الأقباط متحدون - بروفايل: سيرة حياة الفريق الشاذلي ثعلب حرب أكتوبر.. لماذا عاداه السادات وما هي خطة الثغرة.. غادر مصر كلاجئ سياسي
  • ١٣:٣٩
  • الأحد , ١٠ فبراير ٢٠١٩
English version

بروفايل: سيرة حياة الفريق الشاذلي ثعلب حرب أكتوبر.. لماذا عاداه السادات وما هي خطة الثغرة.. غادر مصر كلاجئ سياسي

أماني موسى

بروفايل

٠٨: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٩

 الفريق سعد الدين الشاذلي
الفريق سعد الدين الشاذلي

كتبت – أماني موسى

يوافق اليوم ذكرى رحيل الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية سابقًا، وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال، وصاحب اقتراح تصفية ثغرة الدفرسوار بحرب أكتوبر المجيدة.. نورد بالسطور المقبلة ملامح من حياته وإنجازاته.

 

رئيس الأركان وأول قائد لفرقة سلاح المظلات

هو الفريق سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي (1 أبريل 1922 - 10 فبراير 2011)، قائد عسكري مصري, شغل منصب رئيس أركان رب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973.

وهو مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري.

سعد الشاذلى فى شبابة

مواليد الغربية ووالده من الأعيان ملاك الأراضي الزراعية

وُلد بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل في 1 أبريل 1922 في أسرة فوق المتوسطة، حيث كان والده من الأعيان، وكانت أسرته تملك 70 فدانًا، أبوه هو الحاج الحسيني الشاذلي، وأمه السيدة تفيدة الجوهري وهي الزوجة الثانية لأبيه.

سُميّ سعد تيمنًا بسعد زغلول.. والده تزوج مرتين وأنجب 13 ابن

سماه أبويه على اسم الزعيم الراحل سعد زغلول تيمنًا باسمه، وكان والده أحد ملاك الأراضي الزراعية وقد تزوج مرتين وأنجب من الأولى تسعة أبناء هم: محمد وحامد وعبدالحكيم والحسيني وعبدالسلام ونظيمة وفريدة وبسيمة ومرسية، أما الثانية تفيدة الجوهري وهي والدة الفريق الشاذلي فقد أنجبت له مظهر وسعد وألفت ونبيلة.

جده ضابط بالجيش المصري وشارك في الثورة العرابية

وكان جده ضابطًا بالجيش المصري، وشارك في الثورة العرابية وحارب في معركة التل الكبير.

ابن عم والده هو عبدالسلام باشا الشاذلي الذي تولى مديرية البحيرة ثم تولى بعد ذلك وزارة الأوقاف.

انتقال الأسرة إلى القاهرة بعد إتمامه المرحلة الابتدائية

تلقى الشاذلي العلوم في المدرسة الابتدائية في مدرسة بسيون، وبعد أن أنهى المرحلة الابتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ 11 سنة، وأتم المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة.

الفريق الشاذلى مع جمال عبد الناصر

خلاف مع السادات أثناء الحرب استقيل على إثره من رئاسة الأركان

يصفه البعض بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973، وأثناء المعارك حدث خلاف بينه وبين السادات قام على إثره بالاستقالة من رئاسة الأركان.

صورة نادرة للملازم الشاذلى مع الملك فاروق اثناء التحضير للذهاب إلى الحرب

تفاصيل الخلاف مع السادات وماذا حدث يوم 16 أكتوبر؟

يروي الشاذلي في مذكراته، أنه ووزير الحربية آنذاك، الفريق أول أحمد إسماعيل وآخرون فى "مركز 10" الذى تتم منه قيادة الحرب ضد إسرائيل، وتحديدًا في يوم 16 أكتوبر، وصلتنا معلومات عن اختراق العدو صباح هذا اليوم، وكانت المعلومات الأولية مقتضبة ولا تثير أى انزعاج، وكان البلاغ يقول: لقد نجحت جماعات صغيرة من العدو فى العبور إلى الضفة الغربية ويقوم الجيش باتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليها.

ويضيف الشاذلى: "على الرغم من هذه المعلومات المطمئنة فقد رفعت درجة استعداد اللواء المدرع 23 الموجود فى القاهرة، وأصدرت إليه أمرًا إنذاريًا بأن يستعد للتحرك إلى الجبهة فى قطاع الجيش الثانى، وفى خلال نهار يوم 16 بدأت المعلومات تصل إلينا بأن عددًا من كتائب الصواريخ قد هوجمت بواسطة دبابات العدو، وكانت بعض هذه الكتائب على عمق حوالى 15 كيلو متر غرب القناة، وكان هذا الاختراق بداية "ثغرة الدفرسوار"، وكانت القوات المصرية تدافع بكل بسالة لمنع العدو من تحقيق هدفه، وفي ظل هذه الأجواء، عقدت القيادة العسكرية مؤتمرًا لبحث الموقف.

ويتابع الشاذلي في مذكراته، أنه أتفق مع الوزير أحمد إسماعيل على توجيه ضربة قوية ضد العدو فى منطقة الاختراق صباح يوم 17، ولكننا اختلفنا مرة أخرى على طريقة توجيه هذه الضربة، كانت نظريتى فى ضرورة إعادة الاتزان إلى مواقعنا الدفاعية بسحب جزء من قواتنا فى الشرق إلى غرب القناة مازالت قائمة، ولكن مع تعديل فى الأسلوب طبقا للموقف الجديد، اقترحت سحب الفرقة 4 المدرعة، واللواء المدرع 25 من قطاع الجيش الثالث خلال الليل، وأن نقوم فجر باكر بتوجيه الضربة الرئيسية ضد قطاع الاختراق بثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة ميكانيكى من غرب القناة وفى اتجاه شمال شرقى، وفى الوقت نفسه يقوم اللواء 116 مشاة بتوجيه ضربة ثانوية من الغرب إلى الشرق، بينما تقوم الفرقة 21 مدرعة بتوجيه ضربة من مواقعها شرق القناة فى اتجاه جنوبى، بهدف إغلاق الطريق المؤدى إلى الثغرة من الشرق.

وكان الوزير إسماعيل ضد أي فكرة لسحب القوات، وصمم على ذلك, وعليه استعان الشاذلي برئيس الجمهورية آنذاك "السادات"، لكنه لم يمهله فرصة لسماع مقترحاته –على حد قوله-.

السادات للشاذلي: لو اتكلمت في الموضوع دة مرة تانية هحاكمك

 وصرخ في وجهه بعصبية عارمة "لا أريد أن أسمع منك مرة ثانية هذه الاقتراحات الخاصة، إذا أثرت هذا الموضوع مرة أخرى سأحاكمك".

ويستطرد الشاذلي، حاولت أن أشرح له بأن المناورة بالقوات شىء والانسحاب شىء آخر ولكنه كان فى ثورة عارمة لا يريد أن يسمع.

حياته المهنية

تخرج من الكلية الحربية في يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة في نفس دفعة خالد محيي الدين.

في عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم.

شارك في حرب فلسطين 1948، وشارك في الحرب العالمية الثانية.

مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر (1954 - 1959).

قائد الكتيبة 75 مظلات خلال العدوان الثلاثي عام 1956.

ملحق حربي في لندن (1961-1963).

رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية (1971 - 1973).

أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية (1971 - 1973).

سفير مصر في بريطانيا (1974-1975).

سفير مصر في البرتغال (1975-1978).

أب لثلاث بنات

تزوج الشاذلي في 13 ديسمبر 1943 من زينات محمد متولي السحيمى، ابنة محمد متولي باشا السحيمى مدير الكلية الحربية في ثلاثينات القرن الماضي، وأنجب 3 بنات هنّ: شهدان وناهد وسامية.

علاقته بعبد الناصر والضباط الأحرار

بدأت علاقته بجمال عبد الناصر حين كان يسكن في نفس العمارة التي يسكنها جمال عبد الناصر بالعباسية قبل ثورة 23 يوليو، وكانت بينهم علاقات أسرية، وبالاضافة كونهم ضباط مدرسين في مدرسة الشؤون الإدارية وكانا يلتقيان بشكل يومي، وقد فاتحه جمال عبد الناصر عن الضباط الأحرار في 1951، ورحب الشاذلي بالفكرة وانضم إليهم ولكنه لم يشارك في ليلة 23 يوليو 1952 بشكل مباشر كونه كان في دورة في كلية أركان الحرب.

الفريق سعد الدين الشاذلى يؤسس سلاح المظلات

دوره أثناء نكسة 67

أثناء نهاية معركة 67، كان الجيش المصرى ينسحب للخلف، بينما الشاذلى يدخل بقواته الأراضى الفلسطينية، وكان برتبة لواء يقود مجموعة من 1500 ضابط وجندى وسط سيناء، وعندما انقطع الاتصال بينه وبين قيادة الجيش بعد ضرب المطارات وصدور الأمر بالانسحاب العشوائى، كان عليه أن يتصرف، خاصة بعد أن رأى الطيران الإسرائيلى يسيطر على سيناء، فاتخذ قراره الجرىء وعبر بقواته شرقًا، وتمركز داخل الأراضى الفلسطينية داخل النقب، وظل هناك لمدة يومين 6 و7 يونيو فى موقع بين جبلين لحماية قواته إلى أن تمكن من الاتصال بالقيادة التى أصدرت إليه الأمر بالانسحاب، فقام بعمل مناورة عسكرية وانسحب ليلاً فى ظروف صعبة بخسائر لا تذكر، رغم أنه قطع مسافة 200 كيلو متر من شرق سيناء إلى غرب القناة فى أرض أصبح يسيطر عليها العدو الإسرائيلى، وهذه العملية جعلته يكتسب سمعة كبيرة فى صفوف الجيش، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وفى 16 مايو 1971 عينه الرئيس السادات رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة، ليبدأ منذ هذه اللحظة تخطيطه لحرب أكتوبر.

معارضته لكامب ديفيد وسفره ورجوعه لمصر في التسعينات

أعلن معارضته الشديد لمباحثات كامب ديفيد، وأستقال من منصبه وسافر للجزائر طالبًا حق اللجوء السياسي، ثم عاد إلى مصر في عام 1993 بعد أن صدر ضده حكمًا عسكريًا ولكنه نال عفو شامل.

أربعة كتب لا يوجد منها سوى واحد فقط في مصر

كتب الفريق الشاذلي 4 كتب، لم ينشر في مصر منها سوى كتاب واحد هو حرب أكتوبر، أما باقي الكتب فقد صدرت جميعًا في الجزائر.

توفي الشاذلي يوم الخميس الموافق 10 فبراير 2011 م، بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا.