا الوطنية والاجتماعية في مصر من 1886م إلى 1960م".
تكونت لجنة المناقشة من الأساتذة د. "عواطف عبد الرحمن" مشرفًا ورئيسًا، د. "نجوى كامل"، مشرفًا مشاركًا، د. "عاصم الدسوقي" عضوًا، د. "سليمان صالح" عضوًا.
وأشادت الدكتورة "عواطف" بالرسالة، وقالت أن الباحث أقدم على مغامرة غير مسبوقة، وضرب كل الأرقام القياسية في تاريخ الصحافة، وذهب في جولات في محافظات الصعيد من أجل إنجاز رسالته، رغم وجود العديد من الجامعات في الصعيد لم يتطرق أحد طلابها لموضوع الرسالة، ليقدم لنا هدية لم يتوقعها أحد.
وقالت الدكتورة "نجوى كامل"، أن هذه الدراسة سدت فجوة في تاريخ الصحافة المصرية، مشيرة إلى أننا أمام باحث واعد.
بينما أكد الدكتور "سليمان صالح"، على أن هذه الدراسة أرهقته -لكبر حجمهاـ واقترح على الباحث بعض التعديلات على الرسالة.
من جانبه، وصف الدكتور "عاصم الدسوقي"، هذه الدراسة بأنها تسد ثغرة في تاريخ الصحافة المصرية، وتمتاز بالدقة والموضوعية، مقترحًا بعض الاقتراحات على الباحث ليراعيها مستقبلًا.
نتائج الدراسة:
وقال الباحث "رامي عطا صديق"، أن هذه الدراسة سعت إلى رصد الصحف التي صدرت في صعيد مصر، خلال الفترة الزمنية الممتدة بين عامي 1886م و1960م، وهي فترة اقتربت من الخمسة والسبعين عامًا، بهدف وصف وتأصيل تلك الصحف تاريخيًا، والكشف عن أبرز الصحفيين الذين ارتبطوا بتلك الظاهرة، كما استهدفت الدراسة أيضًا رصد- ثم تحليل وتفسير- موقف نماذج أو عينة من تلك الصحف من القضايا الوطنية والاجتماعية، التى شهدها المجتمع المصرى خلال فترة الدراسة والبحث.
وكشفت الدراسة، والتي اختصت بصحافة الصعيد، عن تراث صحفي ضخم لم يتعرض له الكثيرون من الباحثين في حقل تاريخ الصحافة المصرية، كما توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، والتي يمكن إجمالها على النحو التالي:
• كانت هناك مجموعة من العوامل، التى تشابكت وتداخلت، وشجعت على نشأة الصحافة وتطورها في صعيد مصر منها: انتشار التعليم في عدد مدن الصعيد، تنامي العمل الأدبي بين أبناء الصعيد، ظهور الصحف الأهلية الخاصة، انتشار المواصلات واتساع حركة التجارة، بما كان لذلك من مردود اجتماعي وثقافي.
• كانت صحيفة (النزهة) والتي صدرت فى مدينة أسيوط سنة 1886م، لمديرها "جورجي خياط"، ومحرراها "خليل إبراهيم" و"يوسف تادرس" بدار العلوم الأميركانية بأسيوط، هي أول صحيفة تصدر في صعيد مصر، كما كانت أول صحيفة تصدر خارج مدينتي القاهرة والإسكندرية. لتبدأ من هنا مرحلة النشأة والتكوين في صحافة الصعيد، حيث توالت بعدها الصحف في الصدور، في العديد من مدن صعيد مصر على مختلف أشكالها وتنوع مضامينها.
• كانت مدينة أسيوط أول مدينة بصعيد مصر تظهر فيها الصحف، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل والظروف، منها انتشار التعليم في مدينة أسيوط، بفضل تأسيس العديد من المدارس فيها من جانب الأفراد والجمعيات الأهلية والخيرية والإرساليات التبشيرية، وتنامي العمل الأدبي والثقافي بين أبنائها، وسهولة المواصلات واتساع حركة التجارة فيها، بما أدى إلى نمو المدينة عمرانيًا واجتماعيًا.
• صدرت الغالبية العظمى من صحف الصعيد في عاصمة المديرية (المحافظة)، بينما صدر القليل منها في مراكز ومدن تابعة للمديرية/ المحافظة، ومن ذلك مثلًا صحيفة "الصعيد" التي صدرت في "طهطا" -التابعة لمديرية جرجا آنذاك- سنة 1904م لصاحبيها "عبد الحق أحمد الأنصاري"، و"محمد محمد عبد الرحيم الطهطاوي"، مجلة "الفردوس"، التي صدرت سنة 1926م فى "ملوي"- التابعة لمديرية أسيوط آنذاك- لصاحبها القس "منسى يوحنا"، مجلة "المثال المسيحي"، والتي أصدرتها كنيسة المثال الأمريكانية سنة 1927م في "طهطا" التابعة لمديرية "جرجا"، وجريدة "النادي" التي أصدرها "عبد الحميد عزمي" سنة 1930م في "أبو تيج" التابعة لمديرية "أسيوط".
• إذا كانت "القاهرة" و"الإسكندرية" وبعض مدن الوجه البحرى قد عرفت العديد من الصحف، على مختلف أشكالها وتنوع مضامينها، والمملوكة لبعض الأجانب المقيمين فى مصر، فإن صحف الصعيد قد أصدرها أبناء الصعيد وحدهم، باستثناء بعض الصحف الدينية، المسيحية على وجه التحديد، والتي أصدرها مبشرون أجانب، من البروتستانت والكاثوليك، الذين استقروا فى صعيد مصر وأصبح الصعيد بمدنه وقراه موطنهم للتبشير، ومن ذلك مثلًا صحف: (بوق القداسة) التى أصدرها مستر "بلاك" بأسيوط سنة 1902م، و"حامل النور" التي أصدرها "لويس جلن" بالفيوم سنة 1907م، و"المثال المسيحي" التي أصدرتها كنيسة المثال الأمريكانية بطهطا سنة 1927م، و"صوت الحق" التى صدرت عن دير الآباء الفرنسيسكان بأسيوط سنة 1947م.
• صدرت الغالبية العظمى من صحف الصعيد، من خلال مبادرات فردية قام بها مجموعة من الصحفيين، ممن آمنوا بدور الصحافة فى تحقيق نهضة المجتمع والرقي بأبنائه.
• تنوعت الصحف التي صدرت فى صعيد مصر فى شكلها ما بين قطع جرائد (ستاندارد)، وقطع المجلات، والقطع النصفي (تابلويد).
• كما تنوعت صحف الصعيد في مضمونها ما بين صحف سياسية عامة وأخرى متخصصة، وتنوعت الصحف المتخصصة بدورها ما بين صحف: ثقافية/ أدبية/ اجتماعية- صحف مدرسية/ طلابية- صحف دينية- صحف نسائية.
• هناك مدن بصعيد مصر شهدت لونًا واحدًا من الصحف، على الرغم من صدور أكثر من صحيفة فيها، ومن ذلك مثلًا مدينة "بني مزار" التابعة لمديرية المنيا، حيث صدرت فيها- طوال فترة الدراسة- صحيفتان/ مجلتان دينيتان مسيحيتان هما "الراعي الصالح" لصاحبها القمص "يوحنا غبريال" وصدرت سنة 1930م و"تعاليم الكنيسة" لصاحبها القس "منقريوس عوض الله" وصدرت سنة 1951م.
• عنيت الصحف التي صدرت في صعيد مصر بمواكبة تطور العمل الصحف من حيث الشكل والإخراج، إلى جانب اهتمامها باستخدام فنون صحفية متنوعة منها الخبر والمقال والتحقيق والحوار والكاريكاتير.
• تنوعت صحف الصعيد في دوريتها ما بين صحف: يومية- أسبوعية- نصف شهرية- شهرية- نصف سنوية- سنوية.
صحافة الصعيد وقضايا المجتمع المصري
توصل الباحث، إلى أن الصحف التي صدرت بصعيد مصر خلال فترة الدراسة ساهمت فى ربط أبناء الصعيد بالأحداث القومية فى مصر إضافة إلى الأحداث العالمية، سواء السياسية والاقتصادية أو الموضوعات الاجتماعية الشتى، التي شغلت عموم المصريين وكانت مثار اهتمام الصحف المصرية عمومًا. فقد ناقشت تلك الصحف الكثير من القضايا العامة، كما ناقشت تلك الصحف أيضًا العديد من القضايا الخاصة بمجتمع الصعيد، حيث أنها جمعت بين الاهتمامات العامة والاهتمامات الخاصة، إذ لم تكتف بمناقشة قضايا الإقليم الذي تصدر فيه.
وأوضح الباحث، أبرز نتائج موقف صحف الصعيد، وعلى وجه التحديد صحف (المنتظر- السلام- قارون- الإنذار- الصعيد الأقصى)، من القضايا الوطنية والاجتماعية فى المجتمع المصرى خلال فترة البحث، وعلى وجه التحديد منذ عشرينيات القرن العشرين إلى فترة الخمسينيات منه، على النحو التالي:
(1) قضية الجلاء والاستقلال.
(2) قضية الدستور.
(3) قضية التعليم.
(4) قضية تحرير المرأة وترقيتها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :