صراعٌ بين كوكب الشرق وسيدة مصر الأولى
فن | إيلاف
٤٩:
٠٦
م +02:00 EET
الجمعة ٨ فبراير ٢٠١٩
"إيلاف" من القاهرة: تُسلٍّط ايلاف الضوء على مواقف سياسية في حياة كوكب الشرق أم كلثوم لمناسبة مرور الذكرى الـ44 لرحيلها. وهي تُعتبّر إحدى أيقونات الغناء في العالم العربي من المحيط إلى الخليج.
وفي الحلقة الاخيرة من المواقف السياسية التي تسردها "إيلاف"عن "كوكب الشرق" ومعاركها السياسية، نتطرق لسبب توتر العلاقة بينها بين السيدة جيهان السادات والسجالات التي خاضتها في سنواتها الأخيرة بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر.
أم كلثوم والسادات
لم تستطع أم كلثوم أن تنسى التحية العسكرية التي قدمها لها ضابط الاشارة أنور السادات في رحلتها العلاجية إلى الولايات المتحدة في العام 1954 بأمرٍ من رئيس مصر آنذاك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ولم ينسَ السادات وزوجته مداعبة أم كلثوم له خلال تهنئته بالرئاسة عندما قالت له "مبروك عليك يا أبو الانوار...بقيت الريس"، وهي العبارة التي وان قيلت بتلقائية شديدة فإن الهدف منها لم يكن التقليل من مكانة رئيس مصر ولكن مداعبة من سيدة تميّزت بمكانة خاصة في القصر الجمهوري من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كسر من أجلها البروتكولات".
كانت هذه النظرة القصيرة لأم كلثوم تجاه السادات في الأشهر الأولى من حكمه سبباً في تزايد غضب الرئيس وزوجته سيدة مصر الأولى جيهان السادات تجاهها. خاصةً مع النظرة المتزامنة لكثير من الناصريين بأنه لا يستطيع حكم مصر، مع الأخذ في الاعتبار أن السادات على العكس من عبد الناصر لم يكن يحب صوت أم كلثوم أو يفضلها على غيرها. بل كان يحب صوت فيروز وأسمهان.
وعليه، فقد حصلت سجالات في حياة كوكب الشرق مع السيدة "السادات" التي حاولت البحث عن بديلة لام كلثوم باعتبارها من رموز الناصرية. فكل من كان ينظر لها بعهد "عبد الناصر" بأنها من بقايا "الملكية"، أصبح ينظر لها في عهد السادات بأنها من بقايا الحقبة الناصرية. خاصةً وان السادات تخلص من جميع رجال عبد الناصر المحيطين به في السلطة خلال أشهر فقط من توليه الرئاسة.
وتقول بعض الكتابات التي وثقت لصراعات أم كلثوم في عهد السادات أن كوكب الشرق "لو وعت ذلك الدرس الذي لقنه السادات لأعوان عبد الناصر من بعد رحيله، ومن ثم سارعت للإعلان بوسائل الإعلام عن تخليها عن الناصرية وتأييدها للرجل أو الحاكم الجديد مثلما فعلت بعد ثورة يوليو، لما حدث لها ما حدث
ويقول الكاتب حنفي المحلاوي في كتابه صراعات أم كلثوم "لقد تصور الكثيرون ممن كانوا حولها أنها من الممكن أن تكرر هذا الموقف وتسارع بالإعلان عن تأييدها للسادات ولكن خاب ظنهم. وبالتالي تحملت النتيجة والآلام، وربما تعلل البعض بالكثير من الأعذار التي أرجعوها لكبر سنها. ففي عام 1970 عندما تولى السادات السلطة كان عمرها 66 عاماً، وقالوا أيضاً أن قرارها آنذاك يرجع لفرط الثقة بنفسها. حيث تصورت بأن رصيدها الفني الكبير ربما يشفع لها عند الرئيس الجديد وزوجته التي لم تكن ترغب في وجود أي منافسة بين النساء". لكن، الصراع بين السيدتين امتد للمجهود الحربي، فلعبت كوكب الشرق دوراً كبيراً في المجهود الحربي بعد نكسة 1967، وساهمت في كل ميدان رأت فيه سبيلاً للتخفيف من هذه المصيبة، واستطاعت أن تجمع خلال أسبوع واحد فقط مبلغ 15 ألف جنيه قدمتهم لوزارة الشؤون الإجتماعية وتم ذلك في الأسبوع الاول من يوليو عام 1967 كما قررت أن تقوم بجولة فنية داخلية وخارجية كي تُغني لمصر وباسم مصر، وخلال عامين فقط وكما يقول الكاتب محمود عوض دارت أم كلثوم حول الكرة الارضية مرتين ووصل عائد الحفلات إلى أكثر من مليوني جنيه.
أما في حرب 1973 فكانت أم كلثوم قد تقدمت في العمر وأصابها المرض ما جعل جهودها تنحصر في التبرع بالأموال لمشروع أم كلثوم الخيري الذي لم يخرج للنور، بالوقت الذي أطلقت فيه السيدة جيهان السادات مشروعها "الوفاء والأمل" الذي تحوّل لما يشبه المشروع القومي، ليتقلص دور أم كلثوم الوطني بالرغم من جهودها التي ستبقى راسخة في الوجدا ن المصري.
الكلمات المتعلقة