الأقباط متحدون - الثورة الإيرانية كيف أمست وكيف تغدو1-2
  • ٠٩:٤٩
  • الأحد , ١٠ فبراير ٢٠١٩
English version

الثورة الإيرانية كيف أمست وكيف تغدو1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٨: ٠٦ م +02:00 EET

الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٩

الثورة الإيرانية
الثورة الإيرانية

 كتب : د. مينا ملاك عازر

تبقى الثورة فكرة في قلوب ثائرة، تطوق لتنفيذ أفكارها الفوضوية، فالثورة في جوهرها فعل فوضوي خارج على القانون، والفكر الثوري هنا لا مانع أن يكون ضد حاكم بائد ربما يكون ضد مجتمع ظالم وبائس لا يتجدد، في كل الأحوال إن لم تنجح الثورة التي يقوم بها ثوارها فمآلها ومآلهم في النهاية الجحيم.

أكتب هذه الفقرة السالفة لأمهد لأمرين لا ثالث لهما، أولا أن الثورات تبقى ولا تموت في القلوب، وإن بدت ثورة خامدة أو فاشلة، أخيراً أن الثوار الحقيقيون هم من يستطيعون الإبقاء على ثورتهم نابضة.

بناء على ما تقدم لا أستطيع اعتبار الثورة الإيرانية التي اتمت عامها الأربعون، قد دخلت سن اليأس الأنثوي، فهي لم تزل خصبة بأفكار وإنجاب إيرانيون جدد يثورون، ولعلك تذكر صديقي القارئ سلسلة الاحتجاجات التي تجتاح إيران كل فترة ترفض حكم الخوميني، وتخلع عن رؤوس النساء الحجاب رمز الثورة الإيرانية والتي نجحت في وضعها على الرؤوس لكن لم تستطع وضعه على العقول.

هذا ما يثبت أن الثورة باقية وإن خطفها وتنكر تيار بعينه لها وادعى زوراً وبهتاناً التمسك بالديمقراطية قبل الثورة أثناء المخاض فيها بعكس ما يعتقد عن حق تم علي أرض الواقع، فإن الثوار الذين شاركوا قائد هذا التيار الثورة وإن وارت أجسادهم الثرى، فأفكارهم ستبقى في قلوب ورثت الثورة وحملت الحلم.

نزل الخوميني من أربعين عاماً بالتحديد من الطائرة القادمة من باريس يحيط متحلق به ست رجال، ثلاثة منهم كان مصيرهم القتل على يده،أسعدهم حظاً بقى لثلاث سنوات حتى أعدم بتهمة التآمر بعد أن وصل ليكون وزير للخارجية، وأسوأهم حظاً أغتيل بعد ثلاث أشهر من تعيينه، أما من كان نابهاً فهرب بنفسه لفرنسا فها هو للآن يعيش ليشهد على غدر الخوميني وتنصله من أفكاره التي أعلنها وقت أن كان في المنفى معهم، وكيف نكص عن ثورتهم وارتد ليحيي ثورة خاصة به.

لا أشك للحظة أن مجهود الخوميني كان أوفر من مجهودات الباقين، لعل شرائطه التي غزت العقل الإيراني قبل أن يغزو هو إيران بطائرة قادمة من باريس، كان لها أكبر الأثر في شق الطريق للثورة بين ضلوع النظام الإيراني فأسقطته ثم قفز هو من سفينة الثورة أو ربما ألقى بشركائه من السفينة ليقبض على دفة القيادة ويقود الثورة الإيرانية صوب هدفه هو وقد كانت ما سموه الآن الثورة الإسلامية الإيرانية.

ربما نجحت ثورة الخومييني في إنشاء قوة عسكرية وسياسية ودبلوماسية واضحة وقوية على أرض الواقع تتنافس وتهدد وتمد يدها في كل مكان في الوطن العربي، تضيق الخناق على السعودية في اليمن وسوريا، وتكاد تهدم الدولتين محافظة في اليمن على حظوظ بائسة لنفسها، وفي سوريا على نصيب الأسد الذي يتزايد بسماحة سطوة الرئيس الأسد، بينما تكاد تتصادم هناك مع السعودية وتتلقى الضربات من إسرائيل بسماح من روسيا ورضا أمريكي لكنها في أوربا تتواءم لولا أخطاء كارثية بدت وكشفت تآمرهم على الأوربيين فوقعوا عليها بعض العقوبات لكنهم لم يزالوا طامعين في أموالهم فيتريثون.

عزيزي القارئ ألتقيك المقال القادم لنستأنف الحديث عن الثورة الإيرانية، كيف أمست وكيف تغدو؟

 

المختصر المفيد ربما كل الثورات بها رائحة الخيانة فتقلبها تديرها لمصلحة تيارات بعينها.